اجتماعات درزيّة في جامعة «جورج تاون» في واشنطن بعد الحديث عن تقسيم سوريا؟

رضوان الذيب
اوضاع دروز جبل السماق المأساوية في محافظة ادلب لا تختلف كثيرا عن اوضاع مسيحيي الرقة، وبالتالي فان ما يعانيه مسيحيو «الرقة» مشابه تماما لمأساة دروز جبل السماق. خصوصا ان مسيحيي الرقة ودروز جبل السماق تجمعهما مصيبة «داعش» ووقوع قراهم تحت حكم هذا التنظيم.
واللافت ان ما ينقله دروز جبل السماق. الى اخوانهم في لبنان حرك لدى هؤلاء النخوة «لحفظ الاخوان وصون اللسان»، وقاموا باتصالات لدى العديد من السفارات الاجنبية والعربية للتخفيف من معاناة دروز جبل السماق لكنها لم تفلح، فاستعاض دروز لبنان بالتعويض بارسال المساعدات العينية، الى اخوانهم في جبل السماق والدعوات لهم بالصبر. حتى يأتي «فرج الله» فيما الامور مختلفة في قرية «الحضر» الدرزية في الجولان حيث تطوع العديد من الشباب الدروز اللبنانيين وذهبوا لنصرة اخوانهم في الحضر والدفاع عنها ضد هجمات «النصرة» حيث فشل الهجوم الاخير للسيطرة على الحضر بعد معارك عنيفة، وتتقدم اليوم اخبار اجراء مصالحة في «الحضر» مع «بيت جن» عبر اتصالات مع مسلحي الجيش الحر. وباشراف الجيش السوري فيما مسلحو النصرة يعرقلون الوصول اليها، لكن اجواء المصالحة تتقدم.
وكون الدروز كـ «طبق النحاس» اي اذا اصاب دروز سوريا اي مكروه فان الشظايا تصيب دروز لبنان وفلسطين والاردن وبالعكس ولذلك فان اوضاع دروز جبل السماق تقلق «دروز الجزيرة» عموما على المسار والمصير.
واخر المعلومات من جبل السماق تفيد بان تنظيم «داعش» فرض على الدروز دفع «الجزية» من مصاغهم واموالهم ومحصول «القمح» و«الكمون» والحمص والزيت، بالاضافة الى منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية الخاصة وتحديد ليل الخميس – الجمعة، واقفال الخلوات وكل من يرفض تعليمات داعش وقوانينها يعامل معاملة لا تليق ببني البشر. لجهة حرمانه كل حقوقه.
حتى ان «داعش» فرض على الدروز استبدال «زيهم» لباسهم الديني وحتى المدني، باللباس الذي تفرضه داعش، وكذلك «لباس النساء».
ومن الاجراءات ايضا، فان على كل من يريد الاحتفاظ بدينه ان «يشمل» ويحني رأسه الى الارض ويقف على حافة الطريق اجلالاً واحتراماً لاي مواطن او شيخ من الطائفة السنية ولا يرفع رأسه الا بعد ان يطلب منه ذلك «وكلمة اشمل مع الضرب بقضيب الخيزران هو اسلوب استخدمه العثمانيون عند حكمهم لهذه المنطقة اثناء امبراطورية آل عثمان الانكشارية واستخدموها بحق المواطنين الدروز والمسيحيين» ومن الاجراءات الاخيرة لداعش مصادرة كل الاسلحة الفردية، وكذلك الفرض على الدروز الحضور الى الجوامع صباح كل نهار جمعة والخضوع الى الدراسات الدينية. ومن لا يحضر له الحق بذلك لكن «الجزية»، يتم رفعها بشكل مضاعف.
وصدرت بيانات من «داعش» في المنطقة وصفت الدروز «بالكفار» وبأن معتقداتهم لا علاقة لها بالاسلام، وجاء هذا البيان في اطار «الترهيب» بحق المواطنين الدروز.
ورغم ان الاجراءات «خفت» بعض الشيء مؤخرا لجهة الضغط على الدروز لاشهار اسلامهم، «بالقوة» اي بالسيف، مقابل دفع «الجزية» وعدم التمتع بأي حقوق فان ذلك لم يخفف من «المعاناة» والعيش «برعب دائم». ويبدوان لا حل لموضوع دروز جبل السماق، الا بتغيير القواعد العسكرية في المنطقة عبر طرد حركة «داعش» وهذا الامر «صعب للغاية» حاليا حيث زادت «داعش» من اجراءاتها بعد حربها مع الجيش الحر و«النقزة» التي تعيشها جراء عدم ضمانها لولاء اهالي هذه المنطقة.
واللافت ان المعلومات تشير الى موافقة دولية و«قب باط» لـ«داعش» لزيادة هذه الاجراءات وتهجير دروز هذه المنطقة الحيوية، وتحديدا من قبل السلطات التركية، كون هذه المنطقة الحيوية، تقع على الحدود التركية حيث ترغب في اسكان مواطنين «تركمان» مكان الدروز، لان سيطرة تركيا على هذه المنطقة يجعلها تتحكم بمسار اللعبة في المنطقة وتعطيها نقاط قوة لقرب ادلب من المحافظات السورية الاخرى المحاذية للاردن والعراق اذا حصل التقسيم، هذا بالاضافة الى ان تهجير الدروز الى مناطق السويداء وتجميعهم هناك. يتلاقى مع ما يخطط للدروز والتي بدأت بشائره تظهر من الولايات المتحدة الاميركية عبر اجتماعات لفاعليات درزية اغترابية في جامعة «جورج تاون» في واشنطن والتواصل مع شخصيات درزية في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين لتحريك مشروع تقسيمي تفتيتي، حيث عقد اكثر من اجتماع في واشنطن لهذه الغاية عبر طرح عنوانه «اين الدروز» مما يجري في المنطقة؟ واين دورهم؟ ودغدغة مشاعر البعض بأن التقسيم سيكون الحل لمشاكل المنطقة، وبأن العلويين سينالون الساحل والسنة حلب وعلى الدروز ان يعملوا لتحصين مناطقهم من السويداء حتى الجولان واطراف ريف دمشق وصولا الى شبعا وحاصبيا وجزين والشوف وعاليه حتى طريق الشام وهذه المناطق مترابطة جغرافياً ولها منفذ على البحر وبالتالي تحويل الدروز الى «حرس حدود» لاسرائيل والاشتباك مع الشيعة في المناطق المجاورة لحاصبياوالهاء المقاومة واستنزافها.
وهذا المشروع الاسرائيلي هو «حلم قديم» كانت سوريا «عقبته» الاساسية، وربما ما يحصل في سوريا الان «دغدغ» مشاعر الاسرائيليين وبعض العرب، خصوصا ان مسؤولين سوريين كبار تحدثوا عن موضوع «الدولة الدرزية» والمعلومات التي يملكونها وحصلوا عليها مع بدء الاحداث السورية والاتجاه الى تنفيذ هذا المخطط ونقلوه الى مسؤولين لبنانيين، وعلى الذين يستخفون بهذه المعلومات ان يسألوا انفسهم «هل كان احد يتوقع ان يحصل في سوريا ما يحصل اليوم هذا مع العلم ان دروز سوريا هم الطائفة الرابعة من حيث العدد ويشكلون 4 % من نسبة السكان في سوريا ويتواجدون بشكل رئيسي في السويداء والقنيطرة وريف دمشق وادلب، اما في ادلب فيتركز الوجود الدرزي في ما يعرف بجبل «السماق» منطقة حارم ويتوزعون على 18 قرية، 14 قرية في الجبل الاعلى، و4 قرى في السهل المتاخم لها ومنها «معازة الاخوان» «كفتين» و«سيرة» و«عريتين» و«كفرزيتين» و«كفرحارس»، و«تلتيا» و«كوكو» و«جدعين» و«كبرينا» و«قلب لوز» و«شندلين» والدوير وكفرفيلا وتابل وعدد الدروز في هذه المناطق 35 الف يعيشون على زراعة الزيتون والقمح والليمون والحمص والعدس بالاضافة الى انها منطقة مليئة بالكهوف.