كيري طلب من السعودية دراسة خطوات تطبيع مع ’اسرائيل’

وصفت مصادر مشاركة في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية زيارة وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، الى الاردن والسعودية بداية الاسبوع، بـ”الزيارة السياسية الاهم لكيري منذ استئناف المفاوضات في شهر تموز.”
موقع “واللا” الذي نقل هذه المعلومات عن تلك المصادر أضاف، “كانت هذه اللقاءات قصيرة، اقل من نصف يوم، خصص خلالها كيري ساعات معدودة للقاء عبد الله ملك الاردن وجها لوجه، وفترة زمنية مشابهة للقاء الملك السعودي عبد الله، مقارنة مع الفترة الزمنية الكبيرة التي خصصها كيري للمحادثات الشخصية مع نتنياهو وأبو مازن. “وبدت الزيارة الى السعودية والاردن خاطفة، لكن كما هو معلوم، ليست الفترة الكبيرة هي التي يعول عليها دائما، فقد بدأ بالحصول على دعم الدول العربية لاتفاق اطار ودعم اقتصادي للفلسطينيين، وصولا الى التطبيع بين “اسرائيل” والدول العربية المعتدلة، الامر الذي سيظهر في مجالات متنوعة، من الاهمية الاقتصادية بعيدة المدى وصولا الى حلف اقليمي ضد ايران، وهذا اللقاء يمكن ان يخفي في طياته ارباح ضخمة لـ”اسرائيل”.
واضاف موقع “واللا” أن “السبب الواضح والفوري لاهمية الزيارة، هي محاولة كيري الحصول على الدعم من الدول العربية لاتفاق اطار على وشك ان يعرضه امام الاطراف خلال الاسابيع القادمة.”
ويدرك كيري جيدا ان “ابو مازن من الصعب جدا عليه ان يكون الزعيم العربي الاول في السنوات المائة والخمسين على وجود الصهيونية، الذي يوافق علنا على موقف كهذا (الاعتراف بيهودية “اسرائيل”)، لذلك يأمل ان تمنح السعودية، الاردن، مصر ودول عربية اخرى الغطاء له، حينها سيجد أبو مازن الشجاعة لقول ذلك.
بموازاة زيارة كيري الى السعودية والاردن، توجه المبعوث الامريكي للمفاوضات، مارتين أنديك، في زيارة خاطفة الى مصر، والتقى أنديك مع مسؤولين كبار في الجيش المصري لوضعهم في آخر مستجدات المحادثات والطلب منهم ايضا الاعراب عن دعمهم للاقتراح الامريكي، ودعم مصر قد يكون الاهم، على خلفية العداء المشترك لرام الله والقاهرة مع حكم حماس في غزة.ويتابع موقع “واللا” أن “كيري عمليا وضع على الطاولة، بشكل واضح جدا منذ استئناف المفاوضات، مسألة التطبيع بين “اسرائيل” والدول العربية. فقد سبق ان سمى قبل عدة اشهر مبادرة السلام السعودية بانها “رؤية لمستقبل الشرق الاوسط”، لكنه لم يدخل الى التفاصيل. هذه المرة، وهو على اراضي السعودية، تحدث بشكل واضح عن الامكانيات الكامنة في هذه المبادرة للتطبيع بين “اسرائيل” والدول العربية.
وأشار موقع “واللا” الى أن “الربح الذي سيعود على “اسرائيل” ضخم، وليس من مانع ان يكون كيري قد طلب من السعودية دراسة خطوات تطبيع محدودة خلال المفاوضات، اذا تحقق تقدم، فعلى سبيل المثال، موافقة دول الخليج بالسماح للطائرات الاسرائيلية المتوجهة الى الشرق الاقصى بالمرور في اجوائها، ما قد يخفض جدا اسعار الرحلات في “اسرائيل”، وهذه ستكون وجبة خفيفة لكن هامة للامكانيات الكامنة في التطبيع الكامل مع المنطقة.
وزيرة “العدل” الاسرائيلية، تسيفي ليفني، منذ عدة اشهر تؤكد على حقيقة ان الاتفاق مع الفلسطينيين سيسمح بخلق حلف اقليمي ضد ايران سوية مع الدول العربية المعتدلة. خلال شهري ايلول وتشرين الاول، قبل التوقيع على الاتفاق المرحلي بين ايران والقوى الكبرى في الموضوع النووية، جرى “سجال خطابات” في الموضوع بينها وبين نتنياهو الذي ادعى انه لا توجد اي علاقة بين المسألة الايرانية والمسألة الفلسطينية، ومع الوقت قال نتنياهو ان هذه العلاقة موجودة، لكنها ليست كما تتحدث عنها ليفني. نتنياهو أكد خلال خطاباته كيف ان هذا التهديد يقرب بين “اسرائيل” والدول العربية، التي “تدرك ان اسرائيل ليست مشكلتها”.
في الخلاصة، بحسب موقع “واللا”، قرار كيري ادخال السعودية، الاردن ومصر الى داخل المفاوضات خلق سلسلة فرص للطرفين، بعض هذه الافكار التي يتم ذكرها بهذا الخصوص هي كما تبدو مضخمة، على سبيل المثال كامكانية ان تتطوع السعودية للـ”اعتراف باسرائيل كدولة يهودية”.
لكن افكار اخرى، بدء من خلق حلف امني اقليمي وصولا الى خطوات تطبيع اولية في الاشهر القادمة، مرتبطة فقط بنتنياهو وابو مازن. في الشرق الاوسط، “تفويت الفرص” هي مسألة عادية، لكن كيري يشدد على ان يعلم الطرفين ماذا سيفوتان اذا اختارا الرد سلبا على وثيقته.يحيطون به في الوقت الحالي.”