حماس : باقون في المقاومة

قاسم س. قاسم
أحيت «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس)، في مخيم برج البراجنة أمس، الذكرى الـ26 لانطلاقتها. أنصار فصائل تحالف القوى الفلسطينية كانوا موجودين لمشاركة الحركة فرحتها. فـ«حماس»، رغم خلافاتها السياسية مع الفصائل، لا تزال (رسمياً) معها ضمن التحالف الموالي لسوريا. كما حضر مختار برج البراجنة عبد العزيز الحركة. وقبيل بدء الاحتفال بدقائق، وصل عطاالله حمود، معاون مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله. حظي الرجل باستقبال حار، وجلس الى جانب المسؤول السياسي للحركة في بيروت رأفت مرة.
فاضت القاعة بالموجودين، وامتلأت جدرانها بلافتات خضراء تؤكد خيار «حماس» في المقاومة، فيما رفع شعار الحركة فوق المنصة الرئيسية محاطاً بصور الاسرى والشهداء.
بداية الاحتفال بكلمة ممثل الجهاد الاسلامي أبو علي شاهين الذي ألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية، وأكد أن «ما يجري في عالمنا العربي من أزمات هو صراع سياسي يصوّر على أنه صراع مذهبي لزيادة النعرات الطائفية التي تقود إلى التجزئة». وهاجم «ما روّج له من خطة أوباما ـــ كيري واتفاق إطار عام، وتبنّي وجهة نظر اليمين الصهيوني من يهودية الدولة والاستيطان»، معتبراً أن كل ما يجري من صراعات «هو خدمة لمشروع حماية الكيان الصهيوني». وطالب بـ«النأي بأنفسنا كفلسطينيين فعلاً عن الصراعات التي تجري في محيطنا».
وكانت كلمة للأسرى الفلسطينيين ألقاها صديق الشهيد يحيى عياش الاسير المحرر عبد الحكيم حنينة. نقل الرجل تمنيات الأسرى «في تحقيق المصالحة بين الفصائل». وأكد الاسير القسّامي الذي أطلق سراحه بعد 20 عاماً على سجنه «أن الاسرى يرفضون المفاوضات مع العدو وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لإطلاقهم».
وألقى حمود كلمة حزب الله، فحمل تحية «قيادة المقاومة الاسلامية الى مقاومي حماس ومجلسها السياسي»، معتبراً أن «انطلاقة حماس بثّت في نفوس الشعب الفلسطيني الأمل، وهذا ليس بغريب على شعب اختلطت دماء قادته بدماء قادة المقاومة الإسلامية في لبنان». وانتقد «خيار المفاوضات الذي لم يجد نفعاً طوال 22 عاماً»، ودان «محاولات بث التفرقة الطائفية والمذهبية في الدول العربية للتغطية على المفاوضات الجارية»، مؤكداً «دعم حزب الله للشعب الفلسطيني وقضيته ومقاومته»، و«فلسطين ستبقى على رأس أولويات حزب الله».
ثم ألقى مرة كلمة حماس، فقال إن «فلسطين وحدة واحدة موحدة، ومن كان مع فلسطين فليكن مع شعبها». وسرد ما مرت به الحركة خلال 26 عاماً، لافتاً الى «تطور الأداء المقاوم لحماس وعملها على المحافظة على الحقوق الفلسطينية، وضرب مشروع التسوية». وعلى الصعيد اللبناني، رأى مرة أن «مصلحة الفلسطينيين في استقرار لبنان، وفي بقائهم على الحياد». وبما أن مخيم البرج شهد أحداثاً عدة مع محيطه، شدد مرة على حرص الحركة «على أن تكون علاقاتنا جيدة مع الجوار اللبناني بكل ألوانه، لكننا لا نقبل اتهام المخيمات عند أي حدث أمني، ونعتبر سرعة الاتهام دليل كذب وتلفيق». وعن المفاوضات الجارية حالياً، لفت إلى أن «هناك اتجاهاً للوصول إلى اتفاق فلسطيني ـــ إسرائيلي، متأثراً بالتسويات التي تجري في المنطقة، وأكبر دليل على ذلك هو اندفاع الإدارة الأميركية الشديد للتوصل إلى هذا الاتفاق». لكن هذا الاتفاق في حال وقّع «سيكون اتفاقاً باطلاً، ولن يكون هناك أوسلو ـــ 2 لأن فلسطين ملك الفلسطينيين كلهم».