ما هي حقيقة صور التعذيب المسربة من فروع الأمن السوري ؟

أوقات الشام – تزامناً مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 وكما تعودنا من قبل على حدوث المجازر قبيل انعقاد مجلس الأمن, قامت مواقع و وكالات أنباء عالمية بنشر صور لمعتقلين تم تعذيبهم بطريقة وحشية ادعت تلك المواقع أنها مسربة من عنصر أمن كان يصور هؤلاء الموقوفين في فروع الأمن ثم انشق عن النظام وسلم تلك الصور للمعارضة السورية, وهنا علينا أن نضع أمام القارئ عدة ملاحظات هامة حول هذا الموضوع كي لا يصبح الخبر حقيقة فقط لأنه تم تداوله بكثافة في وسائل الاعلام:
1- هذه الصور هي لأجساد تم تعذيبها و بعضها تم قتله بطريقة وحشية ولكنها صور لأشخاص غير معروفين و لا يوجد أي دليل أنهم كانوا معتقلين لدى فروع الأمن السورية.
2- هذه الصور غير مثبت أنها في سوريا أصلاً
3- تزامن صدور هذه الصور مع القتال الدائر بين داعش و مسلحين تابعين للمعارضة و ربما تكون مأخوذة من معتقلين لدى داعش و نسبت للأمن السوري, مع العلم أن هذه الوحشية في التعذيب تنطبق على داعش باعتراف المعارضة نفسها و أكبر مثال على هذه الوحشية بالتعذيب هو الطبيب أبو ريان الذي اعتقلته داعش و قتلته و مثلت بجثته و نشرت المعارضة السورية كثير من صور جثته التي مثلت بها داعش.
4- رغم أننا لا ندعي أن الدخول الى أقبية الأمن السوري هي رحلة سياحية إلا أن كثير من المعتقلين دخلوا وخرجوا و لم يقتلوا أو يعذبوا بتلك الطريقة الوحشية و الأمثلة كثيرة و موجودة ممن خرجوا بمراسيم العفو المتعددة.
5- تعتمد البروباغندا الاعلامية المعادية لسوريا على استخدام بروباغاندا مكثفة لتحويل الخبر الى حقيقة عن طريق نشره بصورة واسعة و مكثفة.
6- عند تسريب صور تعذيب السجناء العراقيين في سجن أبو غريب, كان الجنود الامريكيون ظاهرون ومعروفون بالصور و تمت محاكمة بعضهم مما يؤكد أن تلك الصور حقيقية و مصدرها سجن أبو غريب بالفعل, أما الإتيان بصور جثث و أجساد ممثل بها و الادعاء أنها في سوريا و من أقبية الأمن السوري بدون أي دليل فهذا بحد ذاته هو إهانة لعقل القارئ و المتابع عندما يتم اعتباره من قبل وسائل الاعلام تلك على أنه فرد من القطيع و ليس إنساناً عاقلاً مفكراً.
والسؤال الذي نطرحه على المعارضة السورية: ما هو الدليل أن تلك الصور في سوريا و بأنها من أقبية فروع الأمن السورية ؟