بعد اسوداد الدنيا في وجهه.. حجاب يطلب اللجوء في ألمانيا وفرنسا ترفض استقبال العقيد “سعد الدين” لأنه لص

كشفت مصادر متطابقة في الأردن وألمانيا أن رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب، الذي فرّ إلى الأردن صيف العام الماضي، طلب اللجوء السياسي في ألمانيا. وأكدت هذه المصادر لـ”الحقيقة” أن حجاب، الذي زار ألمانيا أواسط الشهر الماضي بعيدا عن الأضواء، بدعوة من “مؤسسة كوربر فاونديشن”، التي تدعو فاعلين ونشطاء سياسيين إلى برلين للاستماع إليهم، التقى أعضاء في البرلمان الألماني (البوندستاغ) وخبراء من مؤسسات ألمانية اتحادية، وتوجه من هناك إلى “مكتب الهجرة واللجوء الاتحادي الألماني” حيث تقدم بطلب لجوء سياسي في ألمانيا.
وقال مصدر أردني إن الحكومة الأردنية”وضعت حجاب على الرف في الأونة الأخيرة وأهملته بشكل كامل رغم أن جهاز استخباراتها هو من أشرف على تدبير انشقاقه ونقله إلى الأردن بالتنسيق مع المخابرات الأميركية والقطرية، وكف المسؤولون الأردنيون عن التعاطي معه، رغم أنهم استقبلوه في وزارة الخارجية رسميا عند وصوله. هذا بينما توقفت الجهات الخليجية عن دفع المخصات المالية التي كنت تتصدق بها عليه، ما دفعه إلى البحث عن طلب لجوء في إحدى الدول الأوربية”. وبحسب المصدر، فإن حجاب حاول مرارا الحصول على فيزا إلى إحدى الدول الأوربية، لكن طلباته قوبلت بالرفض، فلم يكن أمامه سوى اللجوء إلى إحدى منظمات المجتمع المدني الأردنية التي تتمول من ألمانيا لتأمين دعوة له إلى برلين بذريعة القيام بنشاط بحثي يتصل بإلقاء محاضرة حول الأزمة السورية”، وهو ما حصل عن طريق “مؤسسة كوبر”. وكان لافتا أن وصوله إلى ألمانيا لم يحظ بأي تغطية إعلامية وبقي طي الكتمان، باستثناء إشارة عابرة من المؤسسة على صفحتها من بضعة أسطر!
مصادر في “مكتب الهجرة واللجوء الاتحادي الألماني” رفضت تأكيد أو نفي تقدم حجاب بطلب الحصول على لجوء سياسي، لكنها أقرت بزيارته لمكتبها يومي الخميس والجمعة، 14 و15، تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي!
على صعيد آخر، لكن في سياق حالة اليأس والإحباط نفسها التي يعيشها المنشقون عن النظام واسوداد الدنيا بوجوههم بعدما تبين أن جميع الوعود التي حصلوا عليها من مشغليهم وراء الحدود تحولت إلى “فافوش”، كشف مصدر فرنسي واسع الاطلاع لـ”الحقيقة” أن وزارة الدفاع الفرنسية رفضت في تشرين الأول / أكتوبر الماضي استقبال العقيد الفار “قاسم سعد الدين” بعد اكتشافها أنه”لص سرق 12 مليون دولار من مخصصات الجيش الحر التي كانت ترسلها له السعودية”.
وكان سعد الدين، عضو ما يسمى”المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر” ورئيس “المجلس العسكري” في حمص، زار فرنسا أوائل تشرين الأول / أكتوبر الماضي بدعوة من “اللوبي الصهيوني” في الجمعية الوطنية الفرنسية(البرلمان)، وبالتنسيق مع ميشيل كيلو، ممثل بندر بن سلطان والمخابرات السعودية في “الائتلاف”. وكانت زيارته تتضمن نشاطين رسمين مثبتين على أجندة الدعوة، أحدهما الاجتماع مع أعضاء في البرلمان من لجنة الشؤون الخارجية برئاسة “إليزابيت غيغو”، والثاني زيارة مقر وزارة الدفاع الفرنسية برفقة ميشيل كيلو لبحث”إعادة هيكلة الجيش الحر” مع ضباط من أركان الجيش الفرنسي والمخابرات الخارجية والمخابرات العسكرية. إلا أن وزارة الدفاع، وعلى حين غرة، ألغت زيارته ومواعيدها معه، وأرسلت إلى وزارة الخارجية الفرنسية ، وإلى منسّق زيارته ميشيل كيلو، إخطارا عاجلا بإلغاء اجتماعاتها مع سعد الدين”لأنه لص، حيث اكتشفت المخابرات الفرنسية بعد تمكنها من الوصول إلى حساباته في أحد البنوك التركية في مدينة استانبول، أن رصيده الشخصي يبلغ 12 مليون يورو أقدم على سرقتها من المبالغ التي دفعتها له السعودية لتمويل إنشاء وتطوير وتسليح المجموعات العسكرية في حمص. كما أنه أقدم على بيع السلاح السعودي الذي وصله إلى جبهة النصرة من خلال تحويلات مالية كانت تذهب مباشرة إلى حسابه في استانبول”!
وقال المصدر إن الجهات الفرنسية”تعكف منذ شهرين على بحث ما إذا كان لميشيل كيلو علاقة مباشرة بعملية السطو هذه، بالنظر لوجود مؤشرات قوية على أن كيلو متورط في العملية”!؟
وكان العميد مصطفى الشيخ طلب بدوره اللجوء السياسي في السويد مع ابنه، كما كشفت “الحقيقة” في تقرير لها الشهر الماضي، بعد أن تسلل إليها بطريقة غير قانونية عن طريق المهربين، وبعد أن وضعته تركيا على الرف وحلبته أجهزة مخابراتها مع شركائها الأميركيين والإسرائيليين حتى آخر نقطة لجهة ما يتعلق بأسرار البرنامج الكيميائي العسكري السوري وتوابعه!