هل بدأت السعودية بنقل المعركة خارج سوريا ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
هل بدأت السعودية بنقل المعركة خارج سوريا ؟
هل بدأت السعودية بنقل المعركة خارج سوريا ؟ وهل تعتبر الاتفاقية السورية الروسية الأميركية الايرانية بعدم نقل المعركة خارج سوريا صالحة؟ .. وهل سيسمح محور روسيا سوريا ايران بأن تلعب السعودية مع الكبار؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة لكن بشكل مختصر ..
عندما زار بندر بن سلطان روسيا في المرة الأولى وما رجح عن تسريبات على الرغم من عدم قناعتي أن بندر قادر على الحديث أمام بوتين بهذه الطريقة لكن سناخذ هذه التسريبات في عين الاعتبار مما دار في اللقاء, وأن بندر أخطر الروس أنه قادر على حماية روسيا من خطر الإرهابيين , وخاصة أن روسيا قادمة على حدث هام وهو دورة الالعاب الاولمبية الشتوية, والرد الروسي أن هذا الموضوع لايعننا لأننا نعرف كيف سنتعامل معهم عندما يعودون ولاتقلقوا علينا من هذه الناحية.
ومن ثم اللقاء الثاني ومارجح منه من تسريبات ومن غضب روسي مما حدث في أثناء اللقاء عاد بندر من اللقاء وبدأت أحداث أوكرانيا الحديقة الخلفية لروسيا والتي يمر منها ربع الغاز الأوروبي القادم من روسيا يعني في حال تم إقفال الحنفية الروسية تخيلوا ماذا سيحدث في أوروبا ومن سيعوض هذا الغاز!
هل قام بندر بوعد الأوروبيين بأنه في حال حدث شئ ستقوم السعودية ودول الخليج بتمويل النقص الذي سيحصل وبالتالي تم تحريك الأوروبيين في أوكرانيا وتحريض المعارضين الاتوبوريين الذين تدربوا على الثورات ومنهم من قام بما سمي انذاك بثورة الأورانج التي خرج بها الأوكرانيين للمطالبة بالحرية والديمقراطية يعني كما حصل في كل الدول العربية التي قامت بها الثورات الموعودة وشاهدنا كيف اختفى كل هؤلاء المدربون على القيام بها بعد الانتهاء من مهمتهم .
لكن على مايبدو أن القيصر الروسي استوعب اللعبة جيدا وقام في تحويل قرض ميسر للرئيس الأوكراني وقام في توقيع عدة اتفاقيات تعوض العجز التجاري وتسد الدعم الذي كانت ستحصل عليه من الدول الأوروبية.
وبعد أن فشل بندر في مخططه الذي وضعه لاخضاع الروس لمطالبه من أجل أن يحصل عما طرحه على الروس في سوريا لناحية تنحي الرئيس الأسد وعدم إعطاء أي دور له في المرحلة القادمة, لكن على مايبدو كما ذكرنا ان الروسي استوعب اللعبة جيدا وقام في افشالها وامعانا في الاخفاق قام الجيش السوري على الأرض في تحقيق انتصارات هامة استطاع فيها أن يثبت للجميع أنه قادر على الدخول الى أية منطقة يريدها هو وحلفاؤه من المقاومات التي تعمل على الأرض .
اذا فشلت خطة البندر الذي كان يظن نفسه قادراً على عمل المستحيل وقادر على عمل ما لم تستطع عمله أكثر من ٤٥ دولة تحالفت لاسقاط الدولة والرئيس الأسد في سوريا وفشل في وعده للأميركي والأوروبي في إعطائه مهلة ستة أشهر لاسقاط الدولة والرئيس الأسد في سوريا بسبب تماسك الشعب ووعيه وتمسكه بدولة المؤسسات , وبعد أن شاهد بعينه الحرية التي سيحملها لهم الثوريين الجدد من قطع الرؤوس وبقر البطون من قبل داعش واخواتها.
انتقل بندر إلى الخطة البديلة وهي نقل المعركة إلى دول الجوار عسى ولعل يستطيع تخفيف الضغط عن الإرهابيين في سوريا وتعويضا عن الخسائر التي مني بها جيشه الإرهابي في سوريا وليثبت للروسي أنه قادر على قلب المعركة وأنه قادر على إجبار الجميع على القبول بما يريد فقام في البداية في الايعاز إلى أدواته في لبنان للعمل على تفجير الوضع ثم طلب من عملائه في لبنان بالعمل على التلويح بخيار الحكومة من لون واحد واستبعاد حلفاء سوريا من الحكومة وعلى راسهم حزب الله كي يختبر ردة فعل الحزب اذا حصل السناريو .
لكن الحزب حافظ على هدوئه المعتاد ولم يقم في أي تصريح من شأنه أن يكشف عما سيرد عليه في حال اتخذ الاخرون خطوة الالغاء هذه وأنا متاكد من أن الآخرون يعرفون انهم في المرة الماضية كما يقال بالعامية (نفدوا بريشهم) ولم يدخل الحزب الى السرايا وذلك حفاظا على شعرة معاوية, لكن الآن في حال حصل نفس الشئ فان الحزب لن يقف عند السرايا وإنما قد يتجاوزها إلى أماكن أخرى.
ثم بنفس الوقت الذي اشتعلت فيه الساحة اللبنانية اشتعلت روسيا من خلال عدة تفجيرات في فولغراد القريبة من سوتشي حيث ستجري الدورة الاولمبية الشتوية بعد حوالي الشهر..
اذا هل بدا بندر بن سلطان بتنفيذ تهديده للروسي من أنه قادر على حماية دورة الالعاب الشتوية من الأعمال الإرهابية وأنه كان يعي مايقول من أنه مسيطر على الإرهابيين في دول القوقاز الروسي ؟ وهل بندر قادر على أن يتحمل تكلفة هذه الخطوة ؟
لكن هل من المعقول أن يكون رجل المخابرات بامتياز بندر بن سلطان وكل الخبرة التي راكمها بارتكاب هذا الخطا الفادح حيث يثبت للروسي مدى ارتباطه بالجماعات الإرهابية التي تنفذ أعمال إرهابية خارج الحدود , أم أنه يحاول ان يلعب مع الدب الروسي لعبة الكبار حيث سيحاول أن يروض هذا الدب من خلال لي ذراعه عن طريق اقرانه من الارهابيين المنتشرين في كل مكان!
وهل يستطيع فعلا بندر بن سلطان أو بندر بوش أن يخرج من عباءة المخابرات المركزية الأميركية ومنظمة ايباك الصهونية التي على ما أظن يعرف جيدا بندر أنه في اليوم الذي سيخرج من هذه العباءة ستكون نهايته.
هل بدات الولايات المتحدة الأميريكية في الرد على هزيمتها أمام محور روسيا ايران سوريا كما ذكرنا في مقال سابق على الضربات التي تلقتها ابتداء من العراق ولبنان مرورا بافغانستان ومرورا بروسيا عن طريق إطلاق يد الجماعات الإرهابية المرتبطة عضويا بالسعودية والمخابرات المركزية الأميريكية وبندر بوش الذي كان الأب الشرعي لها من خلال اشرافه على خلق الجماعات الإرهابية ابتداء من القاعدة ومرورا باخواتها وانتهاء بداعش.
وهل سيبدأ بندر أيضا بترهيب الأوروبيين ومعاقبتهم على خزلانه بسوريا وعدم التدخل العسكري بتنفيذ نفس المخطط الذي يلعبه مع الروسي بتفجير هنا وتفجير هناك وتأكيدا لما نقول وصلتني أنباء مؤكدة ومن مصدر كبير في مكتب مكافحة الإرهاب يقول لي أنهم اطلقوا انذار وصل الى اللون الاحمر وهو ماقبل اللون الاورانج المعروف أنه آخر انذار , وأنهم أخذوا التهديديات التي التقطوها بمحمل الجد من خطر عمليات إرهابية في أوروبا .
لكن هل يمكن لرجل مخابرات مثل بندر بوش أن يقع في هذا الخطا الفادح ..؟ أم أن الولايات المتحدة الأميركية تريد التخلص منه من خلال توريطه والزج به في اتون المحمكمة الدولية مع عدم قناعتي بهذا السناريو لأنها قد تخاف من أن يقوم بكشف أسرارها.
إن بندر يعرف جيدا أن اليوم الذي يقرر فيه الخروج من عبائة المخابرات المركزية الأميريكية ومنظمة ايباك ستكون نهايته وسيكون آخر يوم له في الحياة لأنه كم هائل من الأسرار ولايمكن للولايات المتحدة الاميركية أن تتركه حرا طليقا .
اذا بعد هذا الهجوم المفاجئ من بندر وجماعته في العراق ولبنان وروسيا هل سنشاهد ردا قويا من هذا المحور وحلفاؤه في السعودية وتركيا ؟
هناك شيء من اثنين أو أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم في تحريك هؤلاء ومن يتبع في فلكهم لكي تحصل على مكاسب أكبر من خلال جنيف اثنين هذا إن عقد ردا على توقيع الاتفاق السوري الروسي بالتنقيب عن النفط والغاز السوري وهذا يثبت اكثر واكثر ان كل هذه الحرب العبثية في سوريا والمناطق هي حرب اقتصادية بكل معنى الكلمة كما ذكرنا في أكثر من مقال سابق, أم أن الاستدارة الأميريكية تحتاج أن تاخذ معها كما ذكر سابقا الكثير والكثير من الأشياء وهي في طور الاستدارة .
هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة …
علي غندور _ وكالة أنباء آسيا
عندما زار بندر بن سلطان روسيا في المرة الأولى وما رجح عن تسريبات على الرغم من عدم قناعتي أن بندر قادر على الحديث أمام بوتين بهذه الطريقة لكن سناخذ هذه التسريبات في عين الاعتبار مما دار في اللقاء, وأن بندر أخطر الروس أنه قادر على حماية روسيا من خطر الإرهابيين , وخاصة أن روسيا قادمة على حدث هام وهو دورة الالعاب الاولمبية الشتوية, والرد الروسي أن هذا الموضوع لايعننا لأننا نعرف كيف سنتعامل معهم عندما يعودون ولاتقلقوا علينا من هذه الناحية.
ومن ثم اللقاء الثاني ومارجح منه من تسريبات ومن غضب روسي مما حدث في أثناء اللقاء عاد بندر من اللقاء وبدأت أحداث أوكرانيا الحديقة الخلفية لروسيا والتي يمر منها ربع الغاز الأوروبي القادم من روسيا يعني في حال تم إقفال الحنفية الروسية تخيلوا ماذا سيحدث في أوروبا ومن سيعوض هذا الغاز!
هل قام بندر بوعد الأوروبيين بأنه في حال حدث شئ ستقوم السعودية ودول الخليج بتمويل النقص الذي سيحصل وبالتالي تم تحريك الأوروبيين في أوكرانيا وتحريض المعارضين الاتوبوريين الذين تدربوا على الثورات ومنهم من قام بما سمي انذاك بثورة الأورانج التي خرج بها الأوكرانيين للمطالبة بالحرية والديمقراطية يعني كما حصل في كل الدول العربية التي قامت بها الثورات الموعودة وشاهدنا كيف اختفى كل هؤلاء المدربون على القيام بها بعد الانتهاء من مهمتهم .
لكن على مايبدو أن القيصر الروسي استوعب اللعبة جيدا وقام في تحويل قرض ميسر للرئيس الأوكراني وقام في توقيع عدة اتفاقيات تعوض العجز التجاري وتسد الدعم الذي كانت ستحصل عليه من الدول الأوروبية.
وبعد أن فشل بندر في مخططه الذي وضعه لاخضاع الروس لمطالبه من أجل أن يحصل عما طرحه على الروس في سوريا لناحية تنحي الرئيس الأسد وعدم إعطاء أي دور له في المرحلة القادمة, لكن على مايبدو كما ذكرنا ان الروسي استوعب اللعبة جيدا وقام في افشالها وامعانا في الاخفاق قام الجيش السوري على الأرض في تحقيق انتصارات هامة استطاع فيها أن يثبت للجميع أنه قادر على الدخول الى أية منطقة يريدها هو وحلفاؤه من المقاومات التي تعمل على الأرض .
اذا فشلت خطة البندر الذي كان يظن نفسه قادراً على عمل المستحيل وقادر على عمل ما لم تستطع عمله أكثر من ٤٥ دولة تحالفت لاسقاط الدولة والرئيس الأسد في سوريا وفشل في وعده للأميركي والأوروبي في إعطائه مهلة ستة أشهر لاسقاط الدولة والرئيس الأسد في سوريا بسبب تماسك الشعب ووعيه وتمسكه بدولة المؤسسات , وبعد أن شاهد بعينه الحرية التي سيحملها لهم الثوريين الجدد من قطع الرؤوس وبقر البطون من قبل داعش واخواتها.
انتقل بندر إلى الخطة البديلة وهي نقل المعركة إلى دول الجوار عسى ولعل يستطيع تخفيف الضغط عن الإرهابيين في سوريا وتعويضا عن الخسائر التي مني بها جيشه الإرهابي في سوريا وليثبت للروسي أنه قادر على قلب المعركة وأنه قادر على إجبار الجميع على القبول بما يريد فقام في البداية في الايعاز إلى أدواته في لبنان للعمل على تفجير الوضع ثم طلب من عملائه في لبنان بالعمل على التلويح بخيار الحكومة من لون واحد واستبعاد حلفاء سوريا من الحكومة وعلى راسهم حزب الله كي يختبر ردة فعل الحزب اذا حصل السناريو .
لكن الحزب حافظ على هدوئه المعتاد ولم يقم في أي تصريح من شأنه أن يكشف عما سيرد عليه في حال اتخذ الاخرون خطوة الالغاء هذه وأنا متاكد من أن الآخرون يعرفون انهم في المرة الماضية كما يقال بالعامية (نفدوا بريشهم) ولم يدخل الحزب الى السرايا وذلك حفاظا على شعرة معاوية, لكن الآن في حال حصل نفس الشئ فان الحزب لن يقف عند السرايا وإنما قد يتجاوزها إلى أماكن أخرى.
ثم بنفس الوقت الذي اشتعلت فيه الساحة اللبنانية اشتعلت روسيا من خلال عدة تفجيرات في فولغراد القريبة من سوتشي حيث ستجري الدورة الاولمبية الشتوية بعد حوالي الشهر..
اذا هل بدا بندر بن سلطان بتنفيذ تهديده للروسي من أنه قادر على حماية دورة الالعاب الشتوية من الأعمال الإرهابية وأنه كان يعي مايقول من أنه مسيطر على الإرهابيين في دول القوقاز الروسي ؟ وهل بندر قادر على أن يتحمل تكلفة هذه الخطوة ؟
لكن هل من المعقول أن يكون رجل المخابرات بامتياز بندر بن سلطان وكل الخبرة التي راكمها بارتكاب هذا الخطا الفادح حيث يثبت للروسي مدى ارتباطه بالجماعات الإرهابية التي تنفذ أعمال إرهابية خارج الحدود , أم أنه يحاول ان يلعب مع الدب الروسي لعبة الكبار حيث سيحاول أن يروض هذا الدب من خلال لي ذراعه عن طريق اقرانه من الارهابيين المنتشرين في كل مكان!
وهل يستطيع فعلا بندر بن سلطان أو بندر بوش أن يخرج من عباءة المخابرات المركزية الأميركية ومنظمة ايباك الصهونية التي على ما أظن يعرف جيدا بندر أنه في اليوم الذي سيخرج من هذه العباءة ستكون نهايته.
هل بدات الولايات المتحدة الأميريكية في الرد على هزيمتها أمام محور روسيا ايران سوريا كما ذكرنا في مقال سابق على الضربات التي تلقتها ابتداء من العراق ولبنان مرورا بافغانستان ومرورا بروسيا عن طريق إطلاق يد الجماعات الإرهابية المرتبطة عضويا بالسعودية والمخابرات المركزية الأميريكية وبندر بوش الذي كان الأب الشرعي لها من خلال اشرافه على خلق الجماعات الإرهابية ابتداء من القاعدة ومرورا باخواتها وانتهاء بداعش.
وهل سيبدأ بندر أيضا بترهيب الأوروبيين ومعاقبتهم على خزلانه بسوريا وعدم التدخل العسكري بتنفيذ نفس المخطط الذي يلعبه مع الروسي بتفجير هنا وتفجير هناك وتأكيدا لما نقول وصلتني أنباء مؤكدة ومن مصدر كبير في مكتب مكافحة الإرهاب يقول لي أنهم اطلقوا انذار وصل الى اللون الاحمر وهو ماقبل اللون الاورانج المعروف أنه آخر انذار , وأنهم أخذوا التهديديات التي التقطوها بمحمل الجد من خطر عمليات إرهابية في أوروبا .
لكن هل يمكن لرجل مخابرات مثل بندر بوش أن يقع في هذا الخطا الفادح ..؟ أم أن الولايات المتحدة الأميركية تريد التخلص منه من خلال توريطه والزج به في اتون المحمكمة الدولية مع عدم قناعتي بهذا السناريو لأنها قد تخاف من أن يقوم بكشف أسرارها.
إن بندر يعرف جيدا أن اليوم الذي يقرر فيه الخروج من عبائة المخابرات المركزية الأميريكية ومنظمة ايباك ستكون نهايته وسيكون آخر يوم له في الحياة لأنه كم هائل من الأسرار ولايمكن للولايات المتحدة الاميركية أن تتركه حرا طليقا .
اذا بعد هذا الهجوم المفاجئ من بندر وجماعته في العراق ولبنان وروسيا هل سنشاهد ردا قويا من هذا المحور وحلفاؤه في السعودية وتركيا ؟
هناك شيء من اثنين أو أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم في تحريك هؤلاء ومن يتبع في فلكهم لكي تحصل على مكاسب أكبر من خلال جنيف اثنين هذا إن عقد ردا على توقيع الاتفاق السوري الروسي بالتنقيب عن النفط والغاز السوري وهذا يثبت اكثر واكثر ان كل هذه الحرب العبثية في سوريا والمناطق هي حرب اقتصادية بكل معنى الكلمة كما ذكرنا في أكثر من مقال سابق, أم أن الاستدارة الأميريكية تحتاج أن تاخذ معها كما ذكر سابقا الكثير والكثير من الأشياء وهي في طور الاستدارة .
هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة …
علي غندور _ وكالة أنباء آسيا
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32999
نقاط : 68136
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: هل بدأت السعودية بنقل المعركة خارج سوريا ؟
الهبة السعودية.. أحد عناوين تسوية آتية
سيقال الكثير سلباً وإيجاباً عن الهبة العسكرية السعودية الضخمة للجيش اللبناني من الآن وحتى البدء بتسييلها سلاحاً فرنسياً متطوراً في مختلف المجالات الدفاعية والهجومية، لكن ستبقى هناك حقيقة ساطعة، وهي أن أي فريق لا يمكنه رفضها أو الإعتراض عليها، لأن أي عاقل لا يمكنه رفض تسليح المؤسسة العسكرية اللبنانية، أو التشكيك بدورها كضامن للسلم الأهلي.
طرحت الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني، كثيراً من التساؤلات حول أبعادها وخلفياتها وتوقيتها، وحول ما اذا كانت تتصل بمستقبل الوضع في المنطقة عموماً، وفي لبنان وسوريا خصوصاً.
فهذه الهبة جاءت في ظل الحديث عن تأليف حكومة “أمر واقع”، وبعد اعتقال زعيم كتائب عبدالله عزام التابعة لتنظيم “القاعدة” ماجد الماجد، إذ تشير معلومات الى أن الماجد اعتقل قبل نحو عشرة أيام ولم يعلن عنه إلّا يوم عيد رأس السنة، كذلك جاءت هذه الهبة في ظل تصاعد المواجهات العسكرية بين النظام السوري والمعارضة، وانفجار الوضع بين الجيش العراقي وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في محافظة الأنبار إثر حملة هذه الجيش ضد خلايا “داعش” و “القاعدة” في المنطقة الحدودية السورية ـ العراقية، وقبل كل ذلك جاءت هذه الهبة في ظل استمرار التحضير لمؤتمر جنيف ـ 2 في الأروقة الإقليمية والدولية والذي قد يشكل انعقاده منطلقاً لحل كل الأزمات الإقليمية وليس للأزمة السورية فقط.
واذ يسأل بعض المراقبين هل إن هذه الهبة السعودية هي مقدمة لتسوية شاملة في المنطقة سيكون لبنان ضمنها؟ أم أنها محاولة لـ”القبض” على السياسة اللبنانية، حسب الذين يسيؤون الظن بها؟ فإن المعطيات تشير الى أنّ هذه الهبة السعودية هي عنوان من عناوين تسوية آتية للأزمة اللبنانية خصوصاً ولأزمات المنطقة عموماً لأن تسليح الجيش اللبناني بموجب هذا المبلغ الضخم يفرض حمايته وتحصينه بوفاق سياسي داخلي يعزز دور المؤسسة العسكرية في حماية الأمن والإستقرار، وقبل كل ذلك حماية الوفاق الوطني الآتي من رحم التسوية الآتية.
كذلك فإن هذه الهبة السعودية، وبغض النظر عن تشكيك البعض أو تخوفهم منها، ليست معزولة عن التوافق الأميركي ـ الروسي على تسوية الأزمات الإقليمية ولا سيما منها الأزمة السورية وما تتركه من انعكاسات وتداعيات على دول الجوار السوري، وفي مقدمها لبنان.
ويقول هؤلاء المراقبون إنه بغضّ النظر عن إساءة البعض الظنّ بالهبة السعودية، فإنه لا يمكن لأيّ عاقل أن يرفض هذه الهبة لأن الجيش اللبناني هو عماد الدولة وأن تسليحه عدة وعتاداً ينبغي ان يكون دائماً على رأس الأولويات لدى الجميع، وان هذا الدعم السعودي ينبغي ان يشكل باباً لدعم آخر للجيش من دول عربية واقليمية وغربية، بل ينبغي ان يكون فاتحة لقبول أي دعم من أي دولة كانت، خصوصاً اذا كان الهدف تحصين لبنان دفاعياً لمواجهة الإعتداءات والمطامع الإسرائيلية، ولا سيما في مجالي الطيران والمدرعات، وذلك بعد ضياع، أو تضييع، فرص كثيرة لتسليح الجيش توافرت في خلال سنوات خلت، والجميع يذكر المساعدة الروسية وكذلك الإماراتية التي لم تقتنص لأسباب معلومة ومجهولة كثيرة، فضلاً عن العروض الإيرانية وغيرها، علماً ان الجيش كان تلقّى دعماً سورياً في حقبات سابقة.
ولذلك يرى المراقبون ان على الجميع التعامل بحسن نية مع الهبة السعودية التي هي أولاً وأخيراً دعم للدولة ممثلة بالمؤسسة العسكرية التي تشكل عماداً اساسياً لها، كذلك ينبغي انتهاز هذه الهبة لتمكين لبنان من الإنفتاح على كل مَن يدعمه.
ولكن السؤال الذي يطرحه المراقبون هو: هل ان اسرائيل التي عطلت سابقاً صفقات أسلحة كثيرة أريد منها تسليح الجيش، خصوصاً بالأسلحة المضادة للطائرات، ستسمح لفرنسا تزويد لبنان من خلال الهبة السعودية، بأسلحة من هذا النوع وغيرها؟
المراقبون انفسهم يقولون ان هذه الهبة السعودية تفرض وجود حكومة دستورية لقبولها، وان المعنيين يدركون هذا الأمر، ولذلك فإن كثيرين يتوسمون من هذه الهبة أن تشكل، في مكان ما، حافزاً للأفرقاء السياسيين للإتفاق على الحكومة الجديدة التي طال انتظارها، وفي هذه الحال تكون الهبة السعودية جزءاً من حل للأزمة اللبنانية لا تعقيداً أو تصعيداً لها في نظر الذين ارتابوا منها أو وضعوها في خانة استهداف هذا الفريق أو ذاك مستقبلاً.
الجمهورية
سيقال الكثير سلباً وإيجاباً عن الهبة العسكرية السعودية الضخمة للجيش اللبناني من الآن وحتى البدء بتسييلها سلاحاً فرنسياً متطوراً في مختلف المجالات الدفاعية والهجومية، لكن ستبقى هناك حقيقة ساطعة، وهي أن أي فريق لا يمكنه رفضها أو الإعتراض عليها، لأن أي عاقل لا يمكنه رفض تسليح المؤسسة العسكرية اللبنانية، أو التشكيك بدورها كضامن للسلم الأهلي.
طرحت الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني، كثيراً من التساؤلات حول أبعادها وخلفياتها وتوقيتها، وحول ما اذا كانت تتصل بمستقبل الوضع في المنطقة عموماً، وفي لبنان وسوريا خصوصاً.
فهذه الهبة جاءت في ظل الحديث عن تأليف حكومة “أمر واقع”، وبعد اعتقال زعيم كتائب عبدالله عزام التابعة لتنظيم “القاعدة” ماجد الماجد، إذ تشير معلومات الى أن الماجد اعتقل قبل نحو عشرة أيام ولم يعلن عنه إلّا يوم عيد رأس السنة، كذلك جاءت هذه الهبة في ظل تصاعد المواجهات العسكرية بين النظام السوري والمعارضة، وانفجار الوضع بين الجيش العراقي وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في محافظة الأنبار إثر حملة هذه الجيش ضد خلايا “داعش” و “القاعدة” في المنطقة الحدودية السورية ـ العراقية، وقبل كل ذلك جاءت هذه الهبة في ظل استمرار التحضير لمؤتمر جنيف ـ 2 في الأروقة الإقليمية والدولية والذي قد يشكل انعقاده منطلقاً لحل كل الأزمات الإقليمية وليس للأزمة السورية فقط.
واذ يسأل بعض المراقبين هل إن هذه الهبة السعودية هي مقدمة لتسوية شاملة في المنطقة سيكون لبنان ضمنها؟ أم أنها محاولة لـ”القبض” على السياسة اللبنانية، حسب الذين يسيؤون الظن بها؟ فإن المعطيات تشير الى أنّ هذه الهبة السعودية هي عنوان من عناوين تسوية آتية للأزمة اللبنانية خصوصاً ولأزمات المنطقة عموماً لأن تسليح الجيش اللبناني بموجب هذا المبلغ الضخم يفرض حمايته وتحصينه بوفاق سياسي داخلي يعزز دور المؤسسة العسكرية في حماية الأمن والإستقرار، وقبل كل ذلك حماية الوفاق الوطني الآتي من رحم التسوية الآتية.
كذلك فإن هذه الهبة السعودية، وبغض النظر عن تشكيك البعض أو تخوفهم منها، ليست معزولة عن التوافق الأميركي ـ الروسي على تسوية الأزمات الإقليمية ولا سيما منها الأزمة السورية وما تتركه من انعكاسات وتداعيات على دول الجوار السوري، وفي مقدمها لبنان.
ويقول هؤلاء المراقبون إنه بغضّ النظر عن إساءة البعض الظنّ بالهبة السعودية، فإنه لا يمكن لأيّ عاقل أن يرفض هذه الهبة لأن الجيش اللبناني هو عماد الدولة وأن تسليحه عدة وعتاداً ينبغي ان يكون دائماً على رأس الأولويات لدى الجميع، وان هذا الدعم السعودي ينبغي ان يشكل باباً لدعم آخر للجيش من دول عربية واقليمية وغربية، بل ينبغي ان يكون فاتحة لقبول أي دعم من أي دولة كانت، خصوصاً اذا كان الهدف تحصين لبنان دفاعياً لمواجهة الإعتداءات والمطامع الإسرائيلية، ولا سيما في مجالي الطيران والمدرعات، وذلك بعد ضياع، أو تضييع، فرص كثيرة لتسليح الجيش توافرت في خلال سنوات خلت، والجميع يذكر المساعدة الروسية وكذلك الإماراتية التي لم تقتنص لأسباب معلومة ومجهولة كثيرة، فضلاً عن العروض الإيرانية وغيرها، علماً ان الجيش كان تلقّى دعماً سورياً في حقبات سابقة.
ولذلك يرى المراقبون ان على الجميع التعامل بحسن نية مع الهبة السعودية التي هي أولاً وأخيراً دعم للدولة ممثلة بالمؤسسة العسكرية التي تشكل عماداً اساسياً لها، كذلك ينبغي انتهاز هذه الهبة لتمكين لبنان من الإنفتاح على كل مَن يدعمه.
ولكن السؤال الذي يطرحه المراقبون هو: هل ان اسرائيل التي عطلت سابقاً صفقات أسلحة كثيرة أريد منها تسليح الجيش، خصوصاً بالأسلحة المضادة للطائرات، ستسمح لفرنسا تزويد لبنان من خلال الهبة السعودية، بأسلحة من هذا النوع وغيرها؟
المراقبون انفسهم يقولون ان هذه الهبة السعودية تفرض وجود حكومة دستورية لقبولها، وان المعنيين يدركون هذا الأمر، ولذلك فإن كثيرين يتوسمون من هذه الهبة أن تشكل، في مكان ما، حافزاً للأفرقاء السياسيين للإتفاق على الحكومة الجديدة التي طال انتظارها، وفي هذه الحال تكون الهبة السعودية جزءاً من حل للأزمة اللبنانية لا تعقيداً أو تصعيداً لها في نظر الذين ارتابوا منها أو وضعوها في خانة استهداف هذا الفريق أو ذاك مستقبلاً.
الجمهورية
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32999
نقاط : 68136
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: هل بدأت السعودية بنقل المعركة خارج سوريا ؟
خسرت واشنطن فهل تخسر الأمّة؟ السعودية صانعة الخـصومات
فؤاد إبراهيم
رهنت السعودية مجمل نشاطاتها الدبلوماسية والاستخبارية والاعلامية والمالية على مدى عامين بمشروع إسقاط النظام في سوريا… وربطاً بهذا المشروع، دخلت في خصومات مع كل من يعارض أو ينأى بنفسه عنه. وكانت القطيعة المصحوبة غالباً بأعمال عدائية وحدها الرد على القريب والبعيد ممن لا يعتنقون المقاربة ذاتها في الأزمة السورية…
أكثر من ذلك، انفردت السعودية بقرار الحرب والسلم في جبهة المعارضة السورية بكل تشكيلاتها، الى حد طمس التنوع السياسي والايديولوجي داخل أطياف المعارضة، ولم يعد هناك سوى لون واحد يرتبط بها مباشرة (أيديولوجياً ومالياً واستخبارياً)، أو بصورة غير مباشرة (أيديولوجياً في الحد الأدنى)…
وفي عملية تعبئة شاملة لقدراتها المالية على حساب قضايا محلية مستعجلة (الفقر، البطالة، الخدمات العامة… إلخ)، كانت على استعداد لرصد مليارات الدولارات إرضاءً لأحقاد شخصية مع النظام السوري، بعضها يتعلَّق بتهمة ضلوع الأخير في قضية اغتيال الحريري، الأب، وأخرى لعلاقته مع إيران، وثالثة لدعمه حزب الله… في نهاية المطاف، اختطف النظام السعودي إرادة المعارضة السورية، ورسم خارطة طريق تنتهي الى خيار الحرب دون سواه، حتى وإن أدّى الأمر الى قتل ثلث الشعب وهدم سوريا على رؤوس بقية الثلثين.
قائمة الاعداء فتحت منذ عامين، وراحت العائلة المالكة تجنح الى صناعة الأعداء، وباتت بمثابة صندوق باندورا في إطلاق الشرور تلبية لهدف النيل من رأس النظام السوري.
تغيّر العالم من حولها، وانقلبت موازين القوى على الأرض، وتخلّت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عن خيار الحرب، تفادياً لمصير كارثي قد تؤول اليه المنطقة في حال وقعت الواقعة العسكرية الشاملة، ولكن في الرياض ثمة من يفكر وفق منهج الثأر والانتقام دون حساب لاحتمالات الخسارة…
وإذا كان ثمة ما يدعو إلى الارتياب والتريّث في الشهور الثلاثة الماضية حيال ما ينبغي فعله في الملف السوري، فقد بات المشهد شديد الوضوح بعد الاتفاق الايراني ــ الدولي في جنيف، والمؤسس على تفاهم روسي ــ أميركي. في النتائج، فشل مشروع إسقاط النظام في سوريا، ولم يعد الميدان مكاناً لتغيير الواقع السياسي.
نعم، سعت السعودية بالتعاون مع حلفائها (الأردن وإسرائيل على وجه التحديد) نحو تنفيذ الخطط المرسومة من قبل قادة عسكريين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين استعداداً لحرب عسكرية متدحرجة تفضي تدريجاً الى شل القدرات العسكرية لدى النظام السوري وتنتهي بسقوطه.
فشلت المحاولة الاخيرة لإسقاط النظام في سوريا، ولا تزال السعودية غارقة في خصوماتها. وسقطت مبررات العداوة مع دول المنطقة، من لبنان الى إيران، ومن اليمن الى السودان، ومن تونس الى الجزائر، ومن قطر الى تركيا، وتصرّ السعودية على أن الوقت لا يزال متاحاً لجهة تحقيق ما خطّطت له.
الثورة المضادة التي قادتها السعودية أحالت ربيع العرب الى فوضى، وعلى وقع الانخراط الكثيف في الأزمة السورية تمزّقت الروابط بين الكيانات القائمة، وباتت مساحة انتشار الاضطرابات السياسية والأمنية مرشّحة للاتساع، فيما يجري الحديث عن سايكس بيكو جديد، على غرار ما تحدّثت عنه روبن رايت في مقالة لها في (نيويورك تايمز) في 28 أيلول الماضي.
السؤال الى أين تريد السعودية أن تمضي وقد وصلت الى حائط مسدود؟ فقد جلبت لنفسها خصومات بالجملة، فهل تريد مواصلة السير في سياسة الخصومة والقطيعة والحرب ضد الدول العربية كافة الى حدّ لم يبق لها من صديق حقيقي. بل الأخطر من ذلك، ماذا لو توافقت مجموعة قوى دولية وإقليمية على إعادة رسم خرائط المنطقة، فبمن تلوذ، وإلى من تلجأ، وقد صنعت قائمة أعداء، وليسوا أعداءً عاديين؛ فالدول التي تخاصمها السعودية هي مؤثرة في المعادلات الجيوسياسية في المنطقة، ولا يمكن تجاوز أدوارها، ولا خيار أمام الرياض إن أرادت إعداد خطة انسحابها من الأزمة السورية، أو فك عزلتها الاقليمية، ووقف مسيرة الخصومة مع الدولة العربية والاسلامية، إلا أن تلجأ إلى هذه الدول، التي هي ذاتها على استعداد لمنحها الفرصة الكافية من أجل خروج مشرّف من كل الازمات التي وضعت نفسها فيها.
وتيرة التحوّلات الجيوسياسية والاقتصادية سريعة، وليست هناك وفرة من الفرص أمام السعودية لانتقاء الحلول التي تريد، أو صنع معادلات كما تشاء أو حتى تحلم، فما يتغير على الأرض وفي العالم كبير جداً.
خطر التقسيم وتفكك الكيانات القائمة لم يعد تهويلاً، فهناك متغيرات ميدانية واستراتيجية توفّر بيئة خصبة لإعادة رسم الخرائط، وإن المزاج العام في الشرق الأوسط ليس متنافراً مع مشاريع كهذه، بسبب عودة الاستبداديات للهيمنة على الدول، والانقسام العميق والاستقطاب الحاد بين الدول، ما يجعل السعودية ببنيتها الهشة، والأخطار الأمنية المحدقة بها، مرشحة دائمة لأن تكون في قلب عاصفة التفكك.
قدرة السعودية على العيش في بيئة متخاصمة معها سوف تكون محدودة، لأن قدر الدول والمجتمعات هو التعايش والانفتاح. والاندكاك المطلق في خيارات هلاكية مثل التي تعتمدها الآن في علاقاتها مع الدول القريبة والبعيدة على قاعدة من هم معها ومن هم ضدها في المسألة السورية لا يصدر عن رؤية استراتيجية بعيدة المدى؛ فقد باتت السياسة الخارجية السعودية مسكونة بكل ما هو لحظوي، وقصير الأجل، وسريع الأثر، بخلاف ما كانت عليه في سنوات سابقة حيث كان التريّث، والمواربة، والعمل الهادئ والمحسوب بدقة ثوابت في نشاطها الدبلوماسي وعلاقاتها الخارجية…
الإحساس المتضخم بالقوة قد يدفع بعض الأمراء من أمثال بندر بن سلطان وسعود الفيصل وتركي الفيصل الى مغامرات قاتلة، بناءً على تقديرات خاطئة للقوة الذاتية. وهناك من الأمراء من لا يزال يتصرف على أن المال كفيل بتوفير الحماية، رغم أن هذه المعادلة لم تعد قائمة، وقد أبلغ الأميركيون شركاءهم السعوديين في أكثر من مناسبة قريبة أن عليهم تدبّر أمورهم بأنفسهم، وأنهم ليسوا على استعداد لخوض معارك النيابة لمجرد أن السعودية لديها خصومات مع جيرانها.
لا يزال الأميركيون يتذكّرون ما فعل الملك فيصل في الستينيات من القرن الماضي حين أقحمهم في مواجهة مفتوحة مع جمال عبد الناصر، واعتبروا ذلك خطأً فادحاً لأنهم تحوّلوا الى شريك في حرب لا تعنيهم، ولا مصلحة لهم في نشوبها، لمجرد أن آل سعود يمقتون الحركات القومية العربية، مع أن هذه الحركات لم تكن شريرة، بل كان ينظر الأميركيون الى هدفها المركزي، أي إقامة نظام عربي متماسك، على أنه لمصلحة الولايات المتحدة. فعل الملك فهد (1982ــ2005) الأمر ذاته حين طالب بحضور عسكري أميركي دائم في المنطقة لحماية العرش السعودي. ولكنّ المسؤولين الأميركيين تنبّهوا الى ما يضمره الملك فهد حين اعتقد بأن «وجودنا ومصالحنا في المنطقة منوطة بإرادته ووجوده»، بحسب مذكرة مشتركة صادرة من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ووزارة الخارجية الأميركية ورفعت الى بيل كلنتون في بداية عهده في يناير 1993. كشفت التبدّلات السريعة في المواقف الأميركية أخيراً، والتي ظهرت دفعة واحدة بعد التسوية الكيميائية السورية بين الروس والأميركان، عن أن ثمة إدراكاً تاماً وشاملاً لدى الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض لما يخطط له الملوك السعوديون، لخصتها المذكّرة المشار إليها أعلاه بعبارات واضحة: «القيام بتدابير ابتزازية واضحة مشفوعة بتهديدات لعرقلة مصالحنا في المنطقة».
تنبئ المواقف الأميركية الجديدة بتحوّل جوهري في علاقات واشنطن مع شركائها في المنطقة، وعلى رأسها السعودية وإسرائيل. وفي ظل الانشعاب العظيم في البنية الجيوسياسية لمنطقة المشرق العربي، نكون أمام انزياحات خطيرة في مراكز الجاذبية السياسية والاستراتيجية في المرحلة المقبلة، في ظل أحاديث عن نقل أثقال عسكرية واقتصادية لقوى كبرى من الخليج الى الشرق الأقصى. وفي حال صدقت أحجام النفط الصخري في الولايات المتحدة، وتحرّرها تدريجاً من أعباء الشراكة الاستراتيجية في المنطقة، نكون في ظل التمزقات الحالية في علاقات السعودية بجيرانها أمام خطر التفكك بفعل فاعل أو كنتيجة لسياسات قاتلة.
* باحث وناشط سياسي سعودي
الاخبار
فؤاد إبراهيم
رهنت السعودية مجمل نشاطاتها الدبلوماسية والاستخبارية والاعلامية والمالية على مدى عامين بمشروع إسقاط النظام في سوريا… وربطاً بهذا المشروع، دخلت في خصومات مع كل من يعارض أو ينأى بنفسه عنه. وكانت القطيعة المصحوبة غالباً بأعمال عدائية وحدها الرد على القريب والبعيد ممن لا يعتنقون المقاربة ذاتها في الأزمة السورية…
أكثر من ذلك، انفردت السعودية بقرار الحرب والسلم في جبهة المعارضة السورية بكل تشكيلاتها، الى حد طمس التنوع السياسي والايديولوجي داخل أطياف المعارضة، ولم يعد هناك سوى لون واحد يرتبط بها مباشرة (أيديولوجياً ومالياً واستخبارياً)، أو بصورة غير مباشرة (أيديولوجياً في الحد الأدنى)…
وفي عملية تعبئة شاملة لقدراتها المالية على حساب قضايا محلية مستعجلة (الفقر، البطالة، الخدمات العامة… إلخ)، كانت على استعداد لرصد مليارات الدولارات إرضاءً لأحقاد شخصية مع النظام السوري، بعضها يتعلَّق بتهمة ضلوع الأخير في قضية اغتيال الحريري، الأب، وأخرى لعلاقته مع إيران، وثالثة لدعمه حزب الله… في نهاية المطاف، اختطف النظام السعودي إرادة المعارضة السورية، ورسم خارطة طريق تنتهي الى خيار الحرب دون سواه، حتى وإن أدّى الأمر الى قتل ثلث الشعب وهدم سوريا على رؤوس بقية الثلثين.
قائمة الاعداء فتحت منذ عامين، وراحت العائلة المالكة تجنح الى صناعة الأعداء، وباتت بمثابة صندوق باندورا في إطلاق الشرور تلبية لهدف النيل من رأس النظام السوري.
تغيّر العالم من حولها، وانقلبت موازين القوى على الأرض، وتخلّت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عن خيار الحرب، تفادياً لمصير كارثي قد تؤول اليه المنطقة في حال وقعت الواقعة العسكرية الشاملة، ولكن في الرياض ثمة من يفكر وفق منهج الثأر والانتقام دون حساب لاحتمالات الخسارة…
وإذا كان ثمة ما يدعو إلى الارتياب والتريّث في الشهور الثلاثة الماضية حيال ما ينبغي فعله في الملف السوري، فقد بات المشهد شديد الوضوح بعد الاتفاق الايراني ــ الدولي في جنيف، والمؤسس على تفاهم روسي ــ أميركي. في النتائج، فشل مشروع إسقاط النظام في سوريا، ولم يعد الميدان مكاناً لتغيير الواقع السياسي.
نعم، سعت السعودية بالتعاون مع حلفائها (الأردن وإسرائيل على وجه التحديد) نحو تنفيذ الخطط المرسومة من قبل قادة عسكريين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين استعداداً لحرب عسكرية متدحرجة تفضي تدريجاً الى شل القدرات العسكرية لدى النظام السوري وتنتهي بسقوطه.
فشلت المحاولة الاخيرة لإسقاط النظام في سوريا، ولا تزال السعودية غارقة في خصوماتها. وسقطت مبررات العداوة مع دول المنطقة، من لبنان الى إيران، ومن اليمن الى السودان، ومن تونس الى الجزائر، ومن قطر الى تركيا، وتصرّ السعودية على أن الوقت لا يزال متاحاً لجهة تحقيق ما خطّطت له.
الثورة المضادة التي قادتها السعودية أحالت ربيع العرب الى فوضى، وعلى وقع الانخراط الكثيف في الأزمة السورية تمزّقت الروابط بين الكيانات القائمة، وباتت مساحة انتشار الاضطرابات السياسية والأمنية مرشّحة للاتساع، فيما يجري الحديث عن سايكس بيكو جديد، على غرار ما تحدّثت عنه روبن رايت في مقالة لها في (نيويورك تايمز) في 28 أيلول الماضي.
السؤال الى أين تريد السعودية أن تمضي وقد وصلت الى حائط مسدود؟ فقد جلبت لنفسها خصومات بالجملة، فهل تريد مواصلة السير في سياسة الخصومة والقطيعة والحرب ضد الدول العربية كافة الى حدّ لم يبق لها من صديق حقيقي. بل الأخطر من ذلك، ماذا لو توافقت مجموعة قوى دولية وإقليمية على إعادة رسم خرائط المنطقة، فبمن تلوذ، وإلى من تلجأ، وقد صنعت قائمة أعداء، وليسوا أعداءً عاديين؛ فالدول التي تخاصمها السعودية هي مؤثرة في المعادلات الجيوسياسية في المنطقة، ولا يمكن تجاوز أدوارها، ولا خيار أمام الرياض إن أرادت إعداد خطة انسحابها من الأزمة السورية، أو فك عزلتها الاقليمية، ووقف مسيرة الخصومة مع الدولة العربية والاسلامية، إلا أن تلجأ إلى هذه الدول، التي هي ذاتها على استعداد لمنحها الفرصة الكافية من أجل خروج مشرّف من كل الازمات التي وضعت نفسها فيها.
وتيرة التحوّلات الجيوسياسية والاقتصادية سريعة، وليست هناك وفرة من الفرص أمام السعودية لانتقاء الحلول التي تريد، أو صنع معادلات كما تشاء أو حتى تحلم، فما يتغير على الأرض وفي العالم كبير جداً.
خطر التقسيم وتفكك الكيانات القائمة لم يعد تهويلاً، فهناك متغيرات ميدانية واستراتيجية توفّر بيئة خصبة لإعادة رسم الخرائط، وإن المزاج العام في الشرق الأوسط ليس متنافراً مع مشاريع كهذه، بسبب عودة الاستبداديات للهيمنة على الدول، والانقسام العميق والاستقطاب الحاد بين الدول، ما يجعل السعودية ببنيتها الهشة، والأخطار الأمنية المحدقة بها، مرشحة دائمة لأن تكون في قلب عاصفة التفكك.
قدرة السعودية على العيش في بيئة متخاصمة معها سوف تكون محدودة، لأن قدر الدول والمجتمعات هو التعايش والانفتاح. والاندكاك المطلق في خيارات هلاكية مثل التي تعتمدها الآن في علاقاتها مع الدول القريبة والبعيدة على قاعدة من هم معها ومن هم ضدها في المسألة السورية لا يصدر عن رؤية استراتيجية بعيدة المدى؛ فقد باتت السياسة الخارجية السعودية مسكونة بكل ما هو لحظوي، وقصير الأجل، وسريع الأثر، بخلاف ما كانت عليه في سنوات سابقة حيث كان التريّث، والمواربة، والعمل الهادئ والمحسوب بدقة ثوابت في نشاطها الدبلوماسي وعلاقاتها الخارجية…
الإحساس المتضخم بالقوة قد يدفع بعض الأمراء من أمثال بندر بن سلطان وسعود الفيصل وتركي الفيصل الى مغامرات قاتلة، بناءً على تقديرات خاطئة للقوة الذاتية. وهناك من الأمراء من لا يزال يتصرف على أن المال كفيل بتوفير الحماية، رغم أن هذه المعادلة لم تعد قائمة، وقد أبلغ الأميركيون شركاءهم السعوديين في أكثر من مناسبة قريبة أن عليهم تدبّر أمورهم بأنفسهم، وأنهم ليسوا على استعداد لخوض معارك النيابة لمجرد أن السعودية لديها خصومات مع جيرانها.
لا يزال الأميركيون يتذكّرون ما فعل الملك فيصل في الستينيات من القرن الماضي حين أقحمهم في مواجهة مفتوحة مع جمال عبد الناصر، واعتبروا ذلك خطأً فادحاً لأنهم تحوّلوا الى شريك في حرب لا تعنيهم، ولا مصلحة لهم في نشوبها، لمجرد أن آل سعود يمقتون الحركات القومية العربية، مع أن هذه الحركات لم تكن شريرة، بل كان ينظر الأميركيون الى هدفها المركزي، أي إقامة نظام عربي متماسك، على أنه لمصلحة الولايات المتحدة. فعل الملك فهد (1982ــ2005) الأمر ذاته حين طالب بحضور عسكري أميركي دائم في المنطقة لحماية العرش السعودي. ولكنّ المسؤولين الأميركيين تنبّهوا الى ما يضمره الملك فهد حين اعتقد بأن «وجودنا ومصالحنا في المنطقة منوطة بإرادته ووجوده»، بحسب مذكرة مشتركة صادرة من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ووزارة الخارجية الأميركية ورفعت الى بيل كلنتون في بداية عهده في يناير 1993. كشفت التبدّلات السريعة في المواقف الأميركية أخيراً، والتي ظهرت دفعة واحدة بعد التسوية الكيميائية السورية بين الروس والأميركان، عن أن ثمة إدراكاً تاماً وشاملاً لدى الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض لما يخطط له الملوك السعوديون، لخصتها المذكّرة المشار إليها أعلاه بعبارات واضحة: «القيام بتدابير ابتزازية واضحة مشفوعة بتهديدات لعرقلة مصالحنا في المنطقة».
تنبئ المواقف الأميركية الجديدة بتحوّل جوهري في علاقات واشنطن مع شركائها في المنطقة، وعلى رأسها السعودية وإسرائيل. وفي ظل الانشعاب العظيم في البنية الجيوسياسية لمنطقة المشرق العربي، نكون أمام انزياحات خطيرة في مراكز الجاذبية السياسية والاستراتيجية في المرحلة المقبلة، في ظل أحاديث عن نقل أثقال عسكرية واقتصادية لقوى كبرى من الخليج الى الشرق الأقصى. وفي حال صدقت أحجام النفط الصخري في الولايات المتحدة، وتحرّرها تدريجاً من أعباء الشراكة الاستراتيجية في المنطقة، نكون في ظل التمزقات الحالية في علاقات السعودية بجيرانها أمام خطر التفكك بفعل فاعل أو كنتيجة لسياسات قاتلة.
* باحث وناشط سياسي سعودي
الاخبار
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32999
نقاط : 68136
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» الأسد: أعلنّا أنّ المعركة في سوريا طويلة منذ البداية
» تنظيم “داعش” يهدد سكان قرى تركية حدودية لعدم تعاونهم بنقل السلاح إلى سوريا
» المعركة في سوريا… يا غالب يا مغلوب
» مقتل أمريكيين في إطلاق نار عليهما في الرياض.. هل بدأت داعش تضرب في السعودية ؟
» السعودية: معاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمي لتيارات أو جماعات متطرفة
» تنظيم “داعش” يهدد سكان قرى تركية حدودية لعدم تعاونهم بنقل السلاح إلى سوريا
» المعركة في سوريا… يا غالب يا مغلوب
» مقتل أمريكيين في إطلاق نار عليهما في الرياض.. هل بدأت داعش تضرب في السعودية ؟
» السعودية: معاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمي لتيارات أو جماعات متطرفة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi