لجماعات الإرهابية الممر الأساسي للدولة_العالمية ...

الجماعات الإرهابية أكثر تأثيراً على السياسة العالمية والتوجهات الغربية أكثر من حكوماتنا العربية .. لماذا ؟!!
ولعل سائل يسأل كيف تدفع أمريكا والغرب نحو جماعات متطرفة وإرهابية وكيف وجدت شراكة ما بينها وبين تنظيمات إدعت أنها تحاربها .؟!
وكيف تتعاون أمريكا وتعيد صياغة علاقتها المباشرة مع إيران ؟!!
ولماذ أصبح طائر النهضة الأمريكي لا يمكن أن يطير ويحلق بدون هذه الشراكة المستترة ؟!!
ولماذا أن إستمرار أمريكا على قمة العالم تتوقف على نجاحها في إقرار مشروع الشراكة هذا ؟!!

إن أمريكا منذ سنوات طويلة بدأ العد التنازلي لوجودها على قمة العالم .. لأنها لا تقدم حلولاً موضوعية لأزمات العالم بل حولت العالم لمسرح أزمات من أجل أن تبقى وحولت الشرق الأوسط تحديداً لمجموعة قضايا ملتهبة من أجل أن تجعل نفسها واصي على المنطقة ومن خلالها تظهر وكأنها القوة الوحيدة في الملعب بقدرات وهمية أساسها تنبع من بيع العملاء داخل هذه الدول لأمريكا والغرب

ففي ضمن حركة أمريكا لتفكيك روسيا الإتحادية وتقليص نفوذها .. كان مخرجات العمل مجموعات قتالية متشرذمة في أفغانستان وغيرها كلها خرجت من باطن الإخوان الإرهابية كلها خدمت المشروع الأمريكي إلا أن هذه المجموعات بدأت تخرج عن السيطرة عن طريق إستهدافها للغرب عموماً وأمريكا خاصة .. في عمليات نوعية أشهرها السفارة الأمريكية في نيروبي كبداية ..

وأصبحت هذه المجموعات تصيغ السياسة العالمية فتم إعداد المشهد .. وكان إنهيار مركز التجارة هي ساعة الصفر لتنفيذ السياسة الجديدة نحو منطقة الشرق الأوسط

وإذا ما درسنا الأهداف بعيدة المدى والأهداف النوعية تتأكد أن الأهداف النوعية هي مجرد لبنات من الطوب لبناء البنيان كله .. فلا يمكن أن تفصل الوجود الإسرائيلي في المنطقة وبناء الدولة الإيرانية الخومينية والحرب الإيرانية العراقية .. وحصار العراق واحتلالها وحرب الناتو في ليبيا ودعم المليشيات في سوريا وحكم الإخوان في مصر .. والطموح الأردوغاني العثماني .. كل هذه قطع للبنيان النهائي
ولكن ما يهمنا هنا اللبنة الأساسية التي يقوم عليها كل هذا البناء .. فكل هذا يأتي ضمن الضغوط الإرهابية على هذه الدول التي تقنع جميع الدول المتحالفة على ضرورة وضع الإخوان على سدة الجكم في المناطق السنية ..
وبهذا تدخل المنطقة كلها في صراع ما بينها .. في حركة تطور للصراع مستمر .. يبدأ بين الإرهابيين عندما يضطر جزء منهم أن يلبس بدلة الثلاث قطع لتمرير الشكل السلطوي المدني في المنطقة وفي المقابل الصراع مع الوهم ممن يتكلمون عن العلمانية والليبرالية والديموقراطية والمساواه .. الخ ..والذي مؤدى هذا الصراع أن يحكم في النهاية أصحاب الشعارات الإسلامية والتي يستعملوها ككارت مرور على حساب الشعارات الوهمية من علمانية وليبرالية وديموقراطية ومساواه والتي يروجها المأجورين دون لمس الواقع

ويصبح هذه الحكومات الإرهابية الجديدة مسئولة عن إطعام شعوبها .. فيكونوا بطبيعة الحال مرغمون أن ينصاعوا للغرب .. وهنا يأتي دور الغرب لإنقلاب سياسته نحوهم وتوجيه الصراع إلى ما هو أعمق على الجبهتين الداخلية والخارجية

ففي الجبهة الداخلية وسط أحلام الشعوب أن الإسلاميين سيقدموا لشعوبهم نموذج لاطالما حلمت الشعوب به .. وسط خيال قدمته هذه الجماعات في شكل قصص ألف ليلة وليلة .. وفي المقابل تضييق غربي على هذه الشعوب وتقديم النموذج التركي الأوروبي كنموذج يشاهدونه من الخارج ولا يعيشوه أبداً ولكن يزدادوا فقراً وقمعاً وظلماً وتخلفاً وتفكك وصراع يتطور إلى أن يتصادم الجماعات والمذاهب بالداخل ويصبح صراعهم على تقسيم البلد الواحد شيء منطقي ولابد منه وسط تناحر عنيف وتبريرات العملاء والمخنثين ..

أما على مستوى الجبهة الخارجية فهي في مرحلة الهروب للأمام من الصراعات الداخلية ستنشأ الصراعات السنية الشيعية في المناطق المختلفة وسط تكفير بين ما هو شيعي وبين ما هو سني .. وفي ذات الوقت تصبح الدول دويلات متصارعة ويصبح الصراع متطور لتكفير كل ما هو سني وكل ما هو شيعي .. فيصبح كل مذهب سني يكفر المذهب السني الآخر وكذلك كل مرجعية شيعية تكفر المرجعية الأخرى .. وصولاً لاقتتال أولاد العمومة من العائلة الواحدة وإقتتال الإخوة بين الأسرة الواحدة

كل هذا يأتي في خضم مزيد من القتلى يوماً بعد يوم .. ومزيد من الإنصياع للغرب من المجموعات المتناحرة فيما بينها يوم بعد يوم وهكذا يستريح الغرب من الصراع مع هذه الجماعات بل يسخرها لخدمته ليلاً ونهاراً في القتل والإبادة وتمهيد أرض الميعاد .. وجعل المستحيل ممكن...............
الرائد العربي