الجيش السوري الاقوى وداعش والنصرة والحر والجبهة الاسلامية يصفون بعضهم

محمد العس
يبدو ان سوريا تشهد على ارضها جبهات عدة جبهة بين الجيش السوري والمسلحين واخرى بين الجيش الحر ومسلحو داعش واخرى بين داعش والجبهة الاسلامية واخرى بين جبهة النصر وداعش او الجبهة الاسلامية ، هناك نوع من الضياع ميدانيا في سوريا ما يؤدي الى تصاعد القلق بين المواطنين السوريين الذين بات من الصعب عليهم معرفة من الذي يسيطر على مناطقهم من المسلحين وماذا يريدون ومن هم خصومهم. الجيش السوري يخوض معارك ضارية على جبهات عدة ، ويبدو ان القوى المسلحة المعارضة قد اتخذت القرار بان تكون القوة العسكرية التي تواجه الجيش السوري هي اسلامية لذلك يتم توحيدهم تحت ما يسمى الجبهة الاسلامية والتي ابدت اميركا رغبة بالحوار معها ودعم الجبهة الاسلامية ياتي على حساب الجيش الحر الذي يدو انه فشل ، في حين ان الجيش السوري يحرز تقدما كبيرا في الغوطة وفي القلمون حيث استطاع الدخول الى المدن الاساسية هناك كالنبك ويبرود جزئيا اضافة الى تقدمه في محافظات اخرى ، لبنان دخل قلب الازمة السورية بعد التفجيرات التي يشهدها والتوتر السياسي الذي يشهده البلد وسببه الانقسام حول ما يجري في سوريا، كما بدا الحديث عن معركة درعا الحاسمة لاقفال الحدود نهائيا مع الاردن لمنع تهريب السلاح والمقاتلين وسوريا ، خصوصا وان هناك تقارير تقول ان الاردن بدا يشعر بخطر الجماعات المسلحة وامتداد العنف الى اراضيها ولذلك تتحدث التقارير عن تنسيق اردني – عراقي في الحرب بالانبار ضد القاعدة وذلك مهد له بعد زيارة رئيس الوزراء الاردني الى العراق . وكما وعدت داعش بنقل المعركة الى لبنان ضد حزب الله فقد وفت باعلانها مسؤوليتها عن انفجار حارة حريك في بيروت ، ما اثار قلق السلطات التركية التي كانت داعش قد هددت بنقل المعركة الى الاراضي التركية اذا ما بقيت تركيا تدعم الجماعات المسلحة الاخرى كجبهة النصرة والجيش الحر. وهدد تنظيم داعش وفقا لبيان نسب له ونشرته مواقع متخصصة أن أقدام عناصر التنظيم قد اقتربت من أن تطأ أرض تركيا لتطهر أرضها من الكفار والبغاة، حسب تعبيره. واعطى التنظيم الذي يطلق عليه اصطلاحا بـ ‘داعش’ حكومة العدالة والتنمية مهلة أقصاها الاثنين لفتح المعبرين الحدوديين، متوجها بكلامه إلى رجب طيب أردوغان بالقول: عليك وأزلامك تحسس رؤوسكم بعد الاستبداد بالبلاد والعباد فاستوجب عليكم حكم الله على البغاة. وختم البيان بان اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيري الريحانية وباب الهوى محذرا من أن العمليات الانتحارية ستصل إلى أنقرة واسطنبول مستهدفة مصالح الحكومة التركية فيها. وكانت انفجارات شديدة قد ضربت مدينة الريحانية جنوب تركيا قبل أشهر من الآن وقد حصدت نحو 40 تركيا دون أن تتبين على وجه الدقة الجهة المسؤولة عن الهجوم. كذلك العراق الذي امتدت اليه النيران السورية ، سيارات مفخخة تفتك بالمواطنين العراقيين في جميع انحاء البلاد ومعارك طاحنة في الانبار والفلوجة التي اعلنت داعش السيطرة عليها وطرد الجيش العراقي منها. حتى الدول الاوروبية بدات تقلق من ما يجري في سوريا ،وبدات تدرس سيناريو عودة هؤلاء المقاتلين الى الاراضي الاوروبية ما يشكل خطرا على امنها خصوصا ما شهدته روسيا من انفجارات انتحارية في باصات ومحطات القطار، فقد كشف مصدر سياسي فرنسي “أن باريس أعادت فتح قنوات اتصال مع (رئيس مكتب الأمن الوطني السوري) اللواء علي مملوك، بهدف الحصول على معلومات عن الجهاديين الفرنسيين”، الذين يقاتلون في سورية، حسبما نشرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن تقارير استخبارية أن قرابة ألف فرنسي انضموا إلى الجماعات “الجهادية” بين عامي 2011 و2013، لافتة إلى “انضمام هؤلاء والمقاتلين الأوروبيين إلى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”. من جهة ثانية ، وفي خطوة تشير الى تصاعد خطورة الوضع في سوريا وامكانية خروجه عن دائرة السيطرة فقد أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام، “داعش”، عن مهلة مدتها 24 ساعة لكل الجماعات التي تقاتل ضدهم في مدينة حلب شمال سوريا، لتنفيذ عدد من المطالب وهي كالتالي كما جاء في تسجيل صوتي بثته عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي. وبينت “داعش” أن مطالبها تتمثل برفع الحواجز عن الطرق وعدم التعرض للمهاجرين أو المهاجرين للقتال في صفوفهم، إلى جانب الإطلاق الفوري لسراح المعتقلين والمهاجرين. وهددت “داعش” أنه “في حال لم يتم الإستجابة إلى هذه المطالب، فإنها ستصدر تعميماً بالإنسحاب من نقاط الرباط المشتركة مع الجماعات المقاتلة الأخرى” التي وصفتها بأنها تطعن بـ”المجاهدين”، الأمر الذي سيؤدي لانهيار هذه الخطوط وبالتالي اقتحام حلب من قبل الجيش النظامي. من جهة ثانية في حين ان داعش تخوض معارك شرسة ضد قوات الجيش العراقي في العراق وضد حكومة المالكي التي يقولون انها في محور ايران والنظام السوري يصر أمين سر الجيش السوري الحر، النقيب عمار الواوي، على أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف بـ”داعش” هو عصابات تتبع أنظمة سوريا والعراق وإيران، يعمل تحت راية لا ينفذ شيئا من شعارها “لا إله إلا الله”، ولكنه يهدف إلى حرف الثورة السورية عن مسارها. وكشف الواوي، الذي كان يتحدث من موقع على الحدود السورية التركية أن سوريا شهدت دخول عدد من المجاهدين المغرر بهم، ولكن عصابات داعش قامت بأفعال مشينة في الداخل السوري عمدا، من بينها عمليات قتل واعتقال بحق الكثير من الجماعات والطوائف في عموم الأراضي السورية. وكشف القيادي في الجيش السوري الحر صورة لشخص قال إن اسمه الحقيقي، محمد باسم محمد ياسين، وكنيته أبو البراء السامرائي، دخل إلى سوريا تحت اسم “داعش”، وارتكب الكثير من الجرائم التي طالت نشطاء الثورة السورية، وهو ملاحق من قبل الجيش السوري الحر، على حد قوله. وأبرز الواوي صورة لشخص آخر قال ان اسمه محمد مصطفى فحام، وقال إنه من المخابرات السورية ويعمل في الأمن السياسي، ثم كشف عن صورة أخرى له وقد أطلق لحيته، وأصبح عنصراً من داعش، في تأكيد على أن هذا التنظيم من صنيعة النظام السوري وأعوانه. كما اكد أمين سر الجيش الحر أن القسم الأكبر من تنظيم داعش هدفه الرئيسي قتل الناشطين والثوار واعتقالهم. وقال إن داعش حاصر مستشفى في جسر الشغور، الجمعة، وقتلت طبيبا يدعى أبو ريان في تل أبيض، كما نفذ اعتقالات ضد مسؤولين عن تنسيق تظاهرات في مناطق أخرى. وأكد الواوي أن الجيش الحر مصر على أن ينزع داعش اللثام عنه، وينضم صراحة إلى جبهات القتال ضد النظام السوري، وإلا فإنه يقاتل لصالح النظام ويلتف حول الثورة السورية. وكشف أن الجيش السوري الحر يحاصر جماعات من داعش في إدلب، وبالفعل استسلم قسم منهم، ويجري محاصرة الباقين في مناطق متناثرة. واكد على أن بعض كتائب الجيش السوري الحر وجماعات معارضة أخرى ترفض قتال داعش، ربما حقنا للدماء، أو تنفيذا لأجندات خارجية، ولكن هذا لا يحد من إصرار الجيش السوري الحر على تطهير كافة المناطق المحررة من التنظيم، باعتباره والنظام السوري كيانا واحدا. يبدو ان السيطرة الميدانية على الارض السورية بدات تتغير لصالح النظام بدرجة اولى ومن ثم الجبهة الاسلامية وداعش وجبهة النصرة ، اما الجيش السوري الحر فيبدو انه اصبح من اضعف الاطراف بعد تبادل التهم فيما بينهم بالفساد او التعامل مع اطراف خارجية ، فمؤتمر جنيف 2 يبدو انه اصبح صعب الحصول لان قوى المعارضة السورية مشرذمة فحتى الائتلاف السوري الذي اعلن رفضه المشاركة في جنيف 2 فهو لا يملك اي تأثير على الميدان السوري وبالتأكيد لن يكون هناك مقاعد في جنيف 2 للنصرة وداعش .