«فك الطوق» يفشل مجدداً، حصار الغوطة الشرقية يشتد.. خسائر المسلحين ١٠٠٠ قتيل

من طرف السهم الناري الجمعة نوفمبر 29, 2013 2:08 pm

سحبت تنسيقيات المعارضة ومراكزها الإعلامية كافة البيانات والأخبار التي تتحدث عن تحقيق انجازات على جبهة الغوطة، بفك الطوق عنها، والسيطرة على بلدات استراتيجية في الطريق الى العتيبة، مستنكرة مسارعة البعض للاستفادة من «السبق الإعلامي» سياسياً، دون اكتراث لتضحيات المقاتلين كما قالت تلك البيانات والمنشورات، ورغم رواج الحديث عن مخطط كان موضوعاً، مسبقاً، لتنفيذه بالتزامن مع عدوان أميركي محتمل، فتم تنفيذه مؤخراً، بديلاً عن ضائع لم يحصل، إلا أنه كان للنتائج الهزيلة للهجوم دلالات على ضعف التخطيط وقلة معلومات المخطط .. وربما طموحاته.
فشل العديد والعتاد المستخدم في تحقيق اختراق نوعي يعيد فتح طريق العتيبة على البادية السورية المتصلة بالحدود الأردنية من جهة أو إعادة السيطرة على طريق عدرا الضمير (استراحة المتسللين) من جهة ثانية، أما الفشل الأكبر فكان في وسط الجبهة، حيث كان تركيز المسلحين على محاولة تحقيق اختراق في جبهتي البحارية ودير سلمان يسمح لهم بالتمدد جنوباً نحو حتيتة التركمان بمساندة من مراكز المسلحين في دير العصافير والمليحة، ورغم كثافة أعداد المشاركين في الهجوم والذين كان أكثرهم ينتمي إلى جبهة النصرة و«جيش الإسلام» و«داعش» إلا هذه الأعداد لم تساهم الا في رفع نسبة الخسائر لدى المسلحين ووصولها إلى أرقام قياسية وصلت بحسب مصادر ميدانية إلى حوالي الألف قتيل على كافة محاور الغوطة الشرقية وبلداتها، وبين جنسيات القتلى عدد كبير من السعوديين ومن بينهم ضباط متقاعدون وعناصر قيادية في تنظيمي النصرة و«داعش».
التغطية النارية لعملية صد الهجوم
تميزت المعركة على جبهة الغوطة الشرقية، بقوة نارية صاروخية لم تشهدها هذه المنطقة من قبل، رغم ضراوة المعارك التي جرت على أرضها منذ انطلاق عمليات الجيش فيها، وكان لراجمات الصواريخ دور كبير في تأمين الغطاء للقوات والوحدات التي تولت التصدي لهجوم المسلحين، مصادر ميدانية أكدت أن استخدام الراجمات كان عاملاً حاسماً في إفشال الهجوم وصمود المقاتلين من الجيش السوري ووحدات الدفاع على المحاور المتقدمة كان العامل «الحاسم»، حيث تولت راجمات الصواريخ الموزعة على الجبهة الخلفية للطوق إمطار المنطقة بمئات الصواريخ من مختلف العيارات، والتي استهدفت تجمعات المسلحين في البساتين والمناطق المفتوحة، بإسناد ناري من المدفعية الثقيلة وسلاح الجو التي كان دوي انفجارات قذائفها وصواريخها يسمع في مناطق بعيدة جداً عن مكان الاشتباكات.
تشديد الطوق
انجزت وحدات من الجيش السوري والدفاع، أمس الأربعاء عملية تطهير أطراف بلدتي البحارية ودير سلمان، فيما كان وحدات أخرى تلاحق فلول المسلحين الفارين بعد خسارتهم الكبيرة، واستطاعت تكبيدهم خسائر بلغت ٢٠ قتيلاً، أغلبهم من تنظيمي داعش والنصرة باعتراف المرصد السوري لحقوق الانسان، وعرف منهم أبو سليمان الأنصاري المسؤول العسكري لداعش في الغوطة، وقادة آخرين من فصائل المسلحين، فيما كانت تعزيزات اضافية من وحدات الدفاع تواصل انتشارها على أطراق القرى والبلدات وتنصب المزيد من الكمائن داخل البساتين، وحواجزاً محصنة على الطرقات الفرعية، لتشديد الحصار على المسلحين ومنعهم حتى من انتهاز فرصة تكرار هجومهم، وأكدت مصادر ميدانية انتهاء العمليات الدفاعية والتحصينية في المنطقة، وتفرغ الوحدات القتالية لاستهداف مواقع المسلحين في عمق الغوطة الشرقية، كان أهمها اليوم عملية نوعية نفذت في حرستا.
القلمون: ثلاثية زلزلت قارة، سيطرة على دير عطية ومعارك طاحنة في النبك
كانت الفرق الخاصة في الجيش السوري قد أكملت استعداداتها، الفصل الأول من معركة القلمون انتهى، ومن الجهة الشمالية الشرقية انهت الوحدات عملياتها في قارة بضربة ثلاثية من الصواريخ «زلزلت» الأرض تحت أقدام المسلحين مدمرة أهم ثلاثة مراكز لهم، وأجبرتهم على الهرب إلى الجبال المحيطة، فيما تسلل بعضهم إلى دير عطية، البلدة الآمنة على الأوتوستراد الدولي، واتخذوا من أبنيتها مقرات لهم، مخزنين أسلحتهم في مخازن مستودعاتها التجارية، واستولوا على العيادات وحولوها إلى مشاف ميدانية، وظنوا، أن تواجدهم في مدينة ذات كثافة سكانية سيمنع الجيش السوري من التقدم بداخلها كعادته في محاولة تجنيب المدنيين قدر الإمكان سلبيات الإشتباكات العنيفة في الأحياء والشوارع السكنية.
لكن وحدات الجيش السوري، وبعد احكام الطوق على المسلحين في بلدة دير عطية، قامت بالتقدم باتجاه مراكزهم ومواقعهم داخل المدينة واستطاعت السيطرة عليها، فيما تتولى وحدات خاصة الآن التعامل مع بعض الجيوب التي تستهدف بالقنص والهاون وسط البلدة لجهة حديقة السيل، وبعض النقاط على الأطراف. حيث يقوم المسلحون بالانتقال بين الأحياء هرباً من ضربات الجيش وسعياً لإيجاد ثغرات توصلهم إلى خارج المدينة المحاصرة بشكل تام.
على جبهة النبك لم يكن الوضع أفضل بالنسبة للمسلحين، إذ تقدمت قوات الجيش السوري سريعاً داخل شوارع القسم الشمالي من البلدة، من جهة شارع الثكنة، وشارع المشفى وشارع أبو سيفو وفي خط مواز ومتعامد مع شارع المجمع الحكومي وشارع الأمين، وقطعت أجزاء القسم الشمالي منها الى مربعات صغيرة، يقوم المشاة بتمشيطها بعد تمركز المدرعات فيها، لتخوض معارك شوارع وأبنية كان لقناصة المسلحين دور كبير في إبطاء تقدمها، وتراجعها إلى نقاط الانطلاق في بعض المحاور، إفساحاً في المجال أمام سلاح الجو الذي شن غارات مكثقة على مراكز المسلحين والأبنية التي يتحصنون بداخلها، وامتدت المعارك وصولاً إلى مزارع السقي التي اقتحمتها وحدات خاصة تعمل على ملاحقة المسلحين فيها لإحكام الطوق على محيط البلدة ووديانها.
بلدة ريما لم تكن بعيدة عن أجواء العمليات العسكرية، فمزارع البلدة التي تتحصن فيها جبهة النصرة، وتتخذ من فيلاتها مقرات لقياداتها، كان لها النصيب الأكبر من الغارات والقصف المدفعي والصاروخي، الذي ينبأ بقرب وصول العمليات اليها، سعياً لتضييق الخناق على بلدات القلمون التي يتحصن فيها ما تبقى من المسلحين.