حلب : الجيش يقترب من السجن ويحاصر المسلحين شرق المدينة “عن بعد”

يتابع الجيش العربي السوري تقدمه في ريف حلب نحو السجن المركزي المحاصر، والمدينة الصناعية التي باتت قاب قوسين أو ادنى من السيطرة عليها بعد التفاف وحدة من الجيش حول المدينة الصناعية والسيطرة على بلدة الشيخ نجار وعلى تلة استراتيجية فيها، ما ساهم أيضاً برصد طريق المطار القادم من دوار الصاخور، ما يعني قطع هذا الطريق على مسلحي المعارضة.
وقال مصدر ميداني لتلفزيون الخبر ان وحدة من الجيش العربي السوري تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة الشيخ نجار قرب المدينة الصناعية، وعلى تلة “العالية” الاستراتيجية فيها، وذلك بعد ضرب طوق حول المسلحين الذين كانوا يتمركزون على هذه التلة، ما دفعهم للانسحاب حول مدينة حلب، مخلفين أكثر من 100 عبوة ناسفة قام الجيش بتفكيكها.
وبهذا التقدم، بات الجيش السوري يحاصر المدينة الصناعية في حلب من محورين ( الفئة الثالثة والفئة الأولى)، ما يجعل من مهمة السيطرة على المدينة “مسألة وقت” حسبما اكد المصدر.
وقال المصدر ” بعد السيطرة على التلة تم رصد طريق المطار، ما يعني قطعه على المسلحين بشكل كامل الأمر الذي من شأنه ان يسرع العملية العسكرية التي تسير بالتوازي والجارية في حلب الشرقية”.
وفي ذات السياق، قال مصدر محلي لتلفزيون الخبر ان معظم سكان أحياء حلب الشرقية نزحوا من منازلهم مع اشتداد المعارك، سواء باتجاه القسم الغربي من مدينة حلب والخاضع لسيطرة الحكومة، أو إلى ريف حلب الشمالي، وحتى إلى محافظات أخرى آمنة.
وعن سجن حلب المركزي الذي تحاصره فصائل “إسلامية” و”جهادية” قال المصدر ” بات الوصول إلى السجن قريب جداً، كما أن السيطرة على التلة من شأنها منع اي تقدم للمسلحين باتجاهه، حيث تم تأمينه عن طريق الرشاشات الثقيلة والمدفعية التي ستستهدف اية محاولة تقدم باتجاهه ريثما يتم الوصول إليه براً”.
وأوضح المصدر أن قيادة شرطة حلب بدأت تعد عناصرها لإرسالهم إلى السجن لاستبدال طاقم حماية السجن الموجود حاليا والذي يحاصره مسلحو “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” منذ
نحو عشرة أشهر، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعني أن الوصول إلى السجن وفك الحصار عنه بات قريبا جداً.
ويحاصر مسلحون متشددون سجن حلب المركزي الذي يبعد نحو 7 كم شمال حلب، ويقبع بداخله نحو 3500 سجين، منذ نحو 10 أشهر، يشنون بفترات متتالية هجمات كان أعنفها الأسبوع الماضي الذي شهد قيام انتحاري بتفجير نفسه قرب السجن في محاولة لتكرار سيناريو مشفى الكندي الذي اقتحمه انتحاري يقود شاحنة مفخخة وقام بتفجير نفسه ما أدى إلى تدمير المشفى واسشتهاد معظم من كان فيه.
وقال مصدر من داخل سجن حلب المركزي أن عدد السجناء الذين فارقوا الحياة داخل السجن منذ قيام مسلحي المعارضة بفرض حصار على السجن بلغ نحو 600سجيناً، فارقوا الحياة بسبب المرض، والبرد، ونقص الغذاء والمستلزمات الطبية، إضافة إلى استشهاد آخرين جراء تعرض السجن للقصف من قبل المسلحين “الإسلاميين” المتشددين الذي يحاصرون السجن.
و منذ إطباق المسلحين حصارهم على السجن، اعلن المسلحون عدة معارك، تم خلالها استخدام السيارات المفخخة، كما تم استهداف السجن بوابل من القذائف، التي تسببت باستشهاد عدد من السجناء تم دفنهم جميعاً في باحة السجن، التي تحولت إلى مقبرة، في حين بقي السجن صامداً.
الخبر