الانفجار العظيم .. بندر على خطى حمد

تقول نظرية ( الانفجار العظيم ) أن الكون نشأ من انفجار كتلة بالغة الكثافة في ظل حرارة تقارب العشرة ملايين درجة مئوية , بعد مئات الاف السنين و نتيجة انخفاض تلك الحرارة إلى ما دون المائة ألف درجة و تكون سحب الهيدروجين و من ثم اندماج ذرتين منه لتشكيل ذرة هيليوم لتنشأ النجوم و من بعدها الكواكب و المجرات , مليارات النجوم و الكواكب و الأجرام السماوية , من بين كل هذا العدد الذي لا يمكن استيعابه من الكواكب تنشأ على أحدها البحار و المحيطات و طبقة الأوزون و الأكسجين لتبدأ معجزة خلق أخرى إسمها الحياة …مليارات الخلايا و الكائنات و الأحياء على سطح كوكب اسمه الأرض , من بين كل هذه المليارات من الأنواع و الأصناف الحية كائن واحد حظي بنعمة العقل ..إنه الكائن البشري , و من بين مليارات البشر في عصرنا الحالي وحدهم ( المعارضون ) السوريون و داعميهم الإقليميون حرموا من هذه النعمة بشكل جماعي!! هذا هو ملخص نظرية ( البيغ بانغ ثيوري ) بنسختها السورية.
فعلى مدار أكثر من عامين و نصف و نحن نقول لهؤلاء ( المعارضين ) على اختلاف مشاربهم و انتماءاتهم و منطلقاتهم أن ما يقومون به خاطئ إن كان على المستوى الوطني أو القومي أو السياسي أو الفكري أو الديني أو الأخلاقي أو البراغماتي! و أنهم لن يجلبوا من خلاله سوى الدمار و الخراب و القتل و التدخل الخارجي المقيت مهما كان عدد الدول و الحكومات و القنوات و الصحف و أجهزة الاستخبارات التي تدعمهم! و مهما صرف في سبيل تحقيق مبتاغهم من أموال!ّ و بغض النظر عن أعداد آكلي لحوم البشر التي استولدوها في الداخل أو استوردوها من الخارج لتحقيق غاياتهم ( النبيلة )!
قلنا لهم مهما صرختم و تشدقتم و حتى لو ظهرت عروق رقابكم و جباهكم على الفضائيات و في المؤتمرات و بانت سقوف حلوقكم و اخشوشنت أصواتكم و مهما تلقيتم من أموال و مهما شكلتم من كتائب و ألوية بأسماء طنانة و رنانة و مهما استعنتم بفتاوى الدم و العار و النكاح و مهما سمعتم من كلام غربي معسول من مثل ( أيامه باتت معدودة ) و ( لا مكان له بعد اليوم ) و ..و.. !
قلنا لهم بأن الرئيس باق و الجيش باق و الدولة باقية لأن هذا الشعب باق! و أنه لا مكان لهم هم في سوريا المستقبل إذا لم يتعظوا و يعودوا سريعاً عن أخطائهم و خطاياهم التي باتت تشكل قائمة طويلة جداً يضاف لها كل يوم خطايا جديدة لا تغتفر! قلنا لهم بأنه سيأتي يوم و سيباعون بأبخس الأثمان في أسواق النخاسة السياسية بمجرد أن يحل موسم البازارات ..و بأنهم ليسوا سوى خراف تعلف حتى إذا ما انتهت المواجهة بشكلها الحالي كانوا هم ذبيحة وليمة ( الصلحة ) التي سيقيمها الغرب المهزوم!
قلنا و قلنا و قلنا! و كانت الأيام تثبت صحة ما نقول..لكنه أحد أمرين فيما يخص هؤلاء..إما الغباء و إما الخيانة و بكلتا الحالتين لا حاجة لنا بهم في سوريا المستقبل!
—————-
بعد الاتفاق الروسي – الأمريكي , وحدهم آل سعود من بين كل أعضاء القطيع الأمريكي في المنطقة قرروا أن ( يهشلوا ) لوحدهم ! و ينزووا في زاوية مظلمة موحشة كالقرد الغاضب من ضرب سيده له! حال بندر بن سلطان اليوم ..كحال القرد الذي ظن انه إذا رفض تأدية فقرته ضمن العرض فإن العرض سيتوقف , و أن سيده سيحاول إرضاءه و تنفيذ رغباته حرصاً على عودته , لكنه لا يدرك أن هناك قروداً كثيرة تنتظر بفارغ الصبر فرصتها لتحل مكانه في السيرك الأمريكي! و لا يعرف ( رغم العقود التي قضاها في أمريكا ) العرف الأمريكي الذي يقول : العرض لا بد أن يستمر!..
لكن مهلاً!! بندر بن سلطان , خازن أسرار عائلة بوش , الشخص الوحيد في العالم الذي كان مكلفاً بحمايته في واشنطن جهاز حماية الرؤساء الأمريكيين ( السيكريت سيرفيس ) , السفير السعودي الذي كان يستطيع دخول مكتب الرئيس الأمريكي متى شاء بعكس رئيس الاستخبارات الأمريكية الذي يحتاج لموعد مسبق قبل دخول البيت الأبيض! خبير سراديب السياسة الأمريكية و العلاقات الدولية و الاستخبارات في واحدة من أهم عواصم صنع القرار العالمي و الذي عينه الأمريكيون رئيساً للاستخبارات السعودية لحسم الصراع الدائر في كواليس الزريبة السعودية و لتنفيذ الخطط الأمريكية في المنطقة! كيف لا يصيبه مرض تورم الذات و انتفاخها الذي أصيب به حمد بن خليفة ؟ و هل الأخير أغنى منه أو أجمل أو أسمن؟ أما لمن قد يسأل لماذا أتكلم عن بندر و ليس عن ( أبو متعب ) فالسبب هو أن مومياء الملك الفرعوني توت عنخ آمون في وادي الملوك اليوم… فيها من علامات الحياة و القدرة العقلية على اتخاذ القرارات أكثر بكثير من الملك ( أبو متعب )!
قلتها و أقولها مجدداً ..لا زالت مزابل التاريخ تتسع للكثير من أشباه حمد بن خليفة , و لن يكون بندر آخر المسجلين على قوائمها.
فكل ذي عقل و إدراك بات اليوم يعلم أن المنطقة و العالم قد دخلا مرحلة التسويات الكبرى , و أن ركب النظام العالمي الجديد بدأ بالتحرك بمن حضر , أما من لم يحضر فسيبقى تائهاً هائماً على وجهه في صحراء التاريخ القاحلة يندب حظه و خذلان ( المجتمع الدولي ) له قبل أن تبتلعه الرمال المتحركة أو تلدغه ذات العقارب و الأفاعي التي كان يربيها لتلدغ الآخرين!و ما هو إلا فصل آخر يطوى من فصول الصراع الأزلي ما بين الحق و الباطل , ما بين الخير و الشر , ما بين النور و الظلام , و ما بين الهيمنة و المقاومة ..للحق و للخير و للنور و للمقاومة رجال ..و للباطل و الشر و الظلام و الهيمنة أزلام و مرتزقة و عملاء , و في النهاية ….لا يصح إلا الصحيح , ألا تتعظون؟