ما هي الأهميّة الاستراتيجية للسيطرة على بلدة “اليعربية”؟

تجددت المعارك في بلدة “اليعربية” ذات التنوع العرقي بين أكراد وعرب الواقعة على الحدود مع العراق بين القوات الكردية المتمثلة بوحدات حماية الشعب من جهة، وبين المسلحين التابعين لـ “داعش” أحد أفرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت مصادر القوات الكردية أن الاخيرة قد سيطرت أمس على القرية الاستراتيجية و 7 قرى أخرى واقعة على خط الحدود مع العراق، وانها طردت مقاتلي “داعش” و “جبهة النصرة” خارجها.
وقد عاد مسلحو القاعدة للهجوم مجدداً على القرية محاولين إستعادتها. حيث تفيد الأنباء الواردة من هناك بأن هذه “المجموعات” قامت صباح اليوم الأحد بالهجوم على القوات الكردية المرابضة بالقرية وذلك بهدف إحتلالها مجدداً.
بلدة اليعربية هي هامة لطرفي الصراع، فهي تقع على معبر أساسي على الحدود العراقية السورية، وتسمح لقوات تنظيم القاعدة بتأمين خط آمن نوعاً ما لعبور المسلحين نحو الداخل السوري وتدعيم صفوفها بالذخيرة والمقاتلين وترى “داعش” فيها نقطة وصل مع غرب العراق حيث يحظى المقاتلون المرتبطون بالقاعدة بنفوذ واسع، خصوصاً أن تنظيم “داعش” أصبح يعتبر أن العراق والشام (وفق نظرته) هما كياناً إسلامياً واحداً يتبعان لحكومة واحدة (إسلامية) موجودة في مكان ما بالعراق.
أما بالنسبة للأكراد، فتمثّل اليعربية، إذ تشكل معبرا للمقاتلين والذخيرة وتتيح هذه البلدة تواصلاً للأكراد مع أقرانهم في كردستان العراق، من جهة، وفتح الباب أمام سيطرتها على القرى الكردية الواقعة على الحدود مع العراق، من جهة أخرى، وذلك بهدف توسيه رقعت سيطرتها التي شملت مناطق واقعة شمال غرب سوريا منها رأس العين وتل الأبيض، مروراً بالمناطق الشمالية الشرقية كالقامشلي، وبذلك تسعى لخلق منطقة كردية أمنة تكون المنطلقة لمواجهة شاملة مع عناصر تنظيم القاعدة في المناطق الشمالية من سوريا.