أعيان ليبيا يسعون لحل مشكلة الميليشيات في العاصمة إضراب عام في طرابلس.. وطوارئ لـ48 ساعة

طرابلس – وكالات- أعلن مجلس طرابلس المحلي إضراباً عاماً في العاصمة الليبية لمدة ثلاثة أيام، في حين فرضت غرفة عمليات ثوار ليبيا حالة الطوارئ في العاصمة لمدة 48 ساعة، إثر المواجهات المسلحة التي شهدتها المدينة الجمعة وخلفت أكثر من 43 قتيلا.

ودعا كبار مسؤولي مدينة طرابلس الى تنظيم احتجاجات في الشوارع واغلاق المحال التجارية والمدارس والجامعات للضغط على الحكومة لطرد الميليشيات.

وقال المجلس المحلي، وهو بمكانة مجلس بلدي إنه «أعلن عن إضراب عام في مختلف مناطق طرابلس الكبرى في كل القطاعات العامة والخاصة، ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات ومحطات البنزين، حدادا على أرواح أبناء ليبيا وتضامنا مع أهاليهم. وناشد المجلس أبناء طرابلس بـ«التهدئة وضبط النفس، وعدم التعرض للأشخاص وإيذائهم وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والعامة» حرصا على وحدة الوطن ووأداً للفتنة.

كما دعا إلى فسح المجال للذين يبذلون مساعيهم لرأب الصدع وإخماد نار الفتنة.

وكانت الأنباء من العاصمة الليبية أفادت بأن أعيان مصراتة وطرابلس وتاجوراء وآخرين من جبال نفوسة يبذلون مساعي لتسوية الوضع، يمكن أن تسفر عن اتفاق خلال الساعات المقبلة.

 

طوارئ وتعزيزات

ومن جهتها، أعلنت غرفة ثوار ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني الليبي حالة الطوارئ ليومين في المدينة لفرض الأمن والسيطرة على الأوضاع المتفجرة في منطقة غرغور منذ أيام. وأكدت الغرفة أن سيران الطوارئ جاء بالتنسيق مع قيادة الجيش ووزارة الداخلية ومؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية.

وسبقت هذا الإعلان تعزيزات أمنية شملت إغلاق الطريق الساحلي بين طرابلس وتاجوراء، وانتشار آليات ثقيلة ومضادات للطائرات، بينما انتشرت قوات من درع ليبيا في حي غرغور لاستلامه من مسلحي كتيبة النسور التابعة لمصراتة الذين انسحبوا منه. كما انتشرت قوات من اللواء الثاني والثالث بالجيش في مناطق عدة بالمدينة.

ورغم توصل مسؤولين محليين من تاجوراء ومصراتة إلى اتفاق بوقف القتال الدائر على مشارف طرابلس، فان معظم الشوارع ظلت مغلقة.

 

هجوم وهجوم مضاد

وكانت مواجهات مسلحة جديدة اندلعت في الضاحية الشرقية لطرابلس، حيث تمكن مسلحون من منع عناصر من مليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قتلوا خلال مواجهات الجمعة. واشتبك مقاتلون من الكتيبة 101 التابعة لرئاسة الاركان في الجيش الليبي مع متمردين جاءوا من مصراتة لدعم رفاقهم في كتيبة نسور مصراتة في حي غرغور، مما اسفر عن سقوط قتيل واصابة ثمانية آخرين.

من جهته، قال رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان ان الايام المقبلة ستكون حاسمة في ليبيا لجهة نجاح الثورة من عدمها، داعياً الجميع إلى ضبط التنفس والتحلي بروح المسؤولية.

إلى ذلك خطف مجهولون في طرابلس نائب رئيس المخابرات مصطفى نوح لدى عودته من رحلة من الخارج.

 

إدانة دولية

واثارت اشتباكات طرابلس ادانة دولية واسعة، وقالت الامم المتحدة انها قلقة من تفاقم الاوضاع، داعياً إلى وقف اعمال العنف ودعم جهود الحكومة في ضمان الامن. مؤكدة في الوقت عينه على حق التظاهر السلمي، مع مراعاة عدم تعريض حياة المدنيين للخطر.

من جانبها، حثت الولايات المتحدة جميع الاطراف على ضبط النفس وادانت الجريمة التي تعرض لها المتظاهرون العزل من قبل ميليشيات مصراتة. وذكّر وزير الخارجية جون كيري الليبيين بأنهم قاموا بالثورة لاقامة نظام ديموقراطي يمكنهم من اسماع صوتهم بطريقة سلمية.

في سياق آخر، انهى الامازيغ اعتصامهم في حقل مليتة النفطي بعد ان وعدتهم الحكومة باصدار بيان تدعم فيه حقوقهم ومطالبهم والتي تتمثل في توافق حول الدستور المزمع كتابته يضمن حقوقهم اللغوية والثقافية.