الجنوب الليبي هل يماثل نظيره السوداني؟ ائتلاف شباب القبـائل: مجلس الأمن تحوّل إلى راعٍ رسمي للإرهاب الدولي برعاية قطرية وتركية

الجنوب الليبي ينساق وبتسارع ملحوظ لمماثلة مأساة الجنوب السوداني.. هل تقع الفأس بالرأس مرة ثانية ويزداد السقف العربي هشاشة لحين وقوعه على رأس أصحابه تحت أنضار مشروع تقسيم المقسم وتفتيت المفتت الذي تتزعمه أمريكا وتحركه عبر أدواتها في المنطقة- قطر- تركيا.
الأخبار الواردة من جنوب ليبيا تتحدث عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بسبب الاشتباكات المستمرة التي وصفها مراقبون بالشرسة للغاية, كما تشير الأخبار إلى وضع مأساوي ينذر بكارثة إنسانية في مدن جنوب ليبيا ولا سيما بمدينتي سبها والكفرة, إذ تشهد نقصا حاداً في جميع المواد الغذائية رغم النداءات المتكررة من المجلس المحلي ومجلس الشيوخ للحكومة والمؤتمر الوطني للتدخل.
المشهد المؤلم الماثل في الجنوب تزامن مع استنكار شديد اللهجة جاء في بيان «ائتلاف شباب القبائل العربية» لما وصفه بتحول مجلس الأمن إلى مظلة للإرهاب وارتكاب الجرائم برعاية دولتي تركيا وقطر لانتهاك حقوق الإنسان وقتل الأبرياء ودعمهم للإرهاب الدولي في ليبيا تحت مظلة مجلس يفترض أنه مجلس أمن العالم.
وقال الائتلاف: لقد وصل الحد بهم إلى إحداث فتنة كبرى في الجنوب الليبي على أساس عرقي بين الليبيين في محاولة لتفريقهم والطعن في انتمائهم لليبيا لتكون هذه الفتن ذريعة للإرهاب ولتركيا وقطر لتحقيق مزيد من الانتقام والقتل والتشريد ولتكدير السلم المجتمعي في ليبيا ومحاولة سرقة مكتسبات الشعب الليبي ومقدراته، بعد أن استنزفوا وسرقوا أغلبية مقدرات الشعب الليبي وودائعهم في الخارج.
كما عبر الائتلاف عن أسفه الشديد لما يجري تحت غطاء ومظلة ما سماه بـ«مجلس الرعب الدولي» على مرأى ومسمع العالم بأسره، وتحت غطاء مجلس الأمن الدولي الذي من المفروض أن تكون مهمته حماية المدنيين والأقليات والمستضعفين، ولكن الأجندات والمطامع غيرت مبادئه وقراراته وأصبح مجلس الأمن هو الراعي الرسمي للإرهاب الدولي.
بالتزامن أفادت مصادر ليبية بوقوع انفجار ضخم أمس استهدف مديرية أمن منطقة الأبيار شرق مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا من دون ورود معلومات عن الضحايا والأضرار التي تسبب بها الانفجار.
إلى ذلك وصلت حصيلة الاشتباكات التي دارت أمس الأول في مناطق متفرقة في ليبيا بين قوات الأمن و عناصر مسلحة إلى 14 قتيلاً و67 جريحاً.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصادر طبية من مدينة سبها جنوب البلاد قولها: إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 40 نتيجة الاشتباكات العنيفة الدائرة في وسط المدينة، مبينة أن الاشتباكات التي بدأت قبل أسبوع مازالت مستمرة في عدد من أحياء المدينة وأن مستشفى سبها يعاني نقصا في الأطباء والممرضين وخاصة أخصائيي الجراحة والمسعفين.
إلى ذلك قتل تسعة عناصر من القوة الوطنية المتحركة المكلفة من قبل الجيش الليبي وأصيب 27 بجروح في اشتباكات مع عناصر مسلحة قرب العاصمة طرابلس.
وقال مصدر أمني بغرفة عمليات القوة في تصريح نقلته الوكالة الليبية: الغرفة تصدت لمجموعات مسلحة بالتعاون مع غرفة العمليات المشتركة وتمكنت من إلقاء القبض على بعض عناصرها وضبطت أسلحة كانت بحوزتهم.
وأوضح المصدر أن القوة الوطنية المتحركة تتولى تأمين الطريق الغربي لمدينة طرابلس وذلك للحد من العمليات الإجرامية التي قامت بها جماعات مسلحة خارجة عن القانون من قطع للطرق بقوة السلاح ونهب للممتلكات.
وكان ثلاثة عناصر من القوات الخاصة الصاعقة قد اغتيلوا بمدينة بنغازي أمس الأول إثر تفجير سيارة كانت تقلهم في منطقة الليتي.
من جهة أخرى تحاصر مجموعات مسلحة مدينة الكفرة جنوب ليبيا منذ أكثر من شهرين وتقوم بمنع دخول سيارات الأدوية والوقود والمواد الغذائية والأوكسجين والغاز والسلع التموينية إلى المدينتين.
وذكرت صحيفة «ليبيا المستقبل» أن محلات الكفرة تشهد نقصاً في جميع المواد الغذائية وأن مستشفى الكفرة العام يعاني من نفاد الأوكسجين والوقود.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحياة تزدد سوءاً داخل المدينة ومن المحتمل أن تحدث كارثة إنسانية في مستشفى الكفرة على الرغم من النداءات المتكررة من المجلس المحلي ومجلس الشيوخ للحكومة والمؤتمر الوطني للتدخل.
في أثناء ذلك أعلنت وزارة الخارجية الليبية تحرير الملحق التجاري بسفارة كوريا الجنوبية هان سوك وو الذي اختطف قبل يومين بطرابلس.
وقال وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة المؤقتة عبد الرزاق القريدي في تصريح لوكالة الأنباء الليبية: الوزارة وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة نجحت في تحرير سوك وو من مختطفيه، مؤكداً أن الملحق التجاري الكوري بصحة جيدة وتم تسليمه إلى سفارة بلاده.
وكانت الأجهزة الأمنية الليبية المختصة تمكنت من تحديد الموقع الذي يحتجز فيه المسؤول الكوري من قبل مجموعة مسلحة حيث تم اختطافه مساء الأحد الماضي بينما كان في طريقه من مقر عمله إلى منزله في طرابلس من قبل أربعة مسلحين.
من جهة أخرى يتوافد الآلاف من المواطنين الليبيين إلى تونس المجاورة هرباً من تدهور الأوضاع الأمنية في بلادهم.
وقالت مصادر ليبية نقلاً عن مصادر تونسية: المعبر الحدودي بين ليبيا وتونس رأس أجدير يشهد تدفقاً لليبيين منذ يومين للدخول إلى تونس، مشيراً إلى أن معدل تدفق الليبيين على المعبر المذكور تجاوز ثلاثة آلاف ليبي يومياً وأن هذا الرقم مرشح للارتفاع.
وبينت بعض العائلات الليبية التي دخلت إلى تونس أن الكثير من العائلات ينتظرون الدخول من المعبر الحدودي الثاني وازن الدهيبة بين ليبيا وتونس في وقت ترتفع فيه حدة المواجهات والاشتباكات المسلحة في البلاد التي أعادت إلى الأذهان الحرب التي شنها حلف شمال الأطلسي «ناتو» ضد ليبيا في 2011.
وبحسب المصدر تخشى السلطات التونسية من تداعيات تدهور الأوضاع في ليبيا على تونس ما دعا الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي للاتصال برئيس الحكومة الليبي علي زيدان طالباً دعمه ودعم بلاده لليبيا.
وتعاني ليبيا منذ عام 2011 بعد تدخل حلف الأطلسي من الفوضى والفلتان الأمني تفاقماً وسط عجز السلطات الليبية الحاكمة عن بسط الأمن والنظام في البلاد نتيجة انتشار السلاح والميليشيات المسلحة فيها ما ينذر بشرذمتها وتقسيمها.