صورة اسطورة --------------- بقلم/ #عمار_الأشول , اليمن .

---------------------------------

لم يحدث أن كتبت مقالين متتاليين عن شخصية معينة أو موضوع معين، لكنني وجدت هذه الصورة صدفة، فكتب المقال نفسه، وتقاطرت النقاط على الحروف، فكانت الصدفة خيرٌ من ألف ميعاد .

من المعروف أن الناس بمختلف ثقافاتهم ومستوياتهم الإجتماعية، يتصيّدون الفرص وينتهزونها، في حال التقائهم أو مصادفتهم شخصية عظيمة أو نصب تذكاري أو نجم عالمي أو زعيم ما، ويتهافتون عليه لأخذ صورة معه أو بقربه، فالصور .. مع الأسود، والفهود، والصقور ، لها ميزة خاصة، ويتشرف بها الجميع .

والإنسان بطبعه كائن اجتماعي، لا يمكنه الإنطواء والعيش بعزلة عن مجتمعة، لذى .. فهو يحرص كل الحرص على مشاطرة أصدقائه ومشاركتهم بهذه الصورة أو تلك اللقطة، التي تجمعه ببطل ما أو شخصية عظيمة .

ليس غريبا أن يظهر أعداء المعتصم بالله، وقاتليه، متزاحمين لأخذ صورة تذكاريه معه، يتفاخرون بها أمام مجتمعهم وأصدقائهم، وليس مستغربا أن يرتسمون في حضرته وهو ميت، فهم يعرفون جيداً أن بطولاته لن تـُدفن معه، وأن التاريخ سيخلّدها في أنصع صفحاته، كما يعلمون أيضاً بأن للمعتصم بالله؛ نصب تذكاري في كل ذاكرة شريفة .

ما يلفت الإنتباه في هذه الصورة؛ أن من نصبوا العداء لدولتهم ومؤسساتها، ودسوا خنجرهم المسموم في خاصرة أبطال الشعب المسلح؛ يعرفون حق المعرفة أنهم في الطريق الخطأ، ومع ذلك يصرّون على رأيهم، ويكابرون، فتأخذهم العزة بالإثم، وتفضحهم الصور .

* بقلم/ عمار الأشول , اليمن , 1 / 3 / 2014...........................