الفرقة 17 أم 17 فرقة ؟! كيف يُهزم جيش كهذا ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
الفرقة 17 أم 17 فرقة ؟! كيف يُهزم جيش كهذا ؟
حينما يتعانق ما هو غير مادي مع الواقع الملموس لينتجا حدثاً..تولد ظواهر كونية غير قابلة لا للقياس و لا للفحص أو التجريب العلمي, و تمسي القوانين المادية الوضعية في موقف لا تحسد عليه و هي تحاول جاهدة سبر أغوار الحدث و تفكيك مكوّناته بحثاً عن السببية الكامنة وراءه و كشف حيثياته و تفاصيله بميزان العلوم الحديثة, من ظاهرة التخاطر الذهني إلى أصل المادة و ما بينهما !
لماذا هذه المقدمة؟ لأننا نقف اليوم أمام ظاهرة أخرى جديدة تضاف إلى الحالات التي وقف العلم و المنطق أمامها عاجزان عن الإتيان بتفسير مقنع..و السبب ببساطة أنها حدث مادّي ملموس لكنها عصية على القياس و التحليل العلمي..إنهم عناصر الفرقة السابعة عشرة في الجيش العربي السوري!
منذ حوالي العام من اليوم, و بالتحديد في أوائل شهر آذار من العام 2013, دخلت جحافل مغول القرن الحادي و العشرين مدينة الرقة السورية ( لن ندخل في تفاصيل هذا الحدث فالجميع بات يعلم كيف و من سهّل لهم الدخول ) ليمارسوا في هذه المدينة الوادعة الجميلة كلّ أنواع القتل و الذبح و السبي و التدمير الممنهج, لكن عيونهم الوقحة كانت تنظر صوب الشمال الغربي حيث مقر الفرقة السابعة عشرة من الجيش العربي السوري لتبدأ قصة ( الحصار ).
كيف يمكن لفرقة كاملة أن تحاصر؟
قبل الإجابة على هذا التساؤل دعونا نمرّ على بعض التفاصيل التي قد تساعد في رسم صورة أكثر قرباً من الواقع ( كل المعلومات المذكورة أدناه مأخوذة من دراسات بحثية غربية ):
تعتبر الفرقة 17 إحدى الوحدات القتالية المشكلة حديثاً ضمن تشكيلات القوات المسلحة السورية و نظام ( الفيالق ) المعتمد, و هي من ضمن ( احتياط الاحتياطي ) حسب البنية العسكرية و العقيدة القتالية السورية المعدّة لمواجهة العدو في الجنوب الغربي ( أي الكيان الصهيوني ) و التي تعتمد مبدأ الأنساق القتالية: نسق أول- نسق ثان- نسق ثالث ( كل نسق مكوّن من عدة فرق و تشكيلات قتالية تعمل معاً كلٌّ حسب الدور المناط بها و طبيعة المعركة دفاعية كانت أم هجومية).أُنشئت هذه الفرقة و أُتبعت بقيادة الفيلق الثالث لتقوم بمهتين اثنتين:
1- حماية المنطقة الشمالية الشرقية و التعامل مع أي تهديد عسكري خارجي قد يلوح شمالاً أو شرقاً.
2- رفد الجهد القتالي في أية معركة قادمة على الجبهة الجنوبية الغربية في حال دعت الضرورة.
بعد انطلاق الحرب العالمية الثالثة ضد سورية و انتشار الإرهاب في أكثر من موقع على امتداد الساحة السورية لبّت تشكيلات هذه الفرقة نداء الواجب الوطني لتقوم بمهام مكافحة الإرهاب و إعادة الأمن و الاستقرار على كامل تراب المنطقة الشمالية الشرقية ( خاصة في دير الزور ) بل و امتد عملها شرقاً حتى وصلت محافظة إدلب.
و بالتالي فإن غالبية عديدها و عتادها لم يكن بالقرب من مدينة الرقة عند دخول قطعان الإرهابيين إليها.
تشير تقديرات العديد من المصادر الغربية ( مستندة على تقديرات الإرهابيين ) إلى وجود ما بين 400-600 مقاتل ضمن مقر الفرقة ( بعضهم من عناصر حرس المقرات الحكومية و المفارز الأمنية الذين توجهوا للفرقة بعد استباحة الإرهابيين للمدينة).و إذا أخذنا في الحسبان تقديرات ذات المصادر لعديد أفراد العصابات الإجرامية التي تصل إلى حوالي (20 ) ألف إرهابي في تلك المنطقة تكون النسبة بشكل تقريبي 40/1 ! أي أن كل جندي سوري من الجنود المدافعين عن الفرقة يواجه أربعين إرهابياً!
على مدى ما يقارب العام, صد هذا النفر القليل عشرات الهجمات الشرسة و محاولات الاقتحام المسعورة و احتلت الفرقة السابعة عشرة أكثر من مرّة في نشرات أخبار قنوات النفط و الغاز لتستفيق هي و جماهيرها من ( المكبّرين ) و المهللين على واقع أن رجال الجيش العربي السوري فيها لا زالوا صامدين بشهادة جيف الإرهابيين المحترقة و الممزقة على أسوار الفرقة و الذين وقعوا ضحية تكتيكات حربية و كمائن وضعها ضباط أفذاذ و نفذها جنود شجعان.
ما سيستفز المنطق و العقل أكثر هو أن رجال الفرقة السابعة عشرة لم يكونوا في موضع الدفاع دائماً, بل قاموا بعدة عمليات ( كوماندوس ) التفافية على مواقع الإرهابيين في محيط الفرقة أو ما يمكن تسميتها ( رحلات صيد ) فحصدوا فيها الكثير من الأرواح الشيطانية و عادوا إلى مواقعهم مصطحبين ( أسرى ) في غير مرّة!
أي شجاعة هذه؟ و أي بطولة هذه؟ و كيف يُهزم هكذا جيش؟
يعتقد كثيرون أن اندلاع معارك العض و النهش المتبادل ما بين كلاب آل سعود المسعورة في الآونة الأخيرة ساهم في فك الحصار عن الفرقة, و هو اعتقاد صائب لا شك, لكننا لا نستطيع إغفال سبب آخر مهم, و هو حالة اليأس و فقدان الأمل التي أوصلهم إليها رجال لا يعترفون بكلمة ( مستحيل ) و لا وجود لمفردة ( اليأس ) في قواميسهم! حتى بات يُطلق على فرقتهم ( 17 فرقة ) بدلاً من الفرقة 17!!!….
من وجهة نظري, لم يقدّم أساطير الفرقة السابعة عشرة أنموذجاً للصمود و الثبات فحسب, بل قدموا أيضاً خدمة جليلة للعلم التجريبي! فلطالما كانت مفاهيم كـ ( الوطنية ) و ( البطولة ) مفاهيم غير قابلة للقياس , إذ ما هو الميزان و مما سيصنع و على ماذا سيقاس المفهوم؟ لكن بوجود حيثيات اسمها رجال الفرقة 17 ومعهم رجال مطار منغ و رجال مشفى الكندي و أطفال و نساء و شيوخ نبّل و الزهراء بات في يد العلم نماذج ليقيس عليها!
لأكون صريحاً معكم, جلست ساعات و ساعات أبحث في مملكة الأبجدية مترامية الأطراف و عوالم اللغة و فضاءاتها عن كلمات تليق بهؤلاء الرجال , عن مفردات تستطيع التعبير عما يجول بخاطري و يعتريني من مشاعر تجاههم, لكن لغتي لم تسعفني! فالموصوف بحد ذاته أكثر تعبيراً من أية صفات قد استخدمها بل هو صفة بذاته ! لينتهي بي المطاف أصيح ( وجدتها )! إذ هكذا تنشأ المصطلحات و تولد الرموز في أية لغة حية…و اليوم نحن أمام مصطلح جديد يضاف إلى اللغة العربية و يرمز بذاته للشجاعة و الإقدام و التضحية و الفداء و الوطنية و كل الصفات الإيجابية في مقاييس الجنس البشري السّوَي, إنه مصطلح ( الفرقة 17 ) ! فمن الآن و صاعداً إذا أراد أحدنا التعبير للآخرين عن أنه سيصمد و ينتصر مهما اشتدت الظروف و قست الضغوط بإمكانه القول ( أنا كالفرقة 17 )!
مضافاً إلى رموز دّالة أخرى أفرزها مخاض الحرب على بلدنا كمصطلح ( مطار منغ ) و ( مشفى الكندي ) للدلالة على مدى استعداد المرء للمقاومة و الصمود و الاستشهاد في سبيل قضيته أما إذا أرادت امرأة أن يعرف الآخرون كم هي صلبة و مؤمنة و مضحية و صابرة فبإمكانها القول: أنا كـ ( نبّل و الزهراء )! و سيعرف الجميع عمق ما تعنيه…و لمن يريد استخدام مصطلح يعبّر عن كل ما سبق باختصار فليقل: الجيش العربي السوري, و كفى.
هذا في اللغة العربية, أما في لغات العالم كلها فكلمة واحدة ستفي بالغرض..كلمة واحدة بإمكانها التعبير عن كل ما هو جميل في الكون و بوسعها الدلالة على أقوى و أبلغ معاني العنفوان و الصمود و الانتصار ..إنها بالتأكيد…( سورية ).
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» بالتفاصيل: «الفرقة 6».. فرقة قتل بن لادن... وحدة اغتيالات دولية
» كيف قتل القسام قائد “فرقة غولاني” بالشجاعية؟!!
» فرقة الافاق عنابة تراث جزائري
» عاجل: فرقة صقور الصحراء تسيطر على جبل النسر أهم جبل في كسب في ريف اللاذقية
» فرقة الحاج بورقعة للفلكلور الشعبي الجزائري
» كيف قتل القسام قائد “فرقة غولاني” بالشجاعية؟!!
» فرقة الافاق عنابة تراث جزائري
» عاجل: فرقة صقور الصحراء تسيطر على جبل النسر أهم جبل في كسب في ريف اللاذقية
» فرقة الحاج بورقعة للفلكلور الشعبي الجزائري
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد