القوات الأمريكية في الأردن

من طرف السهم الناري الأحد مايو 05, 2013 7:37 pm

في شهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء، أعلن كبير المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية إنهم بصدد نشر 200 جندي من الفرقة الأولى مدرعات في الأردن، وسيتم إنشاء مقر بالقرب من الحدود الأردنية- السورية وستوضع خطة تحرك سريع تضم حوالي /2000/ جندي أو أكثر من القوات الأمريكية، بانتظار أوامر من البيت الأبيض للحرب على سورية، وتشمل هذه القوات القوات الأمريكية الخاصة والوحدات النظامية استعداداً لتنفيذ عمليات داخل سورية، إضافة إلى وحدات الدفاع الجوي للتصدي للضربات الجوية السورية المحتملة على مواقع في الأردن.
وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل للجنة مجلس الشيوخ: «إن عمليات الانتشار هذه هي جزء من الخطط العسكرية المدروسة جيدا والموضوعة للحالات الطارئة، كالتي قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها من أوروبا والشرق الأوسط. في الوقت نفسه، تقوم واشنطن بتنفيذ هجوم دبلوماسي دولي هائل على سورية، الأمر الذي يعمل على تمهيد الطريق للحرب عليها. موضوع العمليات العسكرية الأمريكية ضد سورية كان أحد أهم العناوين في جدول أعمال مناقشات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في تركيا، وسيكون كذلك في المحادثات المرتقبة بين الجنرال مارتن ديمبسي مع المسؤولين الصينيين، ومحادثات هاغل القادمة مع المسؤولين العسكريين في «اسرائيل» والأردن والسعودية، ومصر، والامارات.
كما صرح مسؤولون أمريكيون أن حرباً أمريكية على سورية ستؤدي إلى اشعال حرب إقليمية في كل أنحاء الشرق الأوسط، قال هاغل: إن تدخل الولايات المتحدة في سورية يمكن أن تكون له عواقب غير محسوبة تؤدي إلى اشتراك الولايات المتحدة في صراع اقليمي واسع النطاق، مشيراً إلى أن هذا يمكن أن يورط الولايات المتحدة في حرب عسكرية طويلة الأمد وغير مؤكدة النتائج: وقال أيضاً: إن أموالاً هائلة تتدفق على المعارضة بما في ذلك 117 مليون دولار الأخيرة إضافة للأموال التي لم تكشف عنها وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والتمويل.
وأشار هاغل إلى مخاوف واشنطن من أن الجماعات الإرهابية الاسلامية اليمينية المتطرفة النشطة في «المعارضة» وبتمويل من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يمكن أن تسيطر على مناطق واسعة من سورية..
جبهة النصرة التي تشكل رأس الحربة للمعارضة المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة في سورية، أعلنت مؤخراً الولاء لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تخوض حرباً بالوكالة مع سورية منذ عام 2011 فإن تصريحات هاغل هي أول تأكيد علني على أن إدارة أوباما تستعد لحرب على سورية بشكل مباشر.. إن القيام بمثل هذه الحرب الاستعمارية الجديدة سيكون جريمة تاريخية جديدة ضد سكان الشرق الأوسط بعد جريمة غزو إدارة بوش للعراق دون مسوغ.
أن يتم التخطيط لحرب مثل هذه بعد 10 سنوات من الحرب على العراق، تلك الحرب التي لم تحظ بشعبية في الولايات المتحدة والتي كلفت حياة أكثر من مليون عراقي، وعشرات الآلاف من الضحايا الأمريكيين، وتريليونات من الدولارات، هو إشارة مدمرة لمدى انحطاط الديمقراطية الأمريكية.
تسعى الامبريالية الأمريكية لفرض هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط بأكملها عن طريق استهداف سورية.. وإضافة إلى سورية فإن الولايات المتحدة تعمل على استهداف وعزل حليف سورية الرئيس إيران الدولة ذات الحضور الإقليمي القوي والغنية بالنفط طبعاً، فإيران برزت كأقوى قوة اقليمية في الخليج العربي، وتأمل أمريكا أيضاً بوقف دعم سورية للمقاومة خدمة لاسرائيل وتعمل إدارة أوباما على تجهيز الأسباب والمبررات لهذه الحرب لكن إلا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعارضون هذه الحرب ويقولون إن مايطرح من أسباب ومبررات وبأن أكاذيب سخيفة.
تم الحديث في اجتماع منفصل للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قدم خلالها كيري توضيحات بأن واشنطن تعمل بشكل وثيق جداً مع الدول التي تمول قوات على صلة بتنظيم القاعدة في سورية، وقال: إن سياسة الولايات المتحدة في الوقت الراهن هي عدم تقديم مساعدات قاتلة، ولكننا نقوم بالتنسيق بشكل ممتاز مع هذه الجماعات».
وأشار الجنرال ديمبسي امام لجنة مجلس الشيوخ إلى أنه لايستطيع التأكد من أن الولايات المتحدة قادرة على تحديد مدى دعم الشعب للمعارضة السورية التي يهيمن عليها الإسلاميون. وأضاف: «إن إدخال القوات العسكرية في الوقت الراهن سيؤدي حتماً إلى جعل الوضع أكثر سوءاً.
يوم الأربعاء 17 نيسان هو ذكرى استقلال سورية عن الاستعمار الفرنسي، وبهذه المناسبة اجرى الرئيس الأسد مقابلة تلفزيونية شجب خلالها الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على سورية. الرئيس الأسد أصاب لب الحقيقة بقوله إن القوى الامبريالية تحتشد ضد سورية، وأيضاً في تأكيده أنهم يشنون حملة عسكرية لإعادة فرض أغلال الاستعمار في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الأسد: «في الحقيقة، ما يحدث هو حرب.. إنها ليست أحداثاً أمنية. إنها حرب بكل معنى الكلمة»، وذكر أن القوى الخارجية الغربية تاريخياً لم تقبل باستقلال الدول عنها.
ورداً على سؤال عن دور دول أخرى في الشرق الأوسط في إذكاء الحرب على سورية قال:
«يجب علينا ألا نلوم تلك البلدان، لأنهم ليسوا مستقلين. تم اتخاذ القرار من دول أجنبية».
الرئيس الأسد رفض حديث الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين بأنهم يشنون حرباً إنسانية» في سورية، بقوله: «رأينا التدخل الإنساني» في العراق، وفي ليبيا، والآن نراه في سورية.