دير الزور والموقع الاستراتيجي .. المئات من المقاتلين العرب اوقعهم الجيش السوري في كمين محكم

حسين مرتضى
يستمر الجيش السوري في عملياته العسكرية على عدة محاور في محافظة دير الزور، والتي تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات على مسافة 450 كلم شمال شرق دمشق و 320 كلم جنوب شرق حلب، وهي من أكبر المحافظات السورية مساحة، فهي ثاني أكبر محافظة بعد محافظة حمص.
الاهمية الاستراتيجية للمحافظة كونها تتوسط الطريق الواصل بين جنوب البلاد والمناطق الشمالية والشمالية الشرقية، بالذات مناطق الحسكة والقامشلي وفي الشمال الغربي الرقة، وكونها الخزان الاستراتيجي لآبار النفط والغاز السوري، ومن يسيطر عليها يضبط الحركة باتجاه حلب ونحو الحدود التركية، كون امتداد المحافظة يصل إلى الحدود التركية من جهة وإلى الحدود العراقية من جهة أخرى.
في الايام الماضية حاولت المجموعات المسلحة بالذات ما يسمى بـ”داعش” و”جبهة النصرة”، – بعد فشلها المتكرر بالسيطرة على جميع احياء المدينة والريف في دير الزور-، مهاجمة عدة مواقع عسكرية استراتيجية داخل المدينة، للوصول إلى مطار دير الزور الاستراتيجي.
الجيش السوري الذي مازال يملك زمام المبادرة في مناطق ومدن دير الزور وريفها، استطاع التصدي لمحاولة هجوم مسلحي “داعش” على اللواء137 ومعسكرات التسليح والتي تعد ثالث أكبر مخازن السلاح في سورية، الواقعة في الريف الغربي لمدينة دير الزور وبالتحديد في محيط قرية عياش، العملية بدأت بعد أن قام مسلحو “داعش” في ساعات الصباح الاولى بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من معسكرات الصاعقة، والسيارة الثانية بالقرب من مخازن التسليح، ومن ثم بدء الهجوم على المواقع العسكرية بأعداد كبيرة وصلت لحدود 3000 مسلح، اغلبهم من غير السوريين، ترافق الهجوم مع اشتباكات في مناطق الحويقة وارشدية وحي الجبيلة داخل المدينة، والتي تعتبر خطوط التماس مع المجموعات المسلحة، حيث اشتركت في الاشتباكات ما يسمى كتائب “جند العزيز” – “جبهة النصرة”- “الفاتحون من أرض الشام” التابع لتنظيم “القاعدة” ولواء “الإخلاص”.
الهدف الرئيسي للهجوم كان السيطرة على احياء القصور والجورة في داخل مدينة دير الزور، بالإضافة إلى تشتيت قوة الجيش بين النقاط العسكرية وبين أحياء المدينة، بينما تعاملت وحدات الجيش السوري بتنسيق عال، ما أدى إلى افشال الهجوم كون الوحدات العسكرية السورية تتعامل وفق مبدأ الحفاظ على النقطة وعدم افراغ أي موقع من عناصره كي لا يسمح للمسلحين بدخوله.
مصادر عسكرية اكدت ان عدد القتلى بين المهاجمين الاجانب الذين حاولوا اقتحام المعسكرات ومخازن السلاح ومن الذين هاجموا احياء مدينة دير الزور وصل إلى أكثر من 800 بين قتيل ومصاب، واضاف أن القتلى كان منهم من جنسيات بريطانية وبلجيكية وتونسية ومغربية وليبية وخليجية وافغانية وشيشانية.
في الوقت نفسه اشار المصدر إلى أن الجيش السوري يعتمد على استراتيجية مختلفة في التعامل مع المسلحين في محافظة دير الزور، نظراً لمساحتها الجغرافية، وقربها من حدود دول اقليمية، ومنع وصول الامدادت العسكرية للمسلحين في ريف الرقة وريف حلب.