15 أيار تاريخ مخزٍ للإنسانية! *

15 أيار تاريخ مخزٍ للإنسانية! * د. عايدة النجار


في هذا التاريخ المشؤوم 15 أيار 1948 سجلت رسميا النكبة الفلسطينية، استعمرت الصهيونية العالمية فلسطين على مرآى من العالم وبمباركة رسمية من الأمم المتحدة. أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل التي اعترفت بها أمريكا بعد 11 دقيقة فقط من قيامها. انتصرت إسرائيل على العرب في حربها الإرهابية التي قامت بها عصابات الهاجانا، وشتيرن وأرغون واحتلت ما يقارب 80% من فلسطين العربية. طردت حوالي مليون من وطنهم ليصبحوا لاجئين حتى اليوم في البلدان المجاورة الأردن، سوريا، لبنان، مصر والعراق.

كانت تلك الهجرة القسرية نتيجة الأعمال غير الإنسانية والاجرامية التي قام بها الصهاينة الأرهابيون لبث الرعب في نفوس الناس. وكانت مذبحة دير ياسين البداية حيث أغاروا على القرية بتاريخ 9 نيسان 1948 راح ضحيتها 245 شخصا بينهم 60 امرأة وطفلا و 35 حاملا . منذ ذلك التاريخ وإسرائيل تقوم بالجرائم، قبل وبعد حرب 1967 على أمل تفريغ فلسطين ممن تبقى من أهلها العرب الأصليين. تقوم بذلك متفرغة للإرهاب بدعم مادي ومعنوي من حلفائها وبخاصة أمريكا التي أخذت مكان بريطانيا في دعم الصهيونية. وبالتحديد منذ أن صكت بريطانيا أغرب وعد في التاريخ وعد بلفور بدأت الآلام الفلسطينية 2 نوفمبر 1917. فقد منحت فيه الحق لإسرائيل لإقامة “دولة يهودية” أو وطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين. وكان ذلك بعد أن وقف العرب في الحرب العالمية الأولى وحاربوا بجانبها ضد الدولة العثمانية، وكان الوعد إحدى خيانتين الثانية (سايكس بيكو).

إسرائيل ماضية في تحقيق حلم مرتبط بحلم الدولة الإرهابية وهو القيام بالمزيد من الاستيلاء على الأرض وتفريغها من أهلها. يعرف العالم والعرب بشكل خاص هذا، والعالم يتفرج على المجازر التي لم تتوقف منذ ذلك التاريخ المشؤوم .

إسرائيل اليوم في مرحلة الضغط على العالم من أجل إقامة دولة يهودية عنصرية كما هو “الوعد”. قد تنجح بذلك إذا ما استمرت أمريكا تضغط بأساليبها وتحيزها لإسرائيل وإذا ما ظلت تعتبر نفسها، أقوى دولة في العالم تخيف الجميع وهذا من الصعب لأنها تضعف كل يوم بفضل سياستها الاستعمارية.

لن تنجح بتفريغ فلسطين وما تبقى من قراها ومدنها ولن تنفع مكبرات الصوت التي استعملوها بعد مذبحة دير ياسين لبث الرعب من اجل الرحيل، لأن هذا الصمود البطولي لآلاف الأسرى في سجون الجلاد يعطي أحسن الأمثلة بأن التاريخ لا يعيد نفسه، وأن الموت في سبيل استعادة الأرض لدى المناضلين هي التي ستمنع من تحقيق حلم الصهاينة مرة أخرى في التاريخ المعاصر ، ولعل العرب يخرجون من صراعاتهم المتلاحقة التي تعيق أحلام الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة في تاريخ جديد اقل خزي وعار.

في هذا التاريخ الخزي كل الخزي ليس للإنسانية انما للحكام العرب في ذلك الزمان الذين وقعوا بالخفاء على بيع فلسطين لبني صهيون مقابل جلوسهم على الكراسي ليحكموا الشعوب بدلا من تنقلاتهم كقطاع الطرق