حمّالو الحطب.. إلى واشنطن!

من طرف السهم الناري الأحد مايو 05, 2013 7:25 pm

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيستقبل في الأسابيع القادمة قادة كل من: قطر، وتركيا، والأردن، والإمارات، لبحث الأزمة في سورية، طبعاً على طريقة تعجيل تنفيذ المشروع «الشرق أوسطي الجديد»، المبشِّر به منذ أعوام،
والذي تجلّى بعداً سياسياً من نوع آخر في جولة أوباما الأخيرة إلى «إسرائيل» التي طالما طمأنها على «أمنها المقدّس» في سياسته.. هذا «الأمن المقدّس» الذي تبارى في تأكيده مع السيدة كلينتون وكيري منذ فترات الترشيح الأولى للرئاسة.
والناظر إلى آلية تلك السياسة التي مازال باراك أوباما وفريقه ينتهجونها بتصريحات حول ضرورة الحل السياسي في سورية حيناً، والسعي الحثيث في الحين الآخر إلى تأجيج الصراع الذي ابتدأته تلك السياسة، واستمرت فيه مع الأدوات المنفِّذة بدفع الإرهاب إليه، ضاربة بكل الأعراف والمواثيق وحقوق سيادة الدول عرض الحائط، خدمةً للهدف ذاته: أمن «إسرائيل» ويهوديتها.. يدرك هذا الناظر ماهية التسمية التي أطلقتها صحيفة «الغارديان» البريطانية قبل أيام، عندما أوردت العنوان الآتي: «استبيان يظهر أن ربع الأمريكيين يعتقدون أن أوباما هو المسيح الدجال» الذي نعرفه – نحن- بـ «الأعور الدجال»، إذ اعتقد حوالي 28 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، أنهم يثقون بفرضية حكومة سرية تقود النظام العالمي الجديد.
وإذا تساءلنا عن طبيعة تلك الحكومة، فإننا سنعرف، وبالقرائن، أن من يكمن وراءها اللوبي الصهيوني العالمي، وشركات نفوذه الاقتصادي في عالم شايلوك اليهودي، هو تماماً، الذي يحدد الخطوط العريضة في أولويات تلك الحكومة السرية التي تدفع بالسياسة الأمريكية «سراً وعلناً» باتجاه ترتيب العالم، كما يريد هذا السيد، بامتداد استخباراته السرطانية.
وإن كانت دول الثماني التي أنهت أعمالها قبل أيام، قد استحضرت لغة لم تتوصل فيها إلى نهايات واضحة بشأن الأزمة المشتعلة في سورية، فإنها قدمت حالةً واضحة عن الاختلاف السياسي المنظورة «علناً» في صراع القوى.
أما لماذا استدعى أوباما الأطراف الإقليمية في المؤامرة على سورية خلال شهري نيسان وأيار؟ فالجواب: يُرى، في إطار المشروع نفسه، المعدّ سلفاً، لاستنفاد طاقات المنطقة الجغرافية وتدميرها برمتها، من خلال ضرب عمقها الاستراتيجي المؤسّس على الجغرافيا السورية.. فالقارئ جيداً لمجريات الأحداث، يدرك الحدّ الذي بلغته ذرا مخططات التقسيم، في المحيط السوري بخاصة، والإقليمي بعامة، مع وضوح الرؤية الاستعمارية عند من وضع المؤامرة منذ الثمانينيات، وصدّق عليها سراً في الكونغرس الأمريكي.
وبغض النظر عن استكمال فعاليات مشروع المؤامرة وبقاياها المتناثرة على الأرض السورية، فإن المدى القائم على الثبات الواقعي، والإنجازات على الأرض التي لايزال الجيش العربي السوري يحققها يوماً بعد يوم، في مواجهة الجيل الثالث من تنظيم القاعدة، هو الذي سيحدد نهاية المؤامرة، وكسر ذراع الشيطان، ومخالبه الذين باتوا يعرفون أن دورهم المرتهن انتهى وآل إلى الزوال، مع كل الآلات «الممشيخة» التي جرّت على الوطن العربي دمار استقراره وتقويض بنيانه الأخلاقي والديني على الفكر الوهابي الظلامي.
مع السؤال.. عن السيناريو الجديد، لحاملي حطب كذبة «ربيع نيسان» اللاهثين إلى بيت حرية واشنطن «الأبيض»!.