لاتناموا فأعدائكم يشتغلون

لايوجد أي حراك في ليبيا بدون فعل فاعل . هذه حقيقة ومسلمة منذ فبراير الأسود . وهذه قاعدة أي تحليل يلامس أطراف الحقيقة . من منطلق أن كل أطراف الصراع الفبرايري اليوم هم صنيعة مخابرات أجنبية ودعم خارجي سواء كانت ليبرالية أو اسلامية أو لون أخر خرج من رحم هاتين الفئتين . وأن الفاعلين الرئيسيين الذين خططوا وروجوا ونفذوا فبراير مازالوا موجودين على الأرض بعملائهم وجواسيسهم فحتما سنعرف من يدير كل هذه الفوضى والأشتباكات والأقتتال في كل مكان في ليبيا . وسنعرف أيضا كيف تنتقل هذه الأحداث الساخنة من مكان لأخر كنظرية الاواني المستطرقة بطريقة فيها تخطيط عالى من أقصى الشرق الى العاصمة ثم الى الجنوب .
وسنلقى نظرة على أخر هذه الأحداث في الجنوب المشتعل والذي بدأ في ظاهره أنه اقتتال بين مليشيات من أولاد سليمان والتبو . وأنطلاقا من حقيقة أن هناك من يدير الفوضى خارجيا بأيدي عملاء في الداخل ورجوعا للتاريخ القريب الذي كان فيه الجنوب يرزح تحت الأستعمار الفرنسي الذي مازال يعتبر هذا الجنوب ودول الصحراء من مالي الى تشاد والنيجر وحتى وسط القارة السمراء منطقة نفوذ ومصالح حريص على عدم التفريط فيها . فاننا نعرف بأن كل التوتر الذي نشهده سواء في مالي مؤخرا والنيجر وشمال تشاد وحتى أحداث الجنوب الليبي هو لعبة فرنسية بأمتياز هدفها هو جر هذه الأطراف لطلب الدعم والتدخل الفرنسي كما حصل في مالى . وربما حتى مؤازرة الأنفصال لما تسميه أقليات بحجة تعرضها للأضطهاد . وكل ذلك لتسهيل السيطرة على هذه المناطق . وهناك أجتماعات سرية ومعلنه خلال السنتين الماضيتين مع أطراف عدة من مكونات الجنوب الليبي تمحورت في رغبة فرنسا لتقديم الدعم لهذه الأطراف .
وداخليا عملت الحكومات العميلة المتعاقبة منذ فبراير الأسود وأخرها زيدان التي تفتقد لبعد النظر والرؤية الثاقبة الى الأنجرار لحسم الصراع بتغليب طرف على أخر . حيث قامت بتسليح ودعم وشرعنة مليشيات تابعة لأولاد سليمان في سبها وبعض مليشيات من قبيلة الزوية في الكفرة لكي تكون الشرطي على هذا الجنوب الممتزج بمكونات عدة قبلية تعايشت لعقود من الزمن تخت غباءة الأعراف والتقاليد أكثر من القانون . وهذا دفع أطراف أخرى لها أمتدادات بدول الجوار الى طلب العون وتأمين زحف خارجي لحماية نفسها في ظل الفراغ السياسي والأمنى . وهذا ماحدث لقبيلة التبو التي جزء منها مواطنين ليبيين وهم من مكونات الجنوب وان كانت أعدادهم قليلة وموطنهم الأصلي بجبال تيبستي . وبفعل الهجرات والترحال في مختلف الحقب استقروا بعدد من المدن بالجنوب الليبي . ولكن اليوم وفي ظل هذه الفوضى المفتعلة كما ذكرنا أضطر التبو لجلب الكثير من دول الجوار وأعطائهم الجنسية والمال والسلاح لتأمين أنفسهم وتحقيق توازن في القوى ضد بعض المليشيات بمباركة فرنسا ودعم من حكومة ضعيفة الأداء وعديمة الفهم وقصيرة النظر وغير مدركة للنتائج الخطيرة المترتبة على هذه التصرفات المراهقة . وهذا سيترتب عليه في القريب العاجل طلب الأنفصال وتكون أقاليم سيساندها المجتمع الدولى بحجة حمايتها وسيرافقها تدخل أممي لحفظ السلام .
لكل ذلك يتضح جليا أهداف المؤامرة التي تنكشف يوما بعد يوم والتي ينفذها للأسف عملاء ليبيين سيشعلون النعرات والحساسيات القبلية وروح التأر والحقد الذي لاينام خدمة لمصالح الغرب الحاقد الذي يتحين الفرص للسيطرة على هذا البلد الذي كان عصيا لعقود من الزمن . فلاتناموا ولو دقيقة فأعدائكم يشتغلون . والمسئولية اليوم تحتم علينا قرغ أجراس الخطر والأنتباه لهذا المخطط الشيطاني الذي سيفتت وحدة الوطن . ويجب أن نعمل على كشفه وأفشاله بكل الطرق أعلاميا . ويجب أن نسرع من حراكنا الميداني على الأرض لوقف نزيف الدم والحفاظ على وحدة الوطن وحفظ حقوق الجميع بأرجاع النظام الجماهيري الشرعي الذي يكون فيه كل المواطنين سواء كأسنان المشط ونزع فتيل التوتر بأبعاد وسائل التهديد والرعب التي لاتقود الا لمزيد من الفوضى وفرض القانون وأعطاء الفرصة للحكماء والوجهاء والعقلاء في مجتمع قبلي بحكم تركيبته الأجتماعية بعيدا عن التبعية والعمالة للخارج . والا سنبكى جميعا على وطن واحد كان يجمعنا . كما نبكي اليوم على أمة كانت واحدة وتفرقت شيعا وأحزابا .. الفـــــــــــــارس

شكرا اخي الفارس..............ان الله معنا.............و سننتصر على الكدابين