أزمــــــــة خطــــــــــاب

كلنا يتفق على أهمية الأعلام ودوره في التأثير على الرأي العام ونعرف أن دول العالم حتى تلك التي تملك اساطيل تجوب البحار والمحيطات وتملك السلاج الذري تخصص ميزانية كبيرة لوسائل الأعلام رغم قدرتها على حسم معاركها بدون اعلام لكن نعرف جميعا أن المعركة الناجحة هي تلك التي تكسب العقول قبل السيطرة على الأرض والثرواث ونعرف ايضا أن هذا الأعلام يتطور أسوة بكل مناحي الحياة وبسرعه مذهله ويستوجب لمن يرغب في المنافسة في هذا الفضاء الشاسع الأهتمام بعلومه وفتح مراكز التدريب والأستعانة بالخبرات ومتابعه أخر تقنياته للوصول الي درجة القدرة على التأثير وسط عشرات الأقمار وألاف القنوات المتخصصة والعامة
وعطفا على أزماتنا ندرك أن السبب الرئيسي فيها هي وسائل الأعلام التي أحسن أستغلالها العدو فكانت اشد وطئة علينا من تلك الصواريخ والقنابل التي كانت تتساقط علي مدننا ومنجزاتنا وأهلنا طيلة ثمانية أشهر ورغم جهد نخبة من الأعلاميين المخلصين ألا أن ردة فعلنا وخطابنا وأدواتنا لم تكن في مستوى الأزمة
وهنا نطرح سؤال هو لماذا نجحت وسائل اعلام مضللة في تحريك الشارع العربي والتاثير عليه وقيادته وفقا لأجنداتها بينما فشلت وسائل الأعلام التي كانت تقول الحقيقة في احداث صحوة الا بعد فوات الأوان
هنا ومن خلال متابعة بسيطة ومعايشة للأحداث بكل تفاصيلها المؤلمة والمفرحة نستطيع القول أنه لكي تكون مؤثرا وفاعلا لابد أن تعتمد على اساسيات مهمة وأن لاتغفلها أو تتجاهل احداها .. فكونك تمتلك الحقيقة والحجة وهي عامل أساسي لكنها لاتكفي وحدها للتاثير مالم تكن علي حرفية عالية من خلال خطاب يحاكي الواقع ومهارة في الأداء وثقافة عالية معتمدة على معلومات وطرق حديثة تقنع المشاهد وأستخدام تقنية عالية ومتطورة تلفت أنتباه المتلقي .. فهل أدركنا مكمن الضعف وتداركنا قصورنا وحاولنا الأرتقاء بأدائنا وأدواتنا لكي تتماشى مع المرحلة وتكون مقنعه وجاذبة وغير منفرة للأخر بحيث نكون فاعلين ومؤثرين خاصة وأننا نملك الحجة والبرهان علي صدق مواقفنا وتوابثنا التي تؤكدها الأحداث يوما بعد يوم في ذات الوقت التي تتضح فيه للجميع تفاصيل المؤامرة وتتعرى حتى من ورقة التوت وتظهر للعيان تلك الأجندات المشبوهة ورموزها للشارع الذي بدأ يستفيق من تخدير الاعلام الخادع
حقيقة يتفق عليها الجميع أن قنواتنا رغم أيجابياتها الكثيرة في الحفاظ على الأصالة والموروث والهوية والحياء الا أنها تخلفت كثيرا في مجاراة التطور التقني وأيضا لم تهتم بتطوير الأداء للاعلاميين الذين أما أنهم أعتمدوا على أنفسهم حينا أو خضعوا لتقاليد قديمة لم تعد تشد أنتباه المتلقي مما خلق فجوة كبيرة بين الاعلام والمشاهد وجعل العامة يبحثون عن بدائل خارج الحدود ويتعلقون بها رغم تفاهة برامجها وزيف مضمونها لكنها أعتمدت على أساليب متطورة شدت أليها المتلقي وأثرث على وعيه خاصة الشريحة الواسعه من الشباب التواق للمعرفة والترفيه
ومن خلال متابعة لخطابنا عبر منابرنا أو ظهور بعضنا في الأعلام الأخر يتضح اننا مازالنا لم نستفيد كثيرا من أخطائنا ولم نقدم خطاب مؤثر بالشكل الذي تقتضيه المرحلة رغم الجهد المبذول من الجميع .. فنحن الأن لانبحث عن الظهور لغرض الظهور وايضا معرفتنا بأن ظهورنا الغير مقنع له تأثير سلبي علينا ولذلك يجب أن يكون الظهور لغرض التأثير خاصة وأن الجميع ينظر ألينا ويترقب ظهورنا فنحن نحتاج التحضير والأعداد الجيد ومعرفة كيفية التأثير والأقناع بهدوء وحجة ومعلومات واسلوب يجب أن نشتغل عليه جيدا .. ونحن هنا نريد لفت الأنتباه للأرتقاء والتطوير وليس النقد للاحباط مع كل الشكر والتقدير لمنابرنا الأعلامية والمخلصين من الاعلاميين وكل الجهود المبذولة سواء علي صفحات التواصل الأجتماعي أو غرف البالتوك أو القنوات الفضائية ... الفــــــــــــــارس

شكرا اخي الفارس  كلام موزون و دقيق.........

نعم لم نستفد من الدرس جيدا