لهذه الأسباب «طلبت» دمشق زيارة موسكو.. وهذا «ما سيسمعه» وفدها!

عشية زيارة الوفد الرسمي السوري إلى موسكو، لا يبدو مصدر دبلوماسي روسي معولاً كثيرًا على هذه الزيارة، غير أنّه يرى في التواصل “السبيل الأنجع لإقناع كل الاطراف بضرورة المشاركة في إيجاد حل للأزمة السورية عبر جنيف 2″.

“الإتصال الأول منذ عامين”

ويكشف الدبلوماسي الروسي لـ“لبنان 24″ أنّ زيارة الوفد السوري، المتمثل بمستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية السورية أحمد عرنوس، تأتي “بناءً على طلب دمشق بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري بشار الاسد”، لافتًا الإنتباه إلى أنّه “الإتصال الأول لهما منذ عامين، وشكّل خطوة متقدمة تؤشر إلى أنّ الإدارة الروسية وعلى أعلى مستوياتها ممسكة بزمام الملف السوري”.

“شروط.. وشروط مضادة

وإذ أشار إلى أنّ “اللقاءات ستعقد مع الوفد السوري على مستوى وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعديه”، أوضح الدبلوماسي الروسي أنّ “القيادة السورية أعربت في طلب الزيارة عن أنها تريد متابعة تفاصيل وتطورات الخطوات المرافقة لتحضيرات مؤتمر “جنيف 2″، بما يضمن عدم إفساح المجال أمام المعارضة السورية لفرض شروط مسبقة على مشاركتها في المؤتمر وإلا فإنّ هذه الشروط ستواجه بشروط مضادة من جانب النظام”.

“تطور إيجابي”

في المقابل، أكد الدبلوماسي “بقاء موسكو على موقفها القائل بأنّ خروج الأسد من الحكم لا يمكن أن يكون شرطًا مسبقًا للمحادثات الهادفة إلى إنهاء الحرب في سوريا”، إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أنّ “الوفد السوري سيسمع من المسؤولين الروس تشديدًا على أهمية التهدئة على كل الاصعدة في هذه الفترة وعدم رفع وتيرة التهديد لكي لا يدفع ذلك المعارضة السورية إلى التردد في المشاركة بمؤتمر جنيف”، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ “موسكو نظرت بإيجابية إلى التطور الذي سجلته قوى المعارضة من خلال قبولها المشاركة في “جنيف 2″، فهي وإن وضعت شروطًا معينة غير أنّ ذلك لا يخفي أهمية قبولها مبدأ المشاركة بعدما كانت ترفضها رفضًا قاطعًا لخشيتها فرض حلّ سياسي يكون في صالح النظام”.

“التأثير السعودي والإيراني”

الدبلوماسي الروسي الذي دعا إلى “عدم تسييس الوضع الإنساني في سوريا” في معرض ردّه على القائلين من المعارضة السورية بأنّ “الوضع القائم لا يسمح بالجلوس مع النظام أو التسامح معه”، أبدى في سياق متصل “حرص موسكو على مشاركة كل من السعودية وإيران في مؤتمر “جنيف 2″ لما لهما من ثقل وتأثير على طرفي النزاع السوري”.
وختم حديثه بالقول: “مشاركة إيران ضرورية في هذا المؤتمر لأنها تمون على النظام وتؤثر في قراراته، ومن ناحية أخرى موقف المملكة العربية السعودية مهم وضروري في المؤتمر بوصفها الداعم الأساس للمعارضة السورية، وبالتالي فإنّ عدم رضاها عن هذا المؤتمر سيؤخر انعقاده ربطًا بما لها من تأثير وثقل على مستوى المنطقة ككل”، مؤكدًا في هذا الإطار أنّ “الدبلوماسية الدولية تنشط في الوقت الراهن لإزالة كل المعوقات والعوائق التي تعترض الطريق إلى جنيف 2″.