منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما أهميّة نجمة المتوسّط «قبرص» حتّى تتهافت عليها الدول الكبرى؟

اذهب الى الأسفل

ما أهميّة نجمة المتوسّط «قبرص» حتّى تتهافت عليها الدول الكبرى؟ Empty ما أهميّة نجمة المتوسّط «قبرص» حتّى تتهافت عليها الدول الكبرى؟

مُساهمة من طرف السهم الناري الأربعاء يناير 22, 2014 9:23 pm


ما أهميّة نجمة المتوسّط «قبرص» حتّى تتهافت عليها الدول الكبرى؟ 334-1024x609

د. أنطون فرحة
قد يكون الحديث اليوم عن جزيرة قبرص في غير محلّه، فالأمّة السورية كما يعرفها السوريون القوميون الاجتماعيون، على مشارف مزيد من التمزّق والتجزئة الجغرافية والسياسية والديموغرافية.
الحرب التي تعصف بالكيان الشامي تهدّد بخسارة الشام وتجزئتها، وقد تعيد المشروع السوري القومي عقودًا إلى الوراء، وقد سُلبنا فلسطين ويبدو اليوم أنّ عودتها إلى كنف الأمّة حلمٌ بعيد. إذ تناسى العرب أمرها. لا بل يشعر المرء أنّهم ارتاحوا لفكرة خسارة فلسطين، وأنّ عقدة الذنب التي رافقت خسارتها وتشريد أهلها انحلّت تمامًا من نفوسهم. لا بل نستطيع القول إنّ مسألة فلسطين جنوب سوريا الطبيعية ، قد أخذت وصفًا ثانيًا أو ثالثًا في عقول المواطنين. ولولا القوميين المدركين وحلفائهم في المقاومة، لغاب ذكرها منذ زمن بعيد.
منذ ستة عقود، سُلخت عنّا كيليكيا والاسكندرون إلى غير عودة قريبة، وعملت الحكومات التركية المتعاقبة على تطبيع أهلها، ويبدو أنهم على نجاح. لا بل يبدو أنّ عددًا من طالبي «الحرّية والديمقراطية» في الشام، يشجّعون عودة الأتراك إلى بلادنا بصورة أو بأخرى، ويؤثّرون استبدال حكومتهم الوطنية بالاحتلال التركي، «ونكون قد أعدنا كيليكيا ولواء الاسكندرون إلى الأمّة بطريقة غير مباشرة …».
لِمَ الحديث عن قبرص اليوم؟
لا بل إنّ موضوع قبرص منسيّ تمامًا حتى عند بعض القوميين. والحديث عنها يحرج بعضهم، والبعض يؤثر لو أنّها لم تُذكر في كتاباتهم وفي تعريف جغرافيّة الأمّة. لن ندخل هنا في مراجعة تاريخ قبرص الفينيقيّ القديم واتصالهم بسوريا. ولن نسهب في شرح عقائديّ لأهمية الجزيرة في حياة سوريا وجغرافيّتها، فلهذا الشرح والتحليل زمان ومكان آخرين. لكن ما نوّده، تسليط الأضواء على ما جرى ويجري في قبرص الآن، لِما له من انعكاسات على وضعنا اليوم.
ماذا حدث؟
في الأشهر الأربعة الماضية، تنافست روسيا وألمانيا على «مساعدة» اقتصاد جزيرة قبرص. بدأت المشادّة، ثم المنافسة، مع اتساع رقعة الانهيار الاقتصادي القبرصيّ. فقد وجدت جزيرة البحر الأبيض المتوسط نفسها في مأزق اقتصاديّ لم تشهد له مثيلًا. هو نفسه المأزق الذي ضرب إسبانيا والبرتغال، وتهدّد إيطاليا ونال من اليونان قبلها، وهو المشهد الاقتصادي نفسه الذي نراه يتكرّر في بلدان المتوسّط كلّها، وقد يلحق بلبنان قريبًا. ارتفاع هائل في قيمة الدَّين العام القبرصي للشركات الأوروبية، خصوصًا الألمانية والروسية. إذ ارتفع هذا الدَّين ليفوق الـ17.5 بليون يورو Euro وهذا مبلغ يفوق الإنتاج القبرصي بكثير ويهدّد السيولة.
وجدت حكومة الرئيس القبرصي «ديميتريوس كريستوفياس» نفسها مرغمة على اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي أو روسيا طلبًا للعون. وقد أتى تصريح الرئيس «كريسترفياس» في الرابع من كانون الأول 2012 ليثبت هذه الحقيقة المرّة. إذ وصف الوضع الاقتصادي بالمأساة التي تضرب وطنه، وطالب الشعب القبرصي بالتحلّي بالعزم والصبر نفسهما الذين تحلّوا بهما إبان الاجتياح التركي للجزيرة عام 1974.
أهمية قبرص
جزيرة قبرص هي ثالث أكبر جزر البحر الأبيض المتوسّط، وهي أقربها للشاطئ السوري. لا يتعدّى عدد سكانها 800.000 نسمة، واقتصادها قائم على قطاعَيْ السياحة والمصارف.
تتدنّى الموارد الطبيعية فيها، فلا آبار نفط أو تجمّعات غاز ذات تأثير اقتصادي يذكر في باطن الجزيرة الجبلية.
لكن الكلام في الآونة الأخيرة عن وجود آبار غاز في أعماق المتوسّط بين لبنان وقبرص وفلسطين، قد يغيّر هذه المقولة، ويجعل منها هدفًا مهمًا. أمّا المحاصيل الزراعية فهي غير كافية لسدّ حاجات سكانها، فتستورد الكثير منها من دول الجوار.
فما هي إذًا أهمية الجزيرة الصغيرة حتّى تتهافت عليها الدول الكبرى؟
أهمية استراتيجية عسكرية
جزيرة قبرص من أهم الجزر الاستراتيجية في العالم. فموقعها الشرق أوسطي جعل منها أهمّ موقع عسكري في العالم، ويشهد التاريخ لهذة الأهمية.
ففي تاريخنا الحديث، أبقت بريطانيا على وجودٍ عسكريّ لها على الجزيرة، مكرَّسًا باتفاقيات دولية مع حكومة قبرص، فاستحدثت عام 1960، إبان جلائها عن الجزيرة قاعدتين حربيتين: قاعدة أكروتيري AKROTIRI ، وقاعدة ديكاليا DHEKALIA . ووضعت فيهما رادارات جوّية ومراصد تصل قوّة تنصّتها إلى ما بعد طهران. حتى أنّ وثائق الاستخبارات الأميركية التي نشرت في «ويكيليكس» في الآونة الأخيرة، تؤكّد أنّها تستمد أهمية المعلومات التي تصل إلى «CIA» من الحكومة البريطانية من خلال قاعدتها في قبرص. كما أنّ أيّ سيطرة عسكرية على مدارج قبرص العسكرية أو المدنية، تعطي أيّ دولة عظمى كألمانيا أو روسيا أو الولايات المتحدة الأميركية، قدرةً للسيطرة على أجواء الشرق الأوسط من دون منازع.
ولمرافئ قبرص تاريخيًا حصّة الأسد في الأهمية العسكرية عبر القرون، فمنذ بدايات التاريخ، وللجزيرة أهمية عسكرية، حتى أصبحت مفتاح الشرق الأوسط. منذ بداية التاريخ المكتوب، تعاقبت الفتوحات على هذة الجزيرة، فنجد محفورات في الحجر Artifact ، ومنحوتات يعود عهدها إلى زمن الحكم الآشوري، وتشهد لفتوحات الملك سرجون الثاني. كما نجد منحوتات في قصر الملك سرجون في دور شروكيف أو خرسباد حاليًا في جنوب العراق، تتناول في سيرتها جزيرة قبرص. فمن الآشوريين حتى الرومان مرورًا بالاسكندر المقدوني، تعاقبت على هذه الجزيرة السورية، الفتوحات مكرّسة أهميتها العسكرية وموقعها الاستراتيجي في أيّ نزاع في الشرق الأوسط. ثم أتى عهد الغزوات الصليبية، فحطّ أول الفاتحين ريكاردوس قلب الأسد في ليماسول عام 1191، في طريقه إلى القدس. وقد استعمل الصليبيون في معظم غزواتهم على المنطقة، جزيرة قبرص كمحطة لسفنهم الحربية وشنّ هجمات على الشواطئ السورية. وبقيت قبرص في عهدة المحتلين الأوروبيين حتى سقطت أخيرًا عام 1926 في يد المماليك وبعدهم العثمانيين. ولا تزال تركيا تعبث في مصير الجزيرة محتلةً أقل من نصفها منذ عام 1974 حتّى يومنا هذا.
بدءًا من عام 2006، بدأت سفن البحرية الألمانية التي تجوب سواحل سوريا في مهمة موكلة من الأمم المتحدة ، تستعمل مرافئ قبرص البحرية كمقرّ لها.
مساعدة اقتصادية للسيطرة
تبعد قبرص عن ألمانيا 2559.44 كيلومترًا، أي حوالى 15903 أميال، وتبعد عن روسيا ما يناهز 3540 ميلًا، إلّا أن الدولتين في الأشهر الماضية، تصارعتا سرًّا وعلنًا على مساعدة الاقتصاد القبرصيّ وانتشاله من المأزق. غير أنّ هذه المساعدة Bailout ليست خيّرة أو مجانية، فالشروط والقواعد التي وُضعت على الحكومة القبرصية مثقلة بالضرائب المكبّلة، كضرائب على الإيداعات المصرفية التي تفوق الـ 100.000 يورو، ويعرف الرئيس القبرصي حقيقة هذه المساعدات، فيصف لجوءه إلى الاتحاد الأوروبي بـ«المرغم، العاجز، المُكرَه…».
جذور الأزمة
إنّ التواصل الاقتصادي بين قبرص والاتحاد الأوروبي في مفهومنا القومي الاجتماعي تواصل غير طبيعيّ، والدورة الاقتصادية الناتجة عنها مركّبة على أسس غير سليمة. وقد أثبتت الأحداث المتعاقبة صحة هذه المقولة، وفسّرت التدهور الاقتصادي السريع الذي نزل بجزيرة المتوسط.
دخلت حكومة قبرص عام 2004 بعد عناء طويل الاتحاد الأوروبي، وبدأت التداول باليورو في مطالع سنة 2008. ونعمت قبرص بفورة اقتصادية قصيرة شبيهة بالفورات الاقتصادية التي رأيناها في المنطقة. إذ ازدادت الإيداعات في المصارف القبرصية. ثمّ شجّعت الحكومات المتعاقبة قطاع الإعمار وعددًا كبيرًا من مشاريع الإنماء والبناء. وموّلت معظم هذه المشاريع بديون خارجية، وازداد ارتباط الاقتصاد القبرصي بالاقتصاد الأوروبي. واستثمرت الحكومة القبرصية الكثير من الرأسمال من «سندات خزينة» حكومة اليونان، فلمّا ساء الاقتصاد الأوروبي وانهار على أساسه الاقتصاد اليوناني، جاءت العاقبة وخيمة على البنوك القبرصية الكبيرة Cyprus Popular Banks ، ومع تساقط البنوك وإفلاسها، اندثر الاقتصاد القبرصي تمامًا، فوجدت الحكومة القبرصية نفسها مجبرة على طلب العون من الأوروبيين.
فاز الاتحاد الأوروبي ودولته الأقوى ألمانيا بالمشادّة. فكرّست وجودها الاقتصادي في يد الدولة القبرصية ليستقرّ من الآن فصاعدًا بيد برلين.
لقد أصرت رئيسة الوزراء الألمانية «أنجيلا ميركل» على إنقاذ الاقتصاد القبرصيّ رغم معارضة 63 من الشعب الألماني بحسب صحيفة «Der Spiegel» ، وتبلورت هذه الحقيقة في استفتاء شعبيّ نُظّم في شباط الماضي، وبيّن هذا الاستفتاء أيضًا عدم اكتراث معظم الناخبين بهذا الموضوع.
إنّ ثمن إخضاع أهم جزيرة في المتوسط ليس باهظًا. تجد قبرص نفسها اليوم تحت هيمنة الاتحاد الأوروبي وبرلين، فلقاء المساعدة الملحّة، أصرّت ألمانيا على حكومة قبرص أن تغطي بعض النفقات ما يقارب 6 بليون يورو. وأصرّت على أن يأتي هذا المبلغ من فرض الضرائب على الإيداعات المصرفية القبرصية التي تفوق 100.000 يورو .
ولهذا الحلّ تداعيات خطيرة، ففيه استباحة للحرّية المصرفية انتبه أيّها اللبناني على حرية مصارفك التي هي العمود الفقري لاقتصادك وهذا الحلّ قد يسفر عن هروب رأس المال الأجنبي وازدياد مشكلة السيولة. كما أصرّت ألمانيا على حقّها في المراقبة والتدخّل في كل عمليات الصرف والموازنات القبرصية، وحتى تحديد كيفية صرف الأموال والرواتب الحكومية والمعاملات التجارية إلخ.. بمعنى آخر، لقد وقعت حكومة قبرص تحت تأثير الشركات الألمانية ونفوذ الحكومة الألمانية، وأصبحت من الآن فصاعدًا، تدور في فلك الاتحاد الأوروبي الألماني.
لقد شغل موضوع قبرص الصحف الأميركية والصهيونية والأوروبية، وحلّلته وبيّنت أهميته. أمّا الصّحافة العربية، فقد مرّت عليه «مرور الكرام»، فإمّا هي متجاهلة، أو منشغلة بما تراه أنسب وأخطر.
إنّنا اليوم نشهد صراع الأمم على أرضنا، والصراع تاريخيًا يبدأ بتنافس اقتصاديّ تعلو وتيرته حتّى يتحوّل إلى صراع عسكريّ. تتأهّب الدول الكبرى والأمم التامة المدركة هويتها ذات المطامع الإمبريالية، لتخوض الصراع العسكري، فتحاول السيطرة على كلّ ما تراه ضرورة استراتيجية للتفوّق والنصر.
أمّا «الأمّم العربية»، فبدلًا من أن توجّه الـ«بترودولار Petrodollar» لحماية شواطئها، تدفع به لبثّ الانشقاق ونفخ الحروب الأهلية وأعمال الظلم والإجرام في بلادنا.
مرّةَ أخرى تتحقّق مخاوف الزعيم أنطون سعاده باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية ومؤسس الحزب، بعد سنين من استشهاده، وتقع كلماته على آذان «العروبيين». فها هو يحذّرنا من هذه المطامع، ويتناول موضوع قبرص، لِما له من أهمية ومخاطر وانعكاسات على أمّتنا.
نتطلّع اليوم إلى المشهد الاقتصادي الذي ضرب بلدان المتوسط، فنجد خيطًا قد لا يراه الكثيرون، يربط ما يجري هناك بما قد يجري بوطننا، ويتهدّد اقتصادنا وقطاعنا المصرفيّ الذي نتغنّى به، وقد شكّل صمّام الأمان لاقتصادنا المرهق. فهلّا تعلّمنا درسًا من تجربة نجمتنا قبرص؟!
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى