لماذا يرفض البعض التصديق بأنّ هناك تسوية أميركية روسية بدأت تتبلور تباعًا ؟

أنطوان الحايك

يرفض البعض التصديق بأنّ هناك تسوية أميركية روسية بدأت تتبلور تباعًا، كما يرفض هؤلاء الإعتراف بأنّ هناك تحوّلات مقبلة على المنطقة ومن الضروري التعامل معها بحدّ أدنى من الموضوعية وأنّ هناك دولاً وجهات من المقدر لها أن تدفع الاثمان لا سيما إذا ما استمرت في قراءاتها المغلوطة وتعاطيها الفوقي مع الاحداث في ظل أكثر من معطى جديد لا بد من التعاطي معه استنادا إلى حسابات جديدة تتناسب وخريطة التحالفات الاقليمية الجديدة التي بدأت تتبلور تباعا مع اصرار كل من واشنطن وطهران على توسيع رقعة انفتاحهما وتحويله الى تفاهمات تشمل تفاصيل ازمة المنطقة ودور كل دولة منهما في حلحلتها كما التوافق على ملف النووي وتفاصيله وتداعياته على المنطقة العربية برمتها.
أكثر من ذلك، بحسب مصادر مراقبة، فإنّ هؤلاء الرافضين يعتبرون أنّ التسوية الدولية تتوقف عند حدود التوافق الروسي الغربي على ملف السلاح الكيميائي دون سواه من المواضيع العالقة، كما يصرون على ان سقوط النظام السوري مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، وأنّ التقدم الميداني الذي يحققه النظام السوري ليس سوى بروباغاندا إعلامية لرفع معنويات الجيش، وبالتالي فانه من غير المعقول أن يقدم أصحاب هذا الرأي أيّ تنازل في لبنان، بل على العكس فإنّ الوقائع الميدانية تدفع الى رفع السقف والتشدد في المسألة الحكومية كما في سائر الملفات السياسية العالقة ومن ضمنها “حزب الله” ومشاركته في الحرب السورية.
وتعتبر مصادر من فريق الرابع عشر من آذار في لبنان أنّ اللعبة شارفت على نهايتها لمصلحتها، مشيرة إلى أنّ المملكة العربية السعودية لن تسلّم بالموازين المعمول بها حاليا ، بل على العكس فانها ستعمد في الوقت المناسب الى تغيير قواعد اللعبة وشروط التسوية من خلال نسفها لمؤتمر جنيف2 وتفريغه من مضمونه لاسيما ان اهمية الموضوع بالنسبة لها باتت مسألة حياة او موت.
غير أنّ المصادر المراقبة تشير إلى أنّ حديث الصالونات الاذارية لا ينطبق على واقع الشارع الذي بدأ يعي الحقائق ويترجمها الى مواقف ابرزها تدني نسبة متابعي المؤتمرات الصحافية والاطلالات الاعلامية لبعض القادة، وعدم المشاركة في الكثير من الانشطة التي تندرج في اطارالحزبية، بل العودة الى منطق العائلات او التوجه صوب منظمات المجتمع المدني بدليل ما حصل في الايام والاسابيع الماضية في بعض مناطق الشمال على غرار طرابلس التي بدأت تشهد صحوة شعبية يترجمها المجتمع المدني تحركات ضد العنف.