أسرار استقالة العريضي: سرق ملايين الدولارات خصصتها المخابرات السعودية للمسلحين السوريين

يوم أمس كان “يوم غازي العريضي” بامتياز في لبنان. فوزير الأشغال ، أو وزير مغارة علي بابا،المحسوب على التيار”اليساري” و”المقاومة” في “الحزب الاشتراكي (الاقطاعي) الدرزي”، المتحالف مع حزب العمل الإسرائيلي من خلال”الدولية الاشتراكية” التي تشكل إحدى هراوات الحركة الصهيونية العالمية وإسرائيل، قرر البيك الاشتراكي رفع الغطاء عنه، فما كان منه إلا أن استبق طرده وعقد مؤتمرا صحفيا قال فيه كل شيء …إلا الشيء الذي شكل سببا لطرده من رحمة جنبلاط وإلقاء”الحرم” عليه!
تحدث العريضي مليا وطويلا بلغة تراجيدية ، وهو الحكواتي المحترف، حتى كاد الدمع ينفر من مقلتيه … عن الفاسدين واللصوص وأوكار الفساد في الحكومة اللبنانية والطبقة السياسية المافيوزية في لبنان، التي رباها (وهذا القول لنا وليس له) المجرمان الكبيران غازي كنعان ورفيق الحريري “كل شبر بندر”. ولم ينس ـ كأي منافق ـ أن يشكر “رئيسي وحبيبي الساحر” ( وليد جنبلاط ، دون أن يسميه).
وزير أشغال …الفساد،الذي كانت السلطة في سوريا اختارته بالتفاهم مع جنبلاط”ضابط ارتباط وتنسيق” ، يوم قرر “أبو تيمور” أن يعود إلى دمشق و”يبوس الواوا”، قبل أن يعود ويلتحق بـ”أبو المحمد الجولاني” و”جبهة النصرة”،والذي ذاق طعم سجن المزة العسكري يوما ما قبل عقود، “مشكلته عويصة جدا”، كما قال مصدر واسع الاطلاع مقرب من حزب جنبلاط. وحسب المصدر فإن العريضي مرتبط بعدة ملفات سورية ومنها أسرار تسليم مدينة الرقة لجبهة النصرة، واختطاف اللواء فرج المقت من قلب دمشق ونقله إلى بيروت بالتعاون مع وسام الحسن، وحصار قرية حضر في سفوح جبل الشيخ، والمندوب السري للتواصل بين بينيامين نتياهو والمعارضة السوري المسلحة( مندي صفدي) وجنبلاط، لكنكم لم تنتبهوا إلى غازي العريضي والدور الذي لعبه في هذه الأحداث كلها وغيرها”.
المصدر كشف أن السبب الحقيقي لاستقالة العريضي وإلقاء”الحرم الجنبلاطي” عليه هو اكتشاف سرقته مئات ملايين الدولارات التي خصصتها المخابرات السعودية للملفات المذكورة، وغيرها من الملفات ذات الصلة، فما كان من بندر إلا أن أوعز لجنبلاط بطرد “حبيبه” من رحمته. ويشرح المصدر بالقول” منذ حوالي عام تقريبا، تحول العريضي إلى أحد المقربين من بندر بن سلطان، إلى حد أن جنبلاط شخصيا بات يخشى أن يفتح على حسابه مع السعوديين من وراء ظهره. وقد وضع السعوديون بتصرفه مبالغ مالية ضخمة من أجل شراء ذمم ضباط كبار في الجيش السوري، واختطاف من يرفض منهم الانشقاق، كما حصل مع اللواء فرج المقت، و إدخال مسلحي جبهة النصرة إلى عدد من المدن القرى الدرزية في سوريا، فضلا عن شراء مدينة الرقة وتسليمها للجبهة من خلال تجنيد رئيس فرع أمن الدولة فيها، قبل أن يفر إلى المختارة بعد أن سلم المدينة إلى جبهة النصرة ومسلحيها السعوديين في آذار/مارس الماضي”.
ويتابع المصدر القول” لقد صرف العريضي، مع مسؤول الأمن في الحزب الاشتراكي وصلة الوصل بينه وبين إسرائيل خلال الحرب الأهلية، هشام أنيس ناصر الدين، جزءا من هذه المبالغ فعلا على الملفات المذكورة، لكنه سرق معظمها في واقع الحال. وقد اكتشفت المخابرات السعودية ذلك وفضجته لدى جنبلاط، الذي أصيب بالذهول من أن كل هذا الماء كان يجري من تحت قدميه دون أن يحظى حتى بلحسة إصبع من الأموال المسروقة”.
ويقدر المصدر حجم المبالغ التي”لهطها” العريضي من السعوديين ومخابراتهم من أجل الملفات السورية بما لا يقل عن 30 مليون دولار!!