من الذي اتخذ قرار تصفية ” سُنة حزب الله “؟

أجمع عدد من انصار “حزب الله” في الطائفة السنية في لبنان بأنهم تلقوا تهديدات مختلفة من شخصيات معروفة في الاوساط المعادية لحزب الله سبقت اغتيال الشيخ سعد الدين غية بكثير، ويؤكد من يصفون انفسهم ” بالقابضون على الجمر” أن اهدار دمهم تكرر بالتحريض وبالتهديد واخرهم ما قاله الشيخ السلفي سالم الرافعي في مهرجان طرابلس الاحد الماضي حيث اعتبر انه ” من واجبنا ان ننظف مناطقنا من ابناء جلدتنا المتحالفين من قتلونا ” في إشارة الى الموالين لحزب الله من ابناء الطائفة السنية.

واظهرت الانتخابات النيابية الاخيرة في لبنان عام 2009 ان تيار المستقبل هو الطرف الاكثر شعبية في الساحة السنية ولكن نسبة مؤيديه ليست مطلقة، فهو يتشارك والسلفيين والاخوان (الجماعة الاسلامية) والرئيس ميقاتي والوزير الصفدي ومختلف التيارات التي تدور في فلكه ما نسبته سبعون بالمئة من الناخبين السنة، في حين يوالي ثلاثون بالمئة من السنّة التيارات السنّية المحسوبة على قوى الثامن من اذار. لكن هؤلاء مستضعفون في مناطقهم بسبب خوفهم المتزايد من عمليات القمع التي يتعرضون لها من تيار المستقبل ومن الاجهزة الامنية الرسمية المحسوبة عليه.
ففي حين انتفض الشمال وقطع المتظاهرون الطرقات بسبب مقتل الشيخ عبد الواحد بعد تعرضه لاطلاق نار غامض على حاجز للجيش اللبناني، لم يستنكر السياسيون التابعون لتيار المستقبل مقتل الشيخ سعد الدين غية الاثنين الماضي الا بعد مرور يومين على مقتله على يد مجهولين، لا بل ان السلفيين من امثال الشيخ الرافعي لم يستنكروا عملية الاغتيال بتاتا وبعض انصارهم يجاهرون علنا بأن مصير كل موالي لحزب الله في الشمال وفي مناطق السنة سيكون مثل مصير الشيخ غية.
لكن السؤال المطروح هو ” إذا كان السلفيون هم الطرف المتهم بقتل غية ومن سبقه من سنة حزب الله ، فكيف سيرد الحزب وهو المتهم بتصفية عمر الاطرش بعد اتهامه بتفجيري الضاحية (الرويس وبئر العبد)؟ وهل سيلقى قادة سلفيون متورطون باغتيال غية مصير الاطرش؟
مراقبون متخصصون بالوضع الامني في لبنان إستبعدوا ان يذهب حزب الله الى لعبة التصفيات المتبادلة لانها تخدم السلفيين ومن خلفهم، فالجميع يعرف بأن قرار التصفيات ليس محليا بل اقليمي وهو بالتحديد قرار المخابرات السعودية التي تقاتل حزب الله بكل ما اوتيت من امكانيات، لكن لم يستبعد مصدر مطلع أن يعمد السعوديون عبر شبكاتهم الامنية في لبنان الى توسيع دائرة عملياتها لتغتال ناشطين سلفيين او قيادات من قوى الرابع عشر من اذار وذلك لاظهار الامر وكأن حرب تصفيات قد اندلعت في لبنان ما يسهل عملية التخلص من القيادات السنية الموالية للثامن من اذار. ولهذا يقال ان حزب الله اطلق تحذيرا شديدا الى انصاره وحلفائه في الطائفة السنية منبها اياهم من مشروع محتمل للتصفية في القريب العاجل.
الامن الوقائي للحزب اللبناني الاقوى عسكريا وامنيا حمى قياداته، فهل سيتقاعس عن حماية القيادات المتحالفة معه؟
يستبعد المراقبون ان لا يتدخل حزب الله في حماية حلفائه ولكنه بالتأكيد لن يرد على الاغتيال بالاغتيال، فللحزب سياسة صبورة تتحمل الاذى في سبيل منع الفتنة، ولكنه يعمل في المقابل على ممارسة ضغوط مختلفة لوقف الاغتيالات التي تطال انصاره، وربما يكون لذلك الضغط فعالية اكبر من عمليات هنا او هناك في لبنان لتصفية المتورطين في العمل الامني المضاد.
مصدر مقرب من حزب الله رد على سؤال وكالة “انباء اسيا” في هذا الخصوص وقال: نحن مهتمون بقتال اسرائيل وتدخلنا في سورية سببه اندفاعة التكفيريين بعشرات الآلاف الى سورية تمهيدا لانتقالهم الى لبنان وبالتالي، اذا ما شعرت المقاومة ان لدى التكفيريين واسيادهم الاقليميين مشروع لضرب المقاومة على الساحة اللبنانية عامة والسنية خاصة، فاننا بالتأكيد سنتخذ كافة الاجراءات التي تحمي اهل المقاومة ولو كانوا في عمق الشمال، وسنقطع اليد التي تمتد لتطالهم ولو كانت في قصور بعض الحكام.