٢٠ ألف مواطن سوري نزحوا اليوم الى الحدود اللبنانية.. ماذا يجري في القلمون؟

٢٠ ألف مواطن سوري نزحوا اليوم الى الحدود اللبنانية، بعضهم عبر الى عرسال، والبعض الآخر تصطف سياراتهم في اللامكان، ينامون بداخلها، بعدما أغلق الجيش اللبناني الحدود، منعاً لتدفق غير محسوب ولا يمتلك لبنان قدرة على استيعابه لا اجتماعياً ولا انسانياً.
بلدة عرسال هذه المرة ممتنة لإجراءات الجيش، فالبلدة فاض استيعابها عن الحد الممكن تحمله، وفعالياتها كانت تتدارس منذ أسبوعين، كيفية تخفيف الثقل غير المحمول للنازحين على البلدة.
أما داخل سوريا، فالمدافع والغارات لم تتوقف، الصواريخ والقذائف تنهمر على معاقل المسلحين في قارة والنبك ويبرود ومعرتها، والأجواء توحي بعملية غير متوقعة، لكن لا شيء مؤكد، مصدر عسكري سوري يوضح لـ «سلاب نيوز» أن العملية محدودة في الزمان والمكان، وهي مرحلة أولى لن نفصح عن أهدافها، وكل ما يليها مرتبط بخطط القيادة العسكرية وقراراتها.
ميدانياً تسارعت أنباء المواجهات في بلدة قارة، فبعد عملية نفذها الجيش السوري في قرية الحميرة المجاورة، لم تشهد الكثير من الاشتباكات، وكانت بمعظمها عبارة عن مداهمات لأماكن محددة، واعتقالات وتثبيت مواقع، تحرك الرتل العسكري الذي تجمع على مدخل قارة لجهة الأوتوستراد وبدأت عملية اقتحام غير متوقعة لها، واستمر تقدم الجيش السريع داخل البلدة بعد عملية تمهيد صباحي بقصف مدفعي مركز على تحصينات المسلحين وغارات جوية دقيقة الأهداف، وصلت خلالها وحدات الجيش بسرعة قياسية الى ساحة الخان، في الوقت الذي تقدمت قوات أخرى الى طريق مشفى قارة المعروف بـ «بساتين الكرب»، وشهدت الحارة الشمالية للبلدة اعنف المواجهات التي استمرت الى المساء أكدت بعدها المصادر الميدانية سيطرة الجيش السوري على البلدة، فيما بقيت بعض الجيوب التابعة لمسلحي جبهة النصرة والتي تقوم وحدات الجيش السوري بالتعامل معها.
اللافت في معركة قارة هو الانهيار السريع لدفاعات المسلحين، وفرار العديد من مقاتلي «الجيش الحر» الى الجبال المجاورة، ومحاولة بعضهم شن هجمات من الخلف، فيما تشتت الباقون باتجاه اقرب البلدات اليها.
الجيش السوري لم ينتظر انتهاء العمليات في بلدة قارة وتطهير باقي الجيوب كالعادة، بل اندفعت وحداته القتالية باتجاه بلدة الناصرية وتقدمت إلى أطرافها حيث لا تزال حتى الساعة تخوض معارك عنيفة مترافقة مع قصف شديد يستهدف مراكز المسلحين وتجمعاتهم فيها وعلى أطرافها.
تزامناً مع العمليات العسكرية في قارة، قامت مدفعية الجيش السوري باستهداف كافة مراكز المسلحين في منطقة القلمون، من النبك ويبرود الى رنكوس والناصرية والزبداني وتلفيتا ووادي هريرة مستهدفة طرق الإمداد الواصلة بين البلدات وخاصة الأودية والممرات الجبلية التي يسلكها المسلحون.
المعارضة التي لم تعترف بسقوط دفاعاتها في بلدة قارة كانت تصر حتى ساعة متأخرة على استمرار الاشتباكات في داخلها، معترفة بسقوط العديد من القتلى في صفوف المسلحين نشرت اسماؤهم على تنسيقيات منطقة القلمون، التي أكدت استمرار القصف المدفعي والصاروخي المركز على كافة بلدات القلمون حتى الساعة.