هل تحولت الأحداث في سوريا الى حرب طائفية تهدد بنية المجتمع السوري ؟

خاص / أوقات الشام: طورت الأحداث في سوريا خلال الفترة الأخيرة تطوراً دراماتيكياً من حيث نوعية المجازر التي يرتكبها المسلحون و شناعتها و فظاعة مشاهدها.
مجازر طائفية و تطهير طائفي في ريف اللاذقية و عدرا وغيرها, هجوم بربري على المقدسات المسيحية في معلولا و غيرها.
يرافق هذا كله ضخ اعلامي كبير حول هذه الاحداث بأسلوب طائفي لدفع الصراع في سوريا من صراع بين مشروع ظلامي و مشروع مقاوم الى صراع طائفي يتكفل بتدمير الدولة و المجتمع السوريين.
لفهم حقيقة ما يجري في سوريا و في خضم هذه الأحداث الدموية التي قد تنسينا وقائع هامة جدا قد تبعدنا عن فهم حقيقة ما يجري علينا طرح بعض الاسئلة و الاجابة عليها حتى يمكننا فهم ما يجري على الأرض السورية بشكل دقيق.
هل هناك حرب طائفية في سوريا ؟
- لا, ليس هناك حرب طائفية في سوريا.. فالطوائف السورية لا تتصارع و انما تعيش مع بعضها في كثير من المدن و البلدات السورية, كما أن من يقاتل في صفوف الجيش السوري هم من جميع الطوائف و الذين يستشهدون في حربه المقدسة ضد جحافل المغول الوهابيين هم من جميع الطوائف.
ما يحدث هو تطهير طائفي تقوم به مجموعات مسلحة ارهابية غير محسوبة على طائفة أو دين أو على الشعب السوري و انما هي محسوبة على مشغليها في المملكة العربية السعودية.
- المجموعات المسلحة الارهابية تستهدف جميع الطوائف و ليس طائفة بعينيها فقط و هي تذبح حتى السنة المخالفين لها بالفكر و الرأي, و الدكتور الشهيد العلامة البوطي هو خير دليل على استهدافها للجميع دون استثناء, كما أنه لا يوجد هناك احصائية رسمية لأعداد الشهداء الذين تم قتلهم من قبل هؤلاء المجرمون و طوائفهم, فلو وجدت هكذا احصائية لربما كانت نتائجها صادمة من حيث أعداد الشهداء من الطائفة السنية الذين قتلهم أولئك القتلة المجرمين.
ورغم هذا لا بد من الاعتراف بأنه نتيجة للضخ الاعلامي الممنهج لتحويل الصراع السوري الى صراع طائفي فقد حدث شرخ طائفي في سوريا لكن هذا الشرخ هو شرخ مؤقت ولا يهدد بنية المجتمع السوري القائم على التعايش و التسامح بين الطوائف و يؤكد هذا أمران هامان:
1- لا تزال جميع الطوائف متعايشة بانسجام في المناطق الخاضعة للدولة السورية و دمشق التي يعيش فيها ملايين السوريين تشهد انسجاماً و تعايشاً تاماً بين جميع الطوائف, حتى أننا لم نسمع عن جريمة واحدة فردية وقعت فيها لأسباب طائفية.
2- وحتى في المدن البعيدة عن العاصمة و السلطة المركزية و التي تصنف بلون طائفة معينة كالساحل السوري مثلاً فإن هذه المدن تستضيف مئات الاف اللاجئين من مختلف الطوائف مما يؤكد إصرار الشعب السوري على العيش المشترك.
- ان المجموعات الارهابية التي ترتكب المجازر الطائفية في أغلبها تتكون من جهاديون أجانب وعرب اي ان نسبة التكفيريون السوريون الذين يشاركون في هذه الاعمال التكفيرية الارهابية هي نسبة قليلة جدا نسبة الى الشعب السوري.
أما الدولة السورية و النظام السوري فهو لا زال مصراً على لعب دور الدولة الجامعة لجميع الطوائف, فيحتضن الجميع و يوفر الخدمات للجميع من ماء و كهرباء وغيرها في المناطق الخاضعة لسيطرته.
نعم, ما يحدث في سوريا و رغم أهواله لم يستطع أن ينقل الصراع السوري الى مسار الصراع الطائفي, وهذا ما يدعو للتفاؤل حيال المستقبل السوري, فالطوائف التي تستطيع التعايش في خضم الازمة ومع كل الضخ الاعلامي الطائفي بالتأكيد يمكنها التعايش سوية حين ينتهي هذا الكابوس و هذا الضخ الاعلامي اللامسبوق, نعم لقد خسرت سوريا كثيرا على الصعيد الاقتصادي و العمراني و لكن كل هذا يمكن تعويضه خلال سنوات قصيرة, أم الروح السورية فهي التي حاول المجرمون قتلها و لم يستطيعوا.
* الفيديو الملحق يحكي قصة استشهاد شاب من الشاغور الدمشقي, كان مع الجماعات المسلحة ثم عاد الى حضن الوطن و تطوع في الدفاع الوطني ليستشهد دفاعا عن سوريا في وجه الارهاب.. ليزفه حي الشاغور الدمشقي كما الأبطال..