واقع المعارضة السورية الخارجية .. و تأثيرات القوى الكبرى ” الروسي والامريكي ”
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
واقع المعارضة السورية الخارجية .. و تأثيرات القوى الكبرى ” الروسي والامريكي ”
منذ تشكيل ائتلاف الدوحة كان وما يزال يمثل خليطاً غير متجانس لا فكرياً ولا انتماء، فهو عبارة عن مجموعات تابعة لقوى خارجية، قسم من هذه المعارضة يتبع السعودية وقسم آخر يتبع قطر وقسم يتبع المخابرات الفرنسية وقسم يتبع المخابرات الأميركية والتركية وجزء آخر من هذه المعارضة يتصف بانتمائه الوطني والقومي ويدرك تماماً أن المعارضة الوطنية هي المحافظة على الوطن سياسياً وجغرافياً وبالنهاية المعارضة تعمل للإصلاح والتطوير.
والشيء الملفت في هذا أن المعارضة السورية الخارجية تريد أن تؤكد عبر وسائل الإعلام أنها صاحبة قرار وهي الممثل الوحيد للشعب السوري علماً أن هذه المعارضة تلقت دعماً خارجياً مادياً ومعنوياً ما يفوق الخيال وهي تراهن في سياستها على ما يسمى بالجيش الحر والإخوان المسلمين ولكن على أرض الواقع حصلت تغيرات دراماتيكية، فالجيش الحر أوشك على الانهيار بعد صراعه مع داعش وجبهة النصرة، إذا فعلى من تراهن هذه المعارضة؟
ومن الملاحظ أن هذه الاجتماعات المتلاحقة وتسليط الأضواء عليها لإيهام العالم والشعب السوري أنهم أصحاب قرار وإذا لم يتوصلوا إلى قرار بالمشاركة في مؤتمر جنيف فلن يعقد هذا المؤتمر، وهم يعرفون حقيقة ذاتهم أنهم جميعاً مأجورون لقوى خارجية، فلو أرادت الولايات المتحدة أن تحضر المعارضة الخارجية بوفد للمؤتمر هل تستطيع أن ترفض ذلك، وكذلك لو أرادت السعودية أن تشارك المعارضة بوفد للمؤتمر هل تستطيع أن ترفض إرادتها؟
نحن نعلم والعالم يعلم من هؤلاء الذين يتحركون على المسرح الدولي هم عبارة عن دمى تتحرك بخيوط خارجية أم هم موظفون لدى تلك الدوائر الأجنبية.
الموقف الأميركي
لا شك أن الولايات المتحدة هي في قلب الأحداث منذ اللحظة الأولى في سورية وهي التي أوصلت الأمور إلى هذا المستوى من الدمار والتخريب والقتل وهي التي دعمت منذ اللحظات الأولى المنظمات الإرهابية بدءاً من جبهة النصرة والإخوان المسلمين مروراً بدولة العراق والشام، وهي التي أوعزت إلى دول الجامعة العربية أن تتخذ تلك المواقف من الدولة السورية انطلاقاً من عدم فهم الدولة السورية وحقيقة دول محور المقاومة وأصدقائهم من الروس ودول منظمة بريكس.
الموقف الأميركي كان وما زال هو المحرك الرئيس للأزمة في سورية رغم ما تدعيه أن الأزمة لا يمكن حلها إلا سياسياً ولكنها في حقيقة الأمر ما زالت تراهن على تفكيك الدولة السورية وإنهاكها عسكرياً ومادياً بحيث إذا حضرت إلى المؤتمر تكون قد سلمت كلياً ولكن المعطيات على الواقع وهذا الأمر لم يحصل ولن يحصل لعدة اعتبارات نسوقها فيما بعد ولكن الولايات المتحدة لها حسابات أخرى انطلاقاً من استراتيجيتها العدوانية ضد الشعب العربي، فهي لم تخسر شيئاً في هذه الحرب القذرة طالما أن التمويل خليجي والرجال هم المغرر بهم تحت يافطات متعددة أو هم من المرتزقة الأجانب الذين امتهنوا أسلوب القتل والإجرام وهذه الاستراتيجية عفت الإدارة الأميركية من أن ينهض الشعب الأميركي ضد هذه السياسة كما وترضي هذه السياسة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة طالما هي تدمر أكبر عدو للكيان الصهيوني في المنطقة العربية، ولهذا الولايات المتحدة ما زالت تسير على خطين متوازيين، العمل الدبلوماسي مسايرة للشراكة الروسية والدعم المطلق للمنظمات الإرهابية عبر دعمها للسعودية وقطر وتركيا.
الولايات المتحدة في هذه السياسة لا تعرف الخجل وهي غير حريصة على اكتساب المصداقية لا عالمياً ولا اقليمياً، لنسأل من وراء دعم الإرهاب في العراق منذ خروجها عام 2011؟ هل كانت السعودية وتركيا وقطر أن تتجرأ على دعم القاعدة لولا الموافقة الأميركية، هل كان تنظيم الاخوان المسلمين بإمكانه أن يتمادى في المواجهة لدرجة الانتحار لولا الدعم الأميركي.
هذه الوقاحة الأميركية والعهر السياسي لم يكن سابقاً بهذا الشكل المفضوح كما نراه اليوم، في أيام الحرب الباردة كانت الذرائع أنها تجارب المد الشيوعي ولكن أن نقول اليوم أنها تحارب الإرهاب فهي أضحوكة القرن الحادي والعشرين، لأن الولايات المتحدة حقيقة تحكمها إدارات حمقاء قررت أن تفجر الأوضاع في الوطن العربي وتحرقه بيد أبنائه الجهلة والمرتزقة الأجانب خدمة لمصالحها ومصالح إسرائيل.
ومن هنا نستطيع أن نقول: إن الادارة الأمريكية لو أرادت إنجاح مؤتمر جنيف تستطيع أن توعز الى المعارضة السورية الخارجية وخلال أربع وعشرين ساعة بتشكيل وفد وبدون شروط مسبقة لحضور المؤتمر وبدء الحوار إلا أن إصرار المعارضة على وضع الشروط ماهو إلا ترتيب إسرائيلي تنفذه المعارضة السورية وهذا دليل واضح على أن المعارضة السورية الخارجية دمى بيد أمريكا وعميلة لها، كيف تفكر هذه المعارضة؟! إذا كانت الولايات المتحدة عاجزة عن إسقاط الدولة السوية فعلى ماذا يراهنون، بالتأكيد هم يراهنون على داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وهذه التنظيمات الارهابية هي أعجز من أن تحقق نصراً على الأرض السورية بالمعنى الاستراتيجي ولو كانت الولايات المتحدة تريد كما تدعي لما شكلت الجبهة الاسلامية بزعامة الإخوان وتنظيمات ارهابية ما أنزل الله بها من سلطان ومن بقايا الجيش الحر ظناً منها أنها تستطيع أن تخدع العالم بأنها مع الجبهة الإسلامية المعتدلة لمحاربة داعش وجبهة النصرة ليس في سورية فقط بل استطاعت أن تصدر قراراً من مجلس الأمن الدولي بدعم الحكومة العراقية في محاربتها لدولة العراق والشام.
هذا النفاق السياسي يقودنا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لايريدون النجاح لمؤتمر جنيف بل سيسعون الي تأجيله الى حزيران القادم ظناً منهم وبإصرار سعودي أن التنظيمات الارهابية قادرة على تحقيق نجاحات عسكرية على الأرض السورية بزج أكبر قدر ممكن من المرتزقة في هذه الحرب القذرة، وتأجيل المؤتمر سيكون في مصلحة الدولة السورية رغم المعاناة القاسية وذلك لعدة اعتبارات.
إن القيادة السورية تدرك تماماً أن تغيير الموازين على الأرض هو المحرك الأساسي لأي عمل سياسي والمعطيات على الأرض السورية تقول ان مانشهده من مصالحات في دمشق وعودة السوريين المغرر بهم الى حضن الوطن سيعزز من صمود سورية وسحق المرتزقة أينم ا كانوا على الأرض السورية.
والاعتبار الثاني: أن الولايات المتحدة لا تفهم غير لغة القوة فهي في فيتنام لم تسلم ولم تنسحب إلا بعد أن رصفت فيتنام الشمالية بدباباتها على فيتنام الجنوبية، لذلك سلمت أمريكا وفي العراق لم تنسحب إلا بعد الخسائر الفادحة والضربات الموجعة للمقاومة البطلة العراقية، وهاهي في أفغانستان تستعد للرحيل بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها.
المؤقت الروسي
استطاعت الدبلوماسية الروسية أن تحقق أكبر نجاح لها منذ بداية الأزمة في سورية إن كان في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق الفيتو ضد المشاريع الغربية لضرب سورية أو في تخليص الادارة الأمريكية من توريطها في حرب جديدة ضد الدولة السورية حيث استمرت السياسة الروسية متوازنة وحازمة في دعم الدولة السورية في دفاعها المصيري ضد الغزو الأجنبي الخارجي ومثابرة على نهجها السلمي بأن الحل لايمكن أن يكون غير سلمي وسياسي ، والحوار يجب أن يكون سورياً – سورياً ، هذه المواقف المشرفة للقيادة الروسية قد أزعجت الدول الداعمة للإرهاب مثل السعودية وتركيا حيث يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعب السوري في تقرير مصيره، والقيادة الروسية تدرك أن محاربة الإرهاب ووقف دعمه من قبل الدول الروسية هي المهمة لمؤتمر جنيف لأن الروس هم الذين عانوا من الإرهاب وسيعانون كثيراً إن لم يساهم العالم في محاربته لأنه أصبح وباء عالمياً يستطيع أن يضرب حتى الدول الداعمة له لأن الإرهاب لا وطن له، وبذلك يعرف الروس أن السعودية ومن خلفها هي منبع الإرهاب للعالم فكراً ومالاً ورجالاً ، وهذا مايجعل السعودية تحاول إقناع الولايات المتحدة أن إسقاط الدولة السورية أصبح ضرورة ملحة وان استمرارها سيغير كل الموازين الاقليمية والعالمية ، لأن فشل الحرب الكونية الظالمة على سورية في حال فشلها سيفجر المنطقة ويعصف بتلك الأنظمة التي باعت نفسها للشيطان والكيان الصهيوني ومنذ تلك اللحظة سيبدأ الربيع العربي الحقيقي.
ولكن القيادة الروسية رغم حرصها على حضور جميع الأطراف الى مؤتمر جنيف ومحاولة إنجاحه وبدء الحوار ليس لديها القوة الرادعة لإجبار الولايات المتحدة وعملائها على الحضور الى جنيف ولكن لديها القدرة على دعم الصمود السوري مادياً ومعنوياً وسياسياً لقناعتها أن الصمود السوري والقضاء الإرهاب هو حماية لأمنها القومي الذي بدأ الإرهاب يطرق أبواب موسكو خاصة ماحصل في مدينة فولفوغراد.
ومن هنا إصرار القيادة الروسية على عقد مؤتمر جنيف لحل الأزمة في سورية حلاً سياسياً وتؤكد أن على القوى الوطنية معارضة وموالاة التحالف ضد الإرهاب والقضاء عليه وهذه رسالة لقوى المعارضة المرتبطة بالخارج أن من يحلم أن مؤتمر جنيف هو مؤتمر لتسليم السلطة لهم فهذا حلم إبليس بالجنة.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» الطيران الحربي الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية يدمر 289 موقعا
» بالفيديو / الطيران الحربي الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية يدمر 448 هدفا للإرهابيين
» هستيريا تجتاح المعارضة السورية عقب الاقتراح الروسي
» الخارجية الروسية: واشنطن لا تؤثر بشكل كاف في المعارضة السورية
» ممثل المعارضة السورية بالدوحة: أمير قطر الجديد سيواصل دعم المعارضة حتى إسقاط الأسد
» بالفيديو / الطيران الحربي الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية يدمر 448 هدفا للإرهابيين
» هستيريا تجتاح المعارضة السورية عقب الاقتراح الروسي
» الخارجية الروسية: واشنطن لا تؤثر بشكل كاف في المعارضة السورية
» ممثل المعارضة السورية بالدوحة: أمير قطر الجديد سيواصل دعم المعارضة حتى إسقاط الأسد
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد