الذين اعدوا لتفجير لبنان
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
الذين اعدوا لتفجير لبنان
نبيه البرجي
لا احد من المراجع السياسية والامنية يثق بقادة الفصائل في مخيم عين الحلوة الذي بات عاصمة الدولة الفلسطينية في لبنان. قيادات «فتح» مترهلة، ومشتتة، وضائعة، وتتربص ببعضها البعض، وقيادات «حماس» محبطة، وعصبية، وكامنة، ومتواطئة (تكتيكيا ام استراتيجيا؟) مع تنظيم القاعدة ومشتقاته تحسبا لما سيكون ما دام انفجار المخيم بات مسألة حتمية لا لبس فيها.
دائما الضحايا هم الفلسطينيون العاديون الذين يقودهم اولياء الامر، وهم اولياء القضية( تحديدا اولياء الفضيحة) من نكبة الى نكبة، كما لو ان التسوية التي يسعى جون كيري الى تسويقها لا تلحظ عمليات جراحية معقدة، وحساسة، ان لم تكن مأسوية…
قادة الفصائل الذين يطفون فوق الرماد يطفون ايضا فوق النار. يستشعرون ان ثمة سيناريو ما اعدّ للمخيم الذي تحوّل من زمان الى جزء من مدينة صيدا او ان مدينة صيدا تحولت الى جزء منه. من يتولون ادارة وتمويل مشتقات القاعدة خططوا لتضخيم ظاهرة احمد الاسير وتفعيلها الى اقصى الحدود، بانتظار تلك اللحظة الكبرى التي يتشكل فيها نوع من التوازن، ولو كان التوازن التكتيكي ، مع «حزب الله».
ولا نعتقد اننا نكشف سراً حين نقول ان بعض الجهات الفلسطينية المتخوفة مما هو اعظم وضعت امام مسؤولين لبنانيين معلومات دقيقة وموثقة حول التواصل بين اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والتنظيمات الاصولية وعلى اساس ان العدو المشترك هو واحد وينبغي اجتثاثه او على الاقل ارباكه..
جغرافيا، مخيم عين الحلوة هو الذي يمسك بمفاصل اساسية عند البوابة الكبرى للجنوب. والذين اخترعوا احمد الاسير الذي لا بد من الاستغراب كيف تحوّل، بشخصية المهرج وبأقنعة المهرج، الى مرجعية مقدسة، كانوا وما زالوا يعدون العدة لتفجير المواجهة، ودائما مع الرهان على التوازن او حتى على الاختلال الذي احدثه توجه الآلاف من مقاتلي «حزب الله» الى سوريا….
وحتى اذا لم يكن هناك تكافؤ ميداني على الارض، فإن مجرد تفجير الوضع، وعبر المنافذ الرئيسية، لا بد ان يحدث وضعا دراماتيكيا، وان كانت المعلومات تشير الى ان التفجير لن يحصل موضعيا بل ان ثمة من خطط لاستثارة كل البؤر الجاهزة، وكل الخلايا التي لم تعد نائمة في حال من الاحوال..
كان يفترض ان يبدأ التنفيذ مع اندلاع معركة جبال القلمون التي اذا ما انتصر فيها النظام، وبعدما حدث في القصير ما حدث، فإن زعزعته تغدو شبه مستحيلة اذا ما اخذنا بالاعتبار ايضا ما يجري في الغوطة الشرقية حيث اعدت الخطط الخاصة بتقويض النظام في تلك « الليلة الليلاء» التي كانت بمثابة اختبار حقيقي، بل واختبار هائل، للقوى.
لكن معركة القلمون ماضية، وقوات المعارضة على اختلافها تنكفىء، وبصورة تبعث على الذهول ان لم يكن على التساؤل، كون تلك المناطق التي تمتد على مساحة تناهز الالفي كيلومتر مربع او اكثر معروفة بتضاريسها الطبيعية المعقدة، فالذين يمسكون بتلك الجبال وبتلك الاودية يستطيعون المواجهة لاشهر بل ولسنوات في حين يظهر المشهد العملاني ان تلك القوات المركبة على نحو عجيب لا تختلف في الميدان عن تلك التركيبة العجيبة للائتلاف الوطني وحيث الوضع الفسيفسائي يظهر هشاشة، وتبعية، وانتهازية اولئك الذين كان يفترض ان يلتقطوا الصرخة ويوظفوها في خدمة سوريا والسوريين فإذا بهم يتحولون الى دمى الكترونية في قبضة شيوخ القبائل ومشايخ الطرق..
الآن يحكى عن سيناريو آخر، والمعلومات نستقيها من جهات فلسطينية على تماس مع مشتقات القاعدة في مخيم عين الحلوة، فثمة قرار مركزي بنقل المعركة الى الداخل اللبناني، وقد يكون التنفيذ ارجىء بسبب عوائق لوجيستية، او بسبب بعض التطورات على الارض، لا سيما في الغوطة الشرقية حيث كانت الخطة التي اعدت باتقان، وقيل ان مستشارين اسرائيليين شاركوا في اعدادها، تلحظ وصول الجحافل الى ساحة يوسف العظمة في دمشق فجر اليوم التالي للهجوم الذي شارك فيه الاف المقاتلين تحت جنح الظلام و… الضباب.
السيناريو الآخر الذي لا ندري ما اذا كان سيرتطم، بدوره، بعوائق اخرى وبعدما بدأت فصائل المعارضة تتبادل التهم حول من فرّ اولاً، يراهن على تدفق الاف المقاتلين السوريين الى بعض المناطق اللبنانية. حينذاك يكتمل المشهد العملاني، والى حد الحديث عن الاستيلاء على مرفأ طرابلس، وربما على مرفأ صيدا ايضا من اجل تأمين وصول الاعتدة اللازمة، فضلا عن «المجاهدين»، اذ ان امساك النظام بمنطقة جبال القلمون يفضي الى اقفال المنافذ بين لبنان وسوريا…
لكن الذي ظهر على الارض، ودون الانتقاص من فاعلية، وديناميكية بعض القوى المعارضة، بتجهيزاتها الحديثة وبالتدريبات العالية المستوى، يشي بمدى الازمة الميدانية لهذه القوى التي راحت تقاتل بعضها البعض لاقامة اماراتها في مناطق معينة يلعب فيها التركي الى ابعد الحدود، كما تلعب فيها بعض الجهات العربية، وعبر الاردن الذي طالما اضطلع بدور محطة العبور لاصحاب المشاريع المضادة على انواعها.
نسأل مرجعية لبنانية معنية، فتقول ان خططا كثيرة قد اعدت، ولا ريب ان الوضع في مخيم عين الحلوة بامتداداته الخارجية اكثر من ان يكون خطيرا على اهل المخيم، كما على اهل صيدا، ناهيك بخارطة الجنوب بوجه عام. لكن التطورات الميدانية في سوريا، فضلا عن الضوابط الدولية التي يتم تثبيتها اكثر فأكثر، ادت الى تفكيك تلك الخطط، وبطبيعة الحال دون استبعاد محاولات محددة للتفجير، غير ان اقفال منطقة القلمون التي طالما اعتبرت دوليا، وعربيا بالدرجة الاولى، خطاً احمر، يعني ان الازمة في سوريا التي بدأت تأخذ منحى اخر في اتجاه التسوية السياسية، لا بد من ان ينعكس ايجابا على الساحة اللبنانية.
هي اللحظة الكبرى ، بل اللحظات الكبرى. لمصلحة من؟ تأملوا جيداً في المشهد. ايضاً في ما وراء المشهد..
بيت الصمود- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 2494
نقاط : 4934
تاريخ التسجيل : 06/05/2013
مواضيع مماثلة
» السفير : هكذا خططت "النصرة" لتفجير كازينو لبنان ليلة رأس السنة
» الذين رعوا الوحش الداعشي هم الذين يعلنون الحرب عليه
» لماذا ينتظر الإنتحاري في الصف لتفجير نفسه؟
» احباط عملية لتفجير قبة الصخرة
» قوات لتفجير ليبيا تقع في كمين
» الذين رعوا الوحش الداعشي هم الذين يعلنون الحرب عليه
» لماذا ينتظر الإنتحاري في الصف لتفجير نفسه؟
» احباط عملية لتفجير قبة الصخرة
» قوات لتفجير ليبيا تقع في كمين
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد