المناضل الحر الشريف رمضان //Elgiabu Ramadan

ان علقت بمسامع الليبيين كلمة من الصعب إنتزاعها منهم . كم من مرة
قلت فيها يا ليبيين لا تمكنوا الأعداء من إستغفالكم , لا ترددوا كلمة ’’ناتو’’ لأن الناتو شبح , هو عبارة عن إسم لمنظومة الدفاع المشترك للدول الغربية ضد الأتحاد السوفيتي سابقًا , وهو عبارة عن غطاء تستتر به الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية للتدخل في شؤون العالم الضعيف . والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي كانت منذ سبتمبر 1969 تعد العدة للتدخل في ليبيا بصفتها هي الدول المحررة والمتصدقة عليها بإستقلال ديسمبر 1952 , شرعت في تحريك أساطيلها البحرية والجوية من الشواطيء الليبية قبل فبراير 2011 , بل كانت الغواصات موجودة في مياهنا الأقليمية ورجال إستخبارات فرنسا في ثوب رجال الأعمال كانوا في بنغازي حتى قبل نهاية السنة وقبل صدور قرار مجلس الأمن الظالم لوطننا . ورغم أن القلة القليلة هي التي إنساقت وراء دعارة قناتي الجزيرة والعربية في عالم العرب , والسي إن إن , والبي بي سي , وفرنسا 24 في العالم الأوربي وحتى العربي لأن نسخٌ من هذه القنوات تتسلط على موتى الضمير العربي بلغتهم ولسانهم , لكن الليبيين بقوا بعيدين وكعادتهم يلوكون كل ما كان يقوله معمر الذي من شدة صدمته وعدم وجود الراسخين حوله لم يذكر في آخر كلماته بأن الولايات المتحدة , والمملكة المتحدة , والجمهورية الفرنسية هما دولٌ تشن على الدولة الليبية حربٌ مفتوحة إتخذت لها أسباب كذبة حماية المدنيين . يبدو أن معمر كانت له حسابات شخصية ضد رؤساء الدول المعتدية أكثر من حسابات الدولة الليبية ضد الدول التي يرأسها الذين إنهال عليهم في خطاباته . معمر في خطاباته كان مصدوم مما حدث ولم يكن يتصور أنه ممكن الحدوث , ونتيجة للفراغ الذي كان حوله وجد نفسه في مواجهة رؤساء دول وليس في مواجهة دول ضد الدولة الليبية , لذلك كان كلامه دفاع عن مكانته الشخصية ونسي بأنه منوط بدولة إسمها ليبيا لها مقعدها في الأمم المتحدة ووقع عليها عدوان من دول هي الأخرى ليست أعضاءٌ فقط في الأمم المتحدة , بل أعضاءٌ دائمين في مجلس الأمن ولهم حق النقد . رحمك الله يا معمر نشأ الفراغ من حولك ووجدت نفسك وحيدًا على الصعيد السياسي , والمعزي الوحيد أن لك معزين بقوا معك إلى آخر لحظات الوجود المادي في هذا العالم الزاخر بالمظالم والخيانات . وكرر معمر كلمة الناتو ونسي ذكر الدول التي إختبأت فيه لأنها كانت تدرك بأنها إن إستمرت بأسمائها كدول قد ترتد عليها الدولة الليبية أمام محكمة العدل الدولية وتطالبها بجميع ما أصابت به الدولة الليبية المسالمة من خسائر مادية وخسائر في أرواح أبنائها من جميع الفئات وشرائح الأعمار . وهكذا أصبح ببغاوات ليبيا يلقون بلومهم على الناتو الشبح وينسون أسماء أعدائهم الحقيقية التي هم بها مسؤولون أمام القانون العالمي الذي يحكم العلاقات بين الدول . الببغاوية الليبية حرفت المقاومة السياسية الليبية عن مسارها الحقيقي والمباشر الذي كان بإمكانه أن يؤثر في شعوب الولايات المتحدة الأمريكية , والمملكة المتحدة , والجمهورية الفرنسية , ويضعها أمام مسؤولياتها أمام الكارثة التي سببتها الحكومات التي تقودها للدولة الليبية . إن المشكلة الحقيقية في ما نسميه ليبيين هي أنهم ليسوا ليبيين , إنما هم وعلى لسان صبيانهم وأطفالهم عندما نسئل أحدهم من أنت فإننا نحصل على الأجابة المدونة في لوح ذاكرتهم المحفوظ إذ يقول : ( أنا عربيٌ مسلم ) ومن الواضح أن ليبيا ليس لها وجود في كيانه . هذا هو برنامج الأخوان القديم والحديث . لذلك أيدت مطالب الأمازيغيين رغم أنهم رحّبوا بما أرفضه ألا وهو العدوان الأوربي الأمريكي على الدولة الليبية . إن الأنتقاذ للنظام السابق وأخطاء المعتصمين به كثيرة ودقيقة ولكن ليس من حقنا أن نفرض عليه في إنتقاذنا الطوباوية التي لا وجود لها لا في ماضي الأمم والعالم ولا في الحاضر الذي نعيشه , لكن أخطائه ومهما تعددت فهي لا تساوي حبة رمل أمام جبال الألب فيما يتعلق بالحياة الأنسانية على وجه الأرض . أما آن الأوان أن يخرج الناس ليقولوا لشعوب الولايات المتحدة , والمملكة المتحدة , والجمهورية الفرنسية , لقد دمرت حكوماتكم دولتنا المسالمة , وجاءت بأبنائكم المجندين في الأساطيل البحرية والجوية , وقتلت رئيس دولتنا , ودمرت جيش دفاعنا , وقتلت أبناؤنا وبناتها ورجالنا ونساؤنا من جميع الأعمار , ويتمت أطفالنا , ورمّلت أمهاتنا , وبترت أطراف شبابنا , وبددت ثرواتنا , ونصّبت علينا المجرمين في كراسي القضاة , والنصّابين والمحتالين في بدلة الشرطة , وأجلست اللصوص والوصوليين وأصحاب المنافع الخاصة بفرمان لم ينل من النصاب غير أقل من 20% من أصوات مواطنينا , فيا للهول أيتها الشعوب المدعية للسلام والمحبة وحقوق الأنسان وضياع حقوق نسائنا الليبيات . التوقيع الشعب الليبي