مسلحو المعضمية ينخرطون في «الدفاع الشعبي» تحت أمرة الجيش السوري

ثائر العجلاني
ست ساعات متواصلة، هي مدة الاجتماع الذي انعقد وأفضى إلى الإتفاق الذي شهدت مدينة المعضمية أمس، نتائجه الإيجابية، متمثلة بعودة جزء كبير من أهاليها إليها، الإجتماع الذي ضم منتدبين عن مسلحي البلدة هم: علي خليفة، أنس الشيخ ومحمود الخطيب إلى وفد لجنة المصالحة الوطنية كان مثمراً وظهرت نتائجه على الأرض سريعة، دافعة لتثبيت عوامل الثقة بين الطرفين.
طول مدة الاجتماع قد لا يكون عائداً إلى صعوبة المفاوضات، أو تشبث أحدهما بمواقفه، بل لكثرة التفاصيل التي يتم بحثها ومناقشتها ثم الاتفاق عليها، خصوصاً وأن التسوية تتضمن معالجة وحل عدد كبير من الحالات، أحياناً بشكل فردي أو جماعي، كما أوضحت مصادر من داخل الاجتماع تحدثت لـ «سلاب نيوز»، معددة جملة من أهم البنود التي تم الإتفاق عليها والتي وصفتها بالايجابية:
- ضم مسلحي معضمية الشام ضمن تشكيل جديد يحمل إسم «الدفاع الشعبي» ويتبع للدولة السورية، التي تتكفل بصرف رواتب أفراده وأجورهم وتعويضاتهم، وتكون مهمتهم الأساسية الحفاظ على الأمن داخل البلدة، ومنع دخول «مندسين» من خارجها، وعدم السماح بعودة الفوضى إلى البلدة.
- وضع حاجزين مشتركين «الأول عند مفرق بلدة داريا والثاني عند مفرق بلدية المعضمية» مع إحدى وحدات الجيش السوري التي ستوكل إليها مهمة تفتيش السيارات الداخلة والخارجة والتدقيق بهوية الأشخاص القادمين إلى البلدة.
المصادر أكدت أن مندوبي المسلحين قدموا قوائمهم الخاصة بـ «المعتقلين» ليصار إلى وضعها بتصرف لجنة من المحامين ستتولى العمل لإخراجهم بشكل قانوني وتسوية أوضاعهم.
من جانبها أكدت مصادر حكومية سورية مواكبة للعملية أن الحكومة السورية ستقوم بدعم بلدة معضمية الشام «أسوة بباقي البلدات»، لإعادة دورة الحياة بشكل سريع وإعادة تأهيل المشافي وتزويدها بالمعدات اللازمة واعادة فتح قسم الشرطة والمدارس بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
مصدر عسكري رأى في «المصالحات»، إيجابية تسقط الذرائع، وتفض البيئة الحاضنة للمسلحين من حولهم، لدفعهم للعودة إلى صوابهم، وهو أمر جرى التخطيط له والعمل عليه منذ مدة، وأكد المصدر أن الاهالي على مساحة الجغرافيا السورية ضاقوا ذرعاً بالمسلحين، وتصرفاتهم، على حد تعبيره، الأمر الذي اعتبر أنه سهل وسرع مهمة الجيش السوري، خاتماً أن «المصالحات سلاح جديد بيد الجيش لايقل أهمية عن الرصاص في الدفاع عن البلاد ووحدتها».
عودة العائلات الى البلدة بدأت صباح أمس، والبلدة التي كانت تسمى سابقاً «المعظمية» قبل تحويرها لتصبح «معضمية الشام»، تعتبر من أهم بلدات الغوطة الغربية للعاصمة دمشق.
‎العائلات التي بدأت بالعودة إلى بلدة المعضمية فاق عددها الألف عائلة، ضمن برمجة انطلقت بشكل تدريجي ويتنظر أن تتوسع في الأيام المقبلة مع عودة الحياة الطبيعية الى المنطقة التي لم تشهد أي عملية اطلاق نار أو اشتباك منذ إجلاء المدنيين منها، تمهيداً لإطلاق عملية المصالحة التي تمت بعد عمل دؤوب وجاد قامت به لجان المصالحة الوطنية والشعبية‫.‬
العودة تمت، ‎ورغم التدقيق الذي حصل بشكل سريع، دقيق وهادئ في الهويات وسجلات العائدين، إلا أنها جرت بشكل طبيعي، معززة الآمال بإنجاز مصالحات وتسويات مشابهة في أكثر من منطقة ساخنة وحساسة أخرى، كما وعد مسؤولون معنيون بالملف ‫..‬ قريباً وقريباً جداً‫.‬