خطة أميركية سعودية إسرائيلية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
خطة أميركية سعودية إسرائيلية
-
غالب قنديل
خلافا للفكرة الشائعة عن توصل روسيا والولايات المتحدة إلى صفقات وتسويات شاملة حول القضايا العالمية المتفجرة وانطلاق مرحلة تظهيرها وإخراج انطلاقها السياسي يتضح من مسار التطورات والأحداث أننا ما نزال في سياق مواجهة مستمرة حول مستقبل التوازنات الدولية وفي مزيد من التدقيق يتبين حجم التشابك في خطوط التماس الباردة والمتفجرة.
أولا فرض الصمود السوري وثبات محور المقاومة في وجه التهديد الأميركي بالعدوان خلال مرحلة ما عرف بضربة أوباما على الولايات المتحدة التراجع تحت غطاء تسوية الكيماوي السوري والتمهيد لاتفاق النووي الإيراني بحيث شكلت عودتها إلى حظيرة مجلس الأمن تسليما بسقوط زمن الهيمنة الأحادية الذي نعمت خلاله بفرض سيطرتها كقطب أوحد في المعادلات الدولية ولكن حدود التفاهمات التي أبرمتها الإدارة الأميركية مع الكرملين كانت منع المجابهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة وهي قاعدة التأسيس لحرب باردة جديدة لم يرافقها أي تكريس لتسويات وصفقات على خطوط المواجهة بل فتح خطوط التفاوض تحت عنوان البحث عن حلول سياسية في محاور النزاع.
منذ ذلك الحين تسعى الولايات المتحدة في تكيفها مع الواقع العالمي المتغير لفرض قواعد الشراكة مع روسيا بمنطقها ومنظورها وفقا لما تحدث عنه صناع السياسية والاستراتيجيون الكبار في واشنطن من خلال عبارة “شراكة دولية بقيادة أميركية” وما كرسه السلوك الأميركي في الأشهر القليلة الماضية يقدم نموذجا عن هذه الرؤية التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها على الشريك الروسي وهي قدمت نموذجا سلوكيا استعلائيا ومتعجرفا في ملفات عديدة أبرزها في مؤتمر جنيف حول الوضع السوري حيث أوعزت لبان كي مون بسحب الدعوة الموجهة إلى إيران عشية الافتتاح وثابرت على نهج التصعيد والتهديد في الموضوع السوري بعد انفرادها بتسمية عملائها عن المعارضة السورية وكذلك ظهر السلوك الأميركي العدائي والاستفزازي في مداولات مؤتمر ميونيخ حول موضوعي اوكرانيا والدرع الصاروخي وهما خطان هجوميان يتناولان امن روسيا الإقليمي والجيوسياسي ويمثلان تهديدا مباشرا للمصالح الروسية العليا .
ثانيا ظهرت في الأيام القليلة الماضية تحركات اميركية سعودية تهدف لتصعيد عسكري جديد في سوريا انطلاقا من الحدود الأردنية وفي ظل مؤشرات عن تصعيد التدخلات الإسرائيلية النشطة في الحرب على سوريا وعودة الكلام عن فكرة الشريط الحدودي التي طرحها خبراء صهاينة في الشؤون العسكرية بينما توثق المخابرات الإسرائيلية علاقاتها العضوية بجماعات الإرهاب السورية ويبدو القائد الجديد لعصابات الجيش الحر أقرب إلى صورة انطوان لحد سوري لم يكن اختياره خلفا لسليم ادريس الهارب في قطر مجرد مصادفة بينما نتنياهو يوسع من دائرة ما قام من حلقات الدعم الإسرائيلية لجماعات الإرهاب القاعدية من داعش والنصرة والجبهة الإسلامية العاملة تحت يافطة الجيش الحر الذي يشغل قائده الجديد منصب المسؤول في منطقة الحدود مع هضبة الجولان المحتلة أي البؤرة التي توسعت منها حلقات التدخل الإسرائيلي الداعم للزمر المسلحة المناهضة للدولة الوطنية السورية التي يتولى الصهاينة العناية بالمئات من جرحاها ويحظون برعاية نتنياهو شخصيا في تكرار لتجربة ما سماه الإسرائيليون ببوابات الجدار الطيب خلال احتلالهم لشريط لبنان الحدودي الذي اتخذوا منه قاعدة للتدخل في لبنان امنيا وعسكريا طيلة اثنين وثلاثين عاما بعد احتلاله عام 1978 .
ثالثا استهلك العدوان الاستعماري على سوريا قدرات حكومة أردوغان في تركيا واستنفذ طاقتها على التدخل الواسع بعدما بلغت تداعيات ورطتها في سوريا حدا رفع من منسوب الكلفة الاقتصادية والسياسية والأمنية لدعم الإرهاب داخل سوريا وبعدما ظهرت للعيان مخاطر ارتداده نحو العمق التركي المهدد ويبدو واضحا من خلال سقوط الفيتوات عن تشكيل الحكومة اللبنانية ان الولايات المتحدة تخشى من تلك الارتدادات على لبنان أيضا ولذلك ينصب الاهتمام الأميركي السعودي في هذه المرحلة على استعمال الجبهة الأردنية التي أقيمت عليها معسكرات التدريب ومستودعات السلاح ونشطت عبرها في الأشهر الأخيرة عمليات تسريب الإرهابيين عبر ممرات منطقة الفصل في جبهة الجولان وسواها من ممرات البادية لتهديد دمشق وعبر خطة الشريط الحدودي العازل التي تختبر إسرائيل فرص تنفيذها وتفيد التقارير والمعلومات ان السلطات الأردنية عملت على مقاولة مربحة بمليارات الدولارات السعودية في تورطها بالعدوان على سوريا وقد شاركت مؤخرا في الخطوات الأمنية والميدانية بالشراكة مع إسرائيل .
التحضيرات الأميركية السعودية تهدف لتجهيز آلاف المرتزقة ودفعهم من الحدود الأردنية بمساعدة إسرائيلية مباشرة لمحاولة التأثير على ميزان القوى المتحول في الميدان السوري لصالح الدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة ولن تكون حظوظها أفضل من سابقاتها لكن المؤشرات تدل على أن الأسابيع المقبلة قد تشهد معارك فاصلة في محافظتي درعا والقنيطرة لن تكون نتائجها مخالفة لما تسير نحوه الأمور في سائر المحافظات السورية.
الولايات المتحدة تخوض هذا الفصل من الحرب على سوريا قبل استحقاق التفاوض مع روسيا وإيران حول الخروج من أفغانستان والاضطرار النهائي إلى الرضوخ لمنطق الهزيمة في سوريا وحمل مترتباتها السياسية والعملية التي تختصر بالشراكة الندية مع روسيا والإقرار بدور إيران المحوري والتسليم بزعامة الأسد في سوريا ومن حولها كذلك ، والغطاء الذي تحضره إدارة اوباما للحظة اضطرارها سيكون مكافحة الإرهاب التي أنذرت واشنطن المملكة السعودية بالإعداد لتلبسها احتياطا للحد من كلفة الهزيمة في سوريا.
غالب قنديل
خلافا للفكرة الشائعة عن توصل روسيا والولايات المتحدة إلى صفقات وتسويات شاملة حول القضايا العالمية المتفجرة وانطلاق مرحلة تظهيرها وإخراج انطلاقها السياسي يتضح من مسار التطورات والأحداث أننا ما نزال في سياق مواجهة مستمرة حول مستقبل التوازنات الدولية وفي مزيد من التدقيق يتبين حجم التشابك في خطوط التماس الباردة والمتفجرة.
أولا فرض الصمود السوري وثبات محور المقاومة في وجه التهديد الأميركي بالعدوان خلال مرحلة ما عرف بضربة أوباما على الولايات المتحدة التراجع تحت غطاء تسوية الكيماوي السوري والتمهيد لاتفاق النووي الإيراني بحيث شكلت عودتها إلى حظيرة مجلس الأمن تسليما بسقوط زمن الهيمنة الأحادية الذي نعمت خلاله بفرض سيطرتها كقطب أوحد في المعادلات الدولية ولكن حدود التفاهمات التي أبرمتها الإدارة الأميركية مع الكرملين كانت منع المجابهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة وهي قاعدة التأسيس لحرب باردة جديدة لم يرافقها أي تكريس لتسويات وصفقات على خطوط المواجهة بل فتح خطوط التفاوض تحت عنوان البحث عن حلول سياسية في محاور النزاع.
منذ ذلك الحين تسعى الولايات المتحدة في تكيفها مع الواقع العالمي المتغير لفرض قواعد الشراكة مع روسيا بمنطقها ومنظورها وفقا لما تحدث عنه صناع السياسية والاستراتيجيون الكبار في واشنطن من خلال عبارة “شراكة دولية بقيادة أميركية” وما كرسه السلوك الأميركي في الأشهر القليلة الماضية يقدم نموذجا عن هذه الرؤية التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها على الشريك الروسي وهي قدمت نموذجا سلوكيا استعلائيا ومتعجرفا في ملفات عديدة أبرزها في مؤتمر جنيف حول الوضع السوري حيث أوعزت لبان كي مون بسحب الدعوة الموجهة إلى إيران عشية الافتتاح وثابرت على نهج التصعيد والتهديد في الموضوع السوري بعد انفرادها بتسمية عملائها عن المعارضة السورية وكذلك ظهر السلوك الأميركي العدائي والاستفزازي في مداولات مؤتمر ميونيخ حول موضوعي اوكرانيا والدرع الصاروخي وهما خطان هجوميان يتناولان امن روسيا الإقليمي والجيوسياسي ويمثلان تهديدا مباشرا للمصالح الروسية العليا .
ثانيا ظهرت في الأيام القليلة الماضية تحركات اميركية سعودية تهدف لتصعيد عسكري جديد في سوريا انطلاقا من الحدود الأردنية وفي ظل مؤشرات عن تصعيد التدخلات الإسرائيلية النشطة في الحرب على سوريا وعودة الكلام عن فكرة الشريط الحدودي التي طرحها خبراء صهاينة في الشؤون العسكرية بينما توثق المخابرات الإسرائيلية علاقاتها العضوية بجماعات الإرهاب السورية ويبدو القائد الجديد لعصابات الجيش الحر أقرب إلى صورة انطوان لحد سوري لم يكن اختياره خلفا لسليم ادريس الهارب في قطر مجرد مصادفة بينما نتنياهو يوسع من دائرة ما قام من حلقات الدعم الإسرائيلية لجماعات الإرهاب القاعدية من داعش والنصرة والجبهة الإسلامية العاملة تحت يافطة الجيش الحر الذي يشغل قائده الجديد منصب المسؤول في منطقة الحدود مع هضبة الجولان المحتلة أي البؤرة التي توسعت منها حلقات التدخل الإسرائيلي الداعم للزمر المسلحة المناهضة للدولة الوطنية السورية التي يتولى الصهاينة العناية بالمئات من جرحاها ويحظون برعاية نتنياهو شخصيا في تكرار لتجربة ما سماه الإسرائيليون ببوابات الجدار الطيب خلال احتلالهم لشريط لبنان الحدودي الذي اتخذوا منه قاعدة للتدخل في لبنان امنيا وعسكريا طيلة اثنين وثلاثين عاما بعد احتلاله عام 1978 .
ثالثا استهلك العدوان الاستعماري على سوريا قدرات حكومة أردوغان في تركيا واستنفذ طاقتها على التدخل الواسع بعدما بلغت تداعيات ورطتها في سوريا حدا رفع من منسوب الكلفة الاقتصادية والسياسية والأمنية لدعم الإرهاب داخل سوريا وبعدما ظهرت للعيان مخاطر ارتداده نحو العمق التركي المهدد ويبدو واضحا من خلال سقوط الفيتوات عن تشكيل الحكومة اللبنانية ان الولايات المتحدة تخشى من تلك الارتدادات على لبنان أيضا ولذلك ينصب الاهتمام الأميركي السعودي في هذه المرحلة على استعمال الجبهة الأردنية التي أقيمت عليها معسكرات التدريب ومستودعات السلاح ونشطت عبرها في الأشهر الأخيرة عمليات تسريب الإرهابيين عبر ممرات منطقة الفصل في جبهة الجولان وسواها من ممرات البادية لتهديد دمشق وعبر خطة الشريط الحدودي العازل التي تختبر إسرائيل فرص تنفيذها وتفيد التقارير والمعلومات ان السلطات الأردنية عملت على مقاولة مربحة بمليارات الدولارات السعودية في تورطها بالعدوان على سوريا وقد شاركت مؤخرا في الخطوات الأمنية والميدانية بالشراكة مع إسرائيل .
التحضيرات الأميركية السعودية تهدف لتجهيز آلاف المرتزقة ودفعهم من الحدود الأردنية بمساعدة إسرائيلية مباشرة لمحاولة التأثير على ميزان القوى المتحول في الميدان السوري لصالح الدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة ولن تكون حظوظها أفضل من سابقاتها لكن المؤشرات تدل على أن الأسابيع المقبلة قد تشهد معارك فاصلة في محافظتي درعا والقنيطرة لن تكون نتائجها مخالفة لما تسير نحوه الأمور في سائر المحافظات السورية.
الولايات المتحدة تخوض هذا الفصل من الحرب على سوريا قبل استحقاق التفاوض مع روسيا وإيران حول الخروج من أفغانستان والاضطرار النهائي إلى الرضوخ لمنطق الهزيمة في سوريا وحمل مترتباتها السياسية والعملية التي تختصر بالشراكة الندية مع روسيا والإقرار بدور إيران المحوري والتسليم بزعامة الأسد في سوريا ومن حولها كذلك ، والغطاء الذي تحضره إدارة اوباما للحظة اضطرارها سيكون مكافحة الإرهاب التي أنذرت واشنطن المملكة السعودية بالإعداد لتلبسها احتياطا للحد من كلفة الهزيمة في سوريا.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32946
نقاط : 67999
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» “النوم مع الشيطان” .. شراكة أميركية سعودية في تكوين الإرهاب التكفيري
» هآرتس:” استهداف سورية وإيران مصلحة إسرائيلية سعودية”
» أصداء أول دعوة علنية سعودية لفتح سفارة إسرائيلية في الرياض
» الحلقة 3.. محمية قطر.. الدور والهدف.. انقلاب 1995 بداية تحول المال إلى طاغية قطر في عهد الحمدين.. ذراع أميركية- إسرائيلية ضد العرب
» الفرق خاصة :: مهام إستخباراتية أوروبية – أميركية - إسرائيلية سرية لدعم وتدريب داعش في ليبيا وسوريا واليمن والعراق بموافقة الامم المتحدة.
» هآرتس:” استهداف سورية وإيران مصلحة إسرائيلية سعودية”
» أصداء أول دعوة علنية سعودية لفتح سفارة إسرائيلية في الرياض
» الحلقة 3.. محمية قطر.. الدور والهدف.. انقلاب 1995 بداية تحول المال إلى طاغية قطر في عهد الحمدين.. ذراع أميركية- إسرائيلية ضد العرب
» الفرق خاصة :: مهام إستخباراتية أوروبية – أميركية - إسرائيلية سرية لدعم وتدريب داعش في ليبيا وسوريا واليمن والعراق بموافقة الامم المتحدة.
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد