«ديلي تلغراف»: «القاعدة» في سورية تدرب أوروبيين لتشكيل خلايا إرهابية عند عودتهم لبلادهم

في كشف خطر سيثبت من جديد انقلاب السحر على الساحر ويقض مضاجع الحكومات الغربية وأجهزة استخباراتها التي شاركت في التآمر على سورية مستخدمة جميع مصادر نفوذها السياسي والمالي والعسكري لدعم المجموعات الإرهابية التي تعيث خراباً في سورية وترتكب الجرائم الوحشية بحق الشعب السوري كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية نقلاً عن مصادر أمنية غربية وعن شخص قال إنه انشق عما يدعى «دولة الإسلام في العراق والشام» عن قيام تنظيم القاعدة الإرهابي بتدريب مئات الإرهابيين البريطانيين والأوروبيين في سورية كـ«جهاديين» ومن ثم تشجيعهم على العودة إلى بلدانهم لتشكيل خلايا إرهابية وشن هجمات هناك.
وجاء في مقال لمراسلي الصحيفة روث شرلوك وتوم وايتهيد نشرته الصحيفة مساء أمس الأول أن شخصاً عرّف عن نفسه باسم مراد قال إنه انشق عن مجموعة «دولة الإسلام في العراق والشام» التابعة لـ«لقاعدة» وأكد في مقابلة نادرة مع الصحيفة على الحدود التركية مع سورية أن الأشخاص الذين تم تجنيدهم من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة تم تدريبهم من تنظيم القاعدة على كيفية تفخيخ السيارات وتجهيز أحزمة ناسفة وأرسلوا إلى بلدانهم للبدء بتشكيل خلايا إرهابية.
وأضاف مراد: هؤلاء تم غسل أدمغتهم على يد إسلاميين متطرفين، كما لقنوا إيديولوجيا متشددة مناهضة حتى لبلدانهم الغربية.
ولفتت «ديلي تلغراف» إلى أن اعترافات هذا الشخص تأتي ترديداً للمخاوف التي أعربت عنها أجهزة الأمن الغربية والتي تحدثت عن وجود ما يقارب الـ500 إرهابي بريطاني يقاتلون في سورية وبالطبع فإن مكمن قلقها ينبع من احتمال عودتهم إلى بريطانيا لشن هجمات مماثلة لتفجيرات لندن وهجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة.
وتعتقد أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية أن الخطر الآن يكمن في تنامي أعداد البريطانيين الذين تحولوا إلى إرهابيين على أيدي «القاعدة» وتم توجيههم للعودة فيما بعد إلى بريطانيا وتنامي قوة وخطر الإرهابيين المتطرفين في «دولة الإسلام في العراق والشام» سيسمح لهم باستهداف وتجنيد المزيد من الأوروبيين والغربيين وجذبهم إلى العقيدة وأسلوب التفكير الذي يعتنقه التنظيم المذكور.
وكشفت الصحيفة أن الخوف الذي يعتري جهاز الاستخبارات البريطانية «إم إي 5» جعله يحشد كمّاً ضخماً من المصادر والعناصر لمواجهة هذا الخطر خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال مراد في مقابلته مع الصحيفة: هؤلاء المقاتلون الأجانب الذين التقاهم في سورية يتكلمون بشكل متواصل عن الهجمات الإرهابية وهم فخورون بهجمات 11 أيلول وتفجيرات لندن، وحتى إن «المجاهدين» البريطانيين والفرنسيين والأميركيين بدؤوا يتحدثون عن أماكن يرغبون بشن هجمات إرهابية انتحارية ضدها في أوروبا والولايات المتحدة وكل واحد منهم سمى المكان الذي يرغب بتنفيذ عمليته فيه، وقال الأميركي إنه يرغب بتفجير البيت الأبيض.
وتشير التقارير الاستخباراتية الغربية إلى وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى المجموعات الإرهابية في سورية بينهم500 بريطاني على الأقل يعلم جهاز الاستخبارات البريطاني«إم إي 5» تماماً بوجودهم في سورية.
ويقول مصدر رفيع في الحكومة البريطانية: هذا الخطر لن يذهب بعيداً أبداً بل على العكس من المحتمل أن يتنامى باطراد.