نتنياهو يجر يهود أميركا إلى معركة مفتوحة مع البيت الأبيض حول صفقة إيران!

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور إسرائيل يوم الجمعة المقبل لمناقشة الاتفاق الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ويرى محللون أن زيارة كيري القادمة تأتي في سياق الجهود التي تبذلها الحكومة الأميركية لتعزيز العلاقات مع إسرائيل وبناء علاقة عمل أفضل مع نتنياهو التي يعتقد هؤلاء أنها تتسم بالبرود والاتهامات المتبادلة.

حيث اندلعت الخلافات مع بروز إمكانية اتخاذ البيت الأبيض قرارا بشأن أكثر القضايا حساسية في العلاقة مع إسرائيل وهو الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي وتوسيع النشاط الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، حيث يقول الخبراء في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية إن “الاشتباكات” الكلامية حول هاتين المسالتين قد ساهمت في محو الكثير من التقدم الذي كان أحرز في العلاقة بين نتنياهو والرئيس باراك أوباما.

وقال السفير الأميركي السابق لدى تل ابيب دانيال كيرتزر”اعتقد ان الامور هي في الواقع أسوأ الآن مما كانت عليه في زمن شامير وبوش ” مشيرا إلى فترات الخلاف بين رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق اسحق شامير والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب في أواخر الثمانينات وأوائل التسعيتنات من القرن الماضي وخاصة فيما يتعلق بضمانات القروض الأميركية لإسرائيل، حيث وصفت تلك الفترة بأنها قد شهدت أسوأ التوترات في العلاقات بين الجانبين .

ونقلت صحيفة فورورد اليهودية الأميركية عن السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة اعتمار رابينوفيتش قوله إن إسرائيل أصبحت في نظر العديد من الأميركيين وحتى داخل الكونغرس “مثير للاضطرابات” وهو أمر يدفع الأميركيين إلى النأي بأنفسهم عن إسرائيل” مشيرا إلى أن نتائج بعض استطلاعات الراي العام الأميركي السلبية تجاه إسرائيل “حيث تظهر أن جيل الشباب الأميركي لا يريد التورط مع إسرائيل بعد الآن.”

وبالرغم أن قضية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة مدرجة دائما على جدول المحادثات والعلاقات الأميركية الإسرائيلية إلا أنها اتسعت مؤخرا مع إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي عن خطط بناء جديدة لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما اعتبرته واشنطن يعقد ويعرقل ما خططت له باستئناف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والتي تقوم على اساس أن تجمد إسرائيل كل أنشطتها الاستيطانية غير أن قرار نتنياهو بتوسيع النشاط الاستيطاني يبدو أنه أغضب كيري ومسؤولين أميركيين آخرين.

وفيما أعلنت مستشارة الرئيس أوباما للأمن القومي سوزان رايس يوم الخميس الماضي أن الولايات المتحدة ترى أن خطط البناء في المستوطنات الإسرائيلة تعطل الجهود التي تبذلها لتحقيق تسوية للصراع العربي الإسرائيلي، وأكدت أن واشنطن “لا تقبل بمشروعية أنشطة الاستيطان الإسرائيلية المستمرة”. فقد اعتبرت أن معارضة الولايات المتحدة للمستوطنات “ليست أمرا جديدا”، بل هي سياسة تنتهجها منذ عقود، وطالبت بحل هذا المشكل على طاولة المفاوضات ودعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو إلى اتخاذ “خطوات هامة” باتجاه دفع المفاوضات إلى الأمام، غير أنها اعترفت أن ذلك “لن يكون سهلا”.

كما أن كيري انتقد في مقابلة تلفزيونية مشتركة مع القناة الإسرائيلية الثانية والتلفزيون الفلسطيني إسرائيل بهذا الشأن وموقفها المتصلب إزاء مفاوضات التسوية التي أعلن الجانب الفلسطيني مؤخرا أنها وصلت غلى طريق مسدود وقدم الطاقم المفاوض استقالته. وتساءل كيري في المقابلة “ما هو البديل للسلام؟” وهو يشير إلى أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المستمر يمكن أن يثير تساؤلات حول مدى جدية إسرائيل في رغبتها المعلنة لدفع عملية السلام قدما وقال إن “البديل للعودة الى المحادثات هو احتمال الفوضى. أعني ، هل تريد إسرائيل انتفاضة ثالثة ؟”

غير أن مصادر تعتقد أن انتقاد كيري الشديد وتصريحاته يعكس غضبه من التسريبات التي قام بها مكتب نتنياهو بأن الولايات المتحدة أعطت موافقتها الضمنيه للنشاط الإسرائيلي الاستيطاني الجديد.

ومما زاد الطين بلة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية التصريحات التي أشارت إلى قرب التوصل إلى اتفاق في جنيف حول النووي الإيراني حيث تشير الأنباء إلى أن %