القذافي يتكلم - أسرار الحكم والحرب والثورة - الحلقة السادسة

من طرف larbi السبت نوفمبر 30, 2013 10:52 pm

http://arabic.ruvr.ru/2013_11_29/125189131/
القذافي يتكلم - أسرار الحكم والحرب والثورة - الحلقة السادسة

القذافي يتكلم - أسرار الحكم والحرب والثورة - الحلقة السادسة Safe_image.php?d=AQCbmzekBlBjkN5T&w=155&h=114&url=http%3A%2F%2Fturkish.ruvr.ru%2Fdata%2F2013%2F08%2F07%2F1317887994%2F2013-08-07

القذافي يتكلم - أسرار الحكم والحرب والثورة - الحلقة السادسة
t.co
حوار مع مؤلف الكتاب الأستاذ علي شندب إعداد وتقديم: فهيم الصوراني نص الحوار: سؤال: أستاذ علي نحن الآن نتكلم

حوار مع مؤلف الكتاب الأستاذ علي شندب
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
نص الحوار:
سؤال: أستاذ علي نحن الآن نتكلم في مضمون الفصل السادس من مؤلفكم "القذافي يتكلم" هناك عناوين كثيرة يتضمنها هذا الفصل لكن أبدأ معك من الجزء الأول من هذا الفصل والذي يتناول بشكل رئيسي ومباشر حركة الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة والدور المباشر وغير المباشر في الأحداث التي عصفت في المنطقة وفي ليبيا بشكل خاص، سؤالي بداية لحضرتك ما هي العوامل التي ساهمت تاريخيا وبشكل خاص عشية بداية الأحداث في ليبيا إلى تصاعد تأثير هذين التنظمين الإسلاميين، ولاحقا تأثيره وتحكمه بشكل كبير في تطور الأوضاع في ليبيا؟
جواب: شكرا مرة أخرى لإذاعة صوت روسيا، أساسا نحن في حلقات سابقة ركزنا على ايران وحزب الله في إحدى الحلقات ضمن فصل هام ونوعي جدا، وايران وحزب الله يمثلان الإسلام السياسي الشيعي، هذا الفصل السادس يتكلم إذا صح التعبير عن الإسلام السياسي السني.
الاخوان المسلمون الذين عانوا لعقود طويلة من قمع الأنظمة العربية لهم ظهروا في هذا الوقت وصاغوا أوراقهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من أجل أن تأتي اللحظة المناسبة لكي يكونوا مشروع سلطة، لهذا سيدي الكريم قد يستدل البعض بأن الاخوان المسلمين دانوا في إطار الثورات العربية وفي الحقيقة هذا أمر غير صحيح على الإطلاق، بداية الاخوان المسلمين كانت أثناء غزو العراق من خلال التحضير لمؤتمرات المعارضة العراقية التي جمعت كافة أطياف المعارضة العراقية من كردية وشيعية وسنية، كان الاخوان المسلمون في العراق هم جزء من هذه المؤتمرات وجزء من جسر الذي عبرت عليه الدبابة الأمريكية من أجل غزو العراق وكان اسمهم يوم ذاك الحزب الإسلامي العراقي، وهذه السياسة التي انتهجها الاخوان المسلمين في العراق كانت هي السياسة المركزية للاخوان في كافة دول المنطقة، ونحن في بداية الحراكات الثورية اللاعربية التي شهدتها المنطقة في عام 2010 وفي عام 2011 وحتى اليوم، كنا نتحدث عما يسمى بصفقة متكاملة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي، وخصوصا الاخوان المسلمين، عنوان هذه الصفقة وأهدافها الاستراتيجية تقتضي بسرقة الثورة الحقيقية من الجماهير العربية عبر تعامل الجماهير العربية والشعوب العربية التي تعاني من بؤس النظام الرسمي العربي على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية والقمعية الأمنية من جهة، وعلى مستوى أيضا تكوين بديل له تمثيل وحيثية في الشارع العربي ونعني به القوة الأكثر تنظيما وهي الاخوان المسلمين.
سؤال: هنا نحن نتكلم عن تنظيم استخدم العمل السري والعمل العلني حسب الفترة والظروف، ولكن فيما يتعلق بتنظيم القاعدة كانت هناك خصوصية أخرى لعله لجأ للعمل السري، اختلف بشكل جذري عن عمل الاخوان المسلمين، فيما يتعلق بالقاعدة كنت أود أن أعرفك رؤيتك لتسلسل هذا الدور وهل جاء متأخرا قياسا مع دور الاخوان المسلمين في الدخول على خط الأحداث في ليبيا، وبطبيعة الحال مستوى التأثير على مستقبل ليبيا وعلى الوضع الذي تعيش فيه هذه اللحظات؟
جواب: سيدة الكريم بالنسبة للقاعدة، فالقاعدة في البداية عرفت بما يسمى بالأفغان العرب الذين تقاطروا من كافة البلدان العربية إلى أفغانستان من أجل قتال الشيوعية السوفييتية المشركة الملحدة وبقيت برعاية أمريكية سعودية، وبقي هذا التحالف الأمريكي السعودي القاعدي قائما لفترة طويلة من الزمن حتى شعر الأمريكيون بأنهم قد أخذوا وحققوا مصلحتهم من القاعدة عبر طرد السوفييت من أفغانستان وبالتالي حصل هنا طلاق مستجد بين السعودية والأمريكيين من جهة وبين القاعدة من جهة أخرى التي رفعت هذه القاعدة راية محاربة ومجابهة الأمريكيين والصليبيين بسبب ما بسببونه من موت ودمار للشعوب العربية والإسلامية، وبعد هذا حصل 11 أيلول وحصل العديد من العمليات والتفجيرات في عدة عواصم افريقية وعربية وأوروبية، وبالتالي الصفقة هنا أتت في سياق الربيع العربي من جديد ليعقد التحالف بين الأمريكيين أيضا والقاعدة بجناحها المعتدل حسب ما قالت يومها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ليعقد هذا التحالف من جديد من أجل توظيف القاعد ضمن الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على الديكتاتوريات العربية وهذا ما حصل عسكريا في ليبيا من خلال تجمع عناصر القاعدة والاخوان المسلمين من خارج ليبيا ومن داخل ليبيا وشكلوا بشكل غير مسبوق قوة رئيسية عسكرية ميدانية كانت هي الجيش البري لقوات الناتو وهذا الأمر يتكرر نفسه اليوم مثلا في سوريا ولكن بدون ناتو.
بعد ما حصل الطلاق بين الأمريكيين والسعوديين من جهة والقاعدة من جهة أخرى عقد هذا القران مرة أخرى في ليبيا ويستمر هذا القران معقودا اليوم في سوريا، وفي هذا الإطار يبدو أن الإسلام السياسي السني هو يعمل تحت عباءات إقليمية ودولية ولم يخرج يوما عن سيطرة القوى العظمى المتحكمة قي المشاريع الكبرى للمنطقة.
سؤال: أستاذ علي في الفصل السادس هناك تناول أيضا لموضوع نهج الاخوان المسلمين سواء قبل الوصول إلى السلطة في بعض البلدان العربية وبعدها، هناك إشارة مباشرة إلى تجربة عمر البشير وأيضا إلى تجربة حركة النهضة في تونس، يستفاد بأن الخط الذي كان متحكما في نهج وعقلية الحركات الإسلامية في السودان مثال عمر البشير، وفي تونس في نموذج حزب النهضة بأن الانتهازية حكمت التوجه والمصالح والتحالفات، فيما يتعلق في البشير كأنما ثمة صفقة عقدت لعدم تسليمه للمحكمة الدولية، فيما يتعلق بتونس الغنوشي يقول بأن تونس هي دولة مسلمة لكن مقتضيات الاقتصاد التونسي تجبر تونس على محاكاة متطلباتها السياحية فبالتالي المايو البكيني هو حرام ولكن حرميتها قابلة للنقاش هل يؤكد ذلك وجود منطق انتهازي لربما عند هذه الحركات في التعامل مع قضايا الوطن وفي التعامل قضايا الأمة؟
جواب: سيدي الكريم بدون شك إنها الانتهازية والانتهازية كلمة ملطخة وحتى المصلحية كلمة ملطخة أيضا، لكن علينا أن نأخذ الأمر من زاوية أخرى دعني أقول تونس ومصر، ما كان للناتو أن يخلع القذافي لو لم يخلع قبله زين العابدين وحسني مبارك بثورات شعبية غير عسكرية، وبالتالي شكل أيضا التضامن الاخواني التونسي والمصري داعما ورافضا، وحدودا مفتوحة مع ليبيا سهلت إدخال جميع اللوجستيات وأعطت الخلفية، أيضا نفس الأمر انعكس على السودان، المشكلة في عمر حسن البشير أنه قليل الوفاء وهذه أقل كلمة يمكن أن تقال له نظرا لوقفات الزعيم القذافي الكثيرة والكبيرة وغير المحدودة خلفه أمنيا وعسكريا وحتى ماليا ولقد منع القذافي عدة محاولات للإطاحة بعمر البشير، لكن البشير تصرف مع القذافي بكثير من الدونية لأسباب عدة، أولا يجب ألا نغفل بأن تقسيم السودان وخلق دولة اسمها جنوب السودان في الجنوب أتت عشية الثورات العربية وكانت الإشارة الخطيرة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لكامل المنطقة، واليوم لو تحدثنا عما يسمى الهلال الاسرائيلي الافريقي، البشيرإذا بعد هذا الأمر دخل على القذافي مستلا خنجر الغدر مقابل تمكين نظرائه من الاخوانيين الليبيين في الوصول إلى السلطة من جهة وأيضا اتقاء لسيف أوكامبو من الوصول إلى رقبته من جهة أخرى، لقد كان بهذا المجال عمر حسن البشير الذي نزع أمام الأمريكيين حتى سرواله وقبل بتقسيم السودان، وبالتالي دخل دخولا رخيصا إلى جانب الناتو وحلف الناتو ليناصره على حليفه وصديقه القديم، وبهذا قمة النذالة في العلاقات، لأنني أنا شخصيا مطلع على العلاقة إلى حد ما الثنائية التي كانت تربط القذافي بالبشير وبالسودان بشكل عام.
سؤال: أستاذ علي بالعودة إلى بطل الكتاب العقيد الراحل معمر القذافي، حيث أن حضرتك تشير في الكتاب أنه راهن على حليف منتظر ينتظر إنضاج إتيانه مسألتين على الفضيحة أولا وعلى التعرية ثانيا، لكن هذا الرهان وهذه الطريقة في التعامل مع الخطر الذي كان يداهم ليبيا لماذا فشل من وجهة نظرك؟
جواب: سيدي الكريم نحن تكلمنا عن فشل لكن في الحقيقة أنه لا أحد في هذه الدنيا استطاع أن يعري حركات الإسلام السياسي وخصوصا تلك المتأمركة التي كانت أداة للأمريكيين مع الأسف، وما زالت أداة للأمريكيين بشقيها الاخواني والقاعدي، لم يتمكن أحد من كشفها وتعريتها كما فعل الزعيم الليبي معمر القذافي، لقد عريت هذه الحركات وأصبح يطلق عليه اليوم في معظم الصالونات السياسية بميليشيات الناتو وبثوار الناتو وباخوان الناتو وبمجاهدي الناتو وبإسلامي الناتو وهذا الكلام اليوم ما نسمعه، وكل هذا كان بفضل أو بجهد كبير مارسه القذافي في هذا السياق وفي هذا الإطار كان للقذافي الكثير من المواقف أثناء الحرب، حيث أعاد بالخلفية العائلية إلى رموز حركاته وهو يسميها الزندقة ومن ثم طورها إلى مصطلح الجرذان، وتجد أن أصول بعض هذه الحركات غير عرب، إما أتراك أو شركس أو من جزيرة كريت اليونانية، وبالتالي كان للقذافي هذا الموقف المشهود، ولكن قوة وحجم التحالف الكوني ضد القذافي لم يسعفاه الصمود أكثر من ذلك وعلى كل حال هو صمود أسطوري، وعجلا أيضا من النهاية ليس لمعمر القذافي بل لكامل ليبيا التي دفنت معه في صحراء ليبيا وهي تنزف دما كل لحظة وكل يوم وعلى مدار السنتين الماضيتين.