{ انا وبعدي الطوفان } { الموسيقـــــــــــار }

{ انا وبعدي الطوفان }

===============

قالها الملك الفرنسي لويس الخامس عشر ووصفت بأنها اعمق وصف للغرور والأنانية وحب الذات في وقتها واتضح بعد ذلك انها تحمل معاني لا علاقة لها بما وصفت به هذه العبارة الشهيرة ، في ليبيا قال القائد معمر القذافي ليبيا ستكون نار حمراء جمر ووصف المغلفين والسطحيين العبارة بذات الاوصاف التي وصفت بها عبارة الملك الفرنسي ، وبعد ثلاثة سنوات بدأ الكثيرين يفهمون ماذا كان يقصد القائد من عبارته ، فهو لم يقصد غيابه الشخصي عن المشهد في ليبيا بل كان يقصد انتهاء النظام الذي كان يسير كل نواحي الحياة في ليبيا .

كان القائد على يقين تام بأنه هو السلم الاجتماع وهو دستور الليبيين غير المكتوب وهو مرجعيتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ووجوده في ليبيا كان اشبه بالبوصلة التي تحدد الاتجاهات ، كان اشبه بالرمز السري الذي لا تفتح بدونه الابواب ، اتضح جليا اليوم ان القائد معمر القذافي كان كل هذا و اكثر حتى الاحقاد في نفوس الناس كان القائد يمنعها من الخروج الي افعال ، كل هذه الانجازات كانت لمصلحة الشعب الليبي بالكامل الذي كان يعيش بعيداً عن الفتنة والقتل والخطف والتعذيب والتهجير ولا يهمني كيف استطاع ان يملك القائد مفاتيح كل ذلك ، قل انها ديكتاتورية ، قل انها طغيان قل انها كاريزما من الله عز وجل لك مطلق الحرية في اختيار اسبابك ولي مطلق الحرية في سرد واقع زمن معمر القذافي وواقع زمن غيابه عن المشهد وبداية الطوفان .

بعد اليوم يجب ان يعرف الجميع ان الطوفان والنيران التي تحدث عنها القائد لم تكن وليدة حب الذات او التشبث بالكرسي بقدر ما هي قراءة صادقة وحقيقة للتاريخ الذي يجهلـه الببغاوات التي تردد كلاماً لا تفهمه ، فالفرق بين القائد معمر القذافي وكل الحكام الموجودين في ليبيا الان هو فرق يستحي التاريخ من كتابته لغياب كل اركانه وشروطه ، نحن اليوم بحاجة الي عودة فكر معمر القذافي لكي تعود تلك الحياة التي كانت تسير بمجراتها في عهـده .

========================= ولا زال عزف الرصاص مستمـــرآ { الموسيقـــــــــــار }