تفاصيل الـ 12 ساعة الأخيرة.. هكذا تمّت السيطرة على بلدة “حُجّيرة” بريف دمشق

عبدالله قمح

سيطرت القوات السورية أمس على بلدة “حُجّيرة” في ريف دمشق الجنوبي، هذه البلدة المتاخمة لمنطقة السيدة زينب ومقامها الشريف، حيث كانت تُشكّل قاعدة متقدّمة لمحاولات إختراق نحو منطقة السيدة زينب، حيث كان يتم إستهداف منطقة المقام والمقام بقذائف الهاون وعمليات القنص.
“حُجّيرة” المتاخمة للسيدة زينب (ع) والمحاذية لبلدة سبينة التي سيطرت عليها القوات قبل عدّة ايام، كانت تُشكل بالاضافة إلى كونها قاعدة متقدمة، كانت تُشكّل خزّان المقاتلين الارهابين التابعين لجبهة النصرة، حيث كانت هذه المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة تُسيطر عليها بشكل كامل، وكانت تعتبر خط الإمداد الرئيسي الخلفي نحو بلدات: “يلدا”، “الحجر الأسود”، “مخيم اليرموك” وأيضاً “بيلا” و “القدم” فكانت السيطرة عليها هدف إستراتيجي من أجل فتح الباب أمام المناطق المتقدمة جنوب دمشق، وتحرير الريف الجنوبي للعاصمة بشكل كامل.

تفاصيل التطهير:

في تفاصيل العملية التي أدّت لتطهر البلدة والتي حصلت “الحدث نيوز” على بعض تفاصيل الـ 12 ساعة الاخيرة من مصادر عسكرية، تشير إلى أن القوات السورية مدعومة نفّذت هجوماً ليلاً بدأ فجر يوم الثلاثاء – الأربعاء بقصف عنيف ومركّز إستهدف مواقع هامة وأساسية لميليشيات المعارضة، حيث إستمر القصف لعدّة ساعات مترافق مع تقدّم على المحاور الاساسية وأطراف البلدة، وقد نجحت هذه القوات بالتمدّد نحو داخل البلدة في ساعات قليلة.
بحسب المصادر، فإن الهجوم نُفذ عن 3 محاور هي: المحور الأول كان من الشرق إنطلاقاً من منطقة طريق مطار دمشق الدولي. المحور الثاني كان إنطلاقاً من منطقة السيدة زينب نحو “حُجّيرة البلد” ومن ثم إقتحام “حُجّيرة”. المحور الثالث والأخير كان من المنطقة الجنوبية الغربية إنطلاقاً من بلدة “سبينه” المحرّرة حديثاً، ووفق المصدر فإن هذه المحاور الثلاث شكّلت عملية إسقاط حجيرة التي لم تأخذ أكثر من 12 ساعة تقريباً من وقت بدء العملية فجراً، وحتى ظهر يوم الاربعاء.

تفاصيل الهجوم والسيطرة:

وفي تفاصيل عملية الاقتحام، ودائماً وفق المصدر، إنطلقت القوات الاساسية التي كانت مولجة الدخول إلى “حجّيرة” من طريق مطار دمشق، حيث كان هذا المحور يشكّل الأساس في العملية وقد تمّ إنطلاقاً منه الهجوم الأكبر نحو “حُجّيرة”. حيث ترافق تقدّم هذه القوات مع تقدماً آخراً تمّ إنطلاقاً من بلدة “حُجّيرة البلد” التي طُهرت قبل ساعات، حيث تلاقت القوات على طرفي “حّجيرة” صباحاً بعد إشتباكات ومعارك على أطراف البلدة، وبعد هذه المعارك العنيفة التي لم تستغرق وقتاً كبيراً، دخلت هذه القوات التي كانت تُساندها من الخلف مجموعات أخرى قادمة من جهة “الجنوب الغربي – سبينه”، دخلت إلى شوارع وأحياء “حجّيرة” الصغيرة والتي لا تضم شوارع كبيرة أو كثيرة أو أحياءاً كثيفة أو كبيرة بل هي معدودة على الأصابع.
وبعد دخول هذه القوات قامت بملاحقة المسلحين في هذه الشوارع والاحياء الصغيرة، حيث تمكّنت من القضاء على العشرات منهم، فيما لاذ آخرون بالفرار قبيل دخول القوات نحو بلدة “يلدا” القريبة، ولم تُبقي في البلدة إلا البعض من حاميتها الذين قتلوا نتيجة الاشتباكات.
القوات السورية دمّرت العديد من مخازن السلاح في البلدة وشقق ومباني كانت مخصّصة لقيادة العمليات وايضاً عدداً من مدافع الهاون التي كانت مخصصة لاستهداف مقام السيدة زينب، كما دمّرت مخزان سلاح وأسلحة كانت مخزنة في أنفاق تحت الأرض، أو في مستودعات صغيرة كانت موجودة تحت بعض الابنية في البلدة، فيما أنجزت السيطرة الشاملة على البلدة بعد نحو 12 ساعة من بدء العملية، أي ظهر يوم الأربعاء الماضي.

في الأهمية الإستراتيجية:

تعتبر السيطرة على بلدة “حُجّيرة” إستراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فبم يكن بالامكان القول انّ السيطرة على منطقة الريف الجنوبي لدمشق إستراتيجية لولا سقوط هذه البلدة التي كانت تُعتبر معبراً ومفصلاً أساسياً لميليشيات المعارضة، نذكر بعض أهميتها.
1. كانت تُشكّل معبراً للمسلحين التابعين للمعارضة نحو مناطق “يلدا”، “الحجر الأسود”، “مخيم اليرموك” “بيلا” و “القدم”.
2. كانت تُعتبر مورد السلاح والمسلحين نحو هذه المنطقة وخط الإمداد الرئيسي الخلفي لها.
3. تعتبر حلقة الوصل بين المسلحين في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، وبالسيطرة عليها قطع أي إتصال أو تواصل بينهما، ما يمهد لانجاز عمليات منفصلة للجيش السوري وحزب الله في المنطقتين.
4. كانت تعتبر إستراحة المسلحين القادمين من ريف درعا وريف القنيطرة، والخزان لهم.
5. كانت تشكل نقطة الضغط على منطقة السيدة زينب ومقامها وكانت تشكل خطر بنسبة 80% على المقام، وكان إنطلاقاً منها ومن بلدة “حجّيرة البلد” تتم محاولات إقتحام منطقة السيدة زينب، وكانت تحوي مناطق قنص متقدمة نحو منطقة السيدة زينب.
6. كانت معقلاً اساسياً وخالصاً لجبهة النصرة الارهابية.