الف يوم لكأنها الف عام
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
الف يوم لكأنها الف عام
نبيه البرجي
نتفاءل ولو لهنيهة عندما تتردد في الاروقة الديبلوماسية تلك المعلومات التي تقول ان شخصيات سياسية عربية مؤثرة بدأت بالدعوة الى اعادة النظر بمقاربة الازمة في سوريا…
قد تكون هذه الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل. ربما الالف يوم بعدما ابلغ الاخضر الابراهيمي ديبلوماسيا مصريا بارزا انه اذا ما تقرر انهاء الازمة السورية سياسيا، فالمسألة قد تستغرق الف يوم، اما الرهان على الحل العسكري فهو يقتضي الف عام…
ويقال ان الابراهيمي نقل رأيه بصراحة الى بعض وزراء الخارجية العرب، داعيا الى سحب الملف السوري من ايدي رؤساء اجهزة الاستخبارات لان ما يعني هؤلاء الوصول الى هدفهم ولو تعاملوا مع الشيطان. في الحالة السورية تعاملوا مع اكثر من الشيطان، ودون ان يهزهم حجم الخراب الذي يوحي كما لو ان هيروشيما مرت عشرات المرات من هنا…
الابراهيمي اكثر ديبلوماسية و«دماثة» من ان يتفوه بهذه الكلمات. ولكن هذا ما كان يقصده حين نقل عنه اصراره على ان يعالج اصحاب الرؤوس الباردة المسألة السورية لانها افلتت حتى من الذين ما برحوا يعتبرون انهم انما يحركون الخيوط بأيديهم. عملياً انهم يتولون ادارة الخواء…
يدرك المبعوث ( العربي) والدولي ما كان يريده رجب طيب اردوغان من سوريا وما يريده بنيامين نتنياهو. لا احد منهما يعنيه العرب او الدول العربية، فالاوراق التركية باتت واضحة تماما، واردوغان الذي ارتدى قبعة السلطان، ونصب نفسه خليفة على المسلمين، لجأ الى اكثر الوسائل مكيافيلية من اجل تحقيق حلمه في حكم سوريا و لبنان و العراق، وربما الوصول الى حقول النفط في شبه الجزيرة العربية اذا ما تسنى له ذلك..
رئيس الحكومة التركية اثبت هو ووزير خارجيته احمد داود اوغلو انهما اكثر سذاجة من ان يعرفوا ما هي سوريا في لعبة الامم، وما هي الحدود التي رسمت لتركيا، وكيف ان اسرائيل تلعب لعبتها فقط، وسواء بدافع توراتي ام بدافع استراتيجي، وهذا ينسحب على التنظيمات المتطرفة التي لا تسقط اسطنبول من حساباتها…
الآن، هناك شخصيات عربية بدأت تستشعر، وعشية القمة العربية، ان الايدي الاسرائيلية تلعب ببراعة اكثر، وهي قد تتخذ من الارض السورية المحطمة منصة انطلاق لتحقيق مآربها فلسطينيا و سوريا و لبنانيا وحتى على الصعيد العربي العام، اذ من يتصور ان»شايلوك»، بطل «تاجر البندقية»، بغافل عن المخزون النفطي العربي و عن المخزون المالي العربي…
ليس خافياً على الابراهيمي، ولا على الديبلوماسية المصرية التي تحاول، بامكاناتها المحدودة والمضطربة حاليا، ما فعلته الاستخبارات الاسرائيلية على الساحة السورية، وكيف اخترقت «الجيش السوري الحر»، وبات لها رجالها داخل «جبهة النصرة» وايضا داخل تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق و الشام» ( داعش) ، وهي التي تولت نقل الشيشانيين، كما رعايا دول آسيوية اخرى، وصولا الى تونس و ليبيا بالتنسيق اللوجيستي مع اجهزة الاستخبارات التركية وايضا مع بعض اجهزة الاستخبارات العربية…
ما يتردد ايضا في الاروقة الديبلوماسية ان الشخصيات إياها تحاول ان تحدث مناخاً اقل غرائزية حيال المشهد السوري قبل التئام القمة العربية اواخر الشهر الجاري، اذ ان التنظيمات المتطرقة حتى اثناء اقتتالها، وكما يحدث منذ اشهر، ما زالت تستقطب العديد من الشبان، ودون ان يبقى خفيا انه في جامعات عربية تحدث مشادات بين مؤيدين لـ”النصرة «و آخرين مؤيدين لـ«داعش»، لا بل ان معلومات سابقة تحدثت عن تأثير هذين التنظيمين لدى شبان ينتمون الى عائلات حاكمة ويجذبهم نموذج السوبرمان الذي يقاتل او يقتل ببسالة منقطعة النظير لتفتح امامه ابواب الجنة على مصراعيها، ودون ان يكون هؤلاء معنيين بحوريات العين اللواتي يتم تسويقهن من قبل الدعاة تماما كما يتم تسويق بنات الهوى…
منذ البداية حذر الابراهيمي من التداعيات الكارثية للاحداث في سوريا على الجوار القريب و البعيد. الرجل ديبلوماسي مخضرم ومحنك، و يعرف منذ ايام تلك «الحقبة السعيدة» بين دمشق و الجزائر مدى الحساسية الاستراتيجية والتاريخية، وحتى السيكولوجية، لسوريا. حذر علناً من ان النيران اذا ما استمرت فلا بد ان تحرق الاخضر واليابس في الجوار. الآن، باتت للتنظيمات المتطرفة خلاياها، وبيئتها، في لبنان. في الاردن العرش يهتز، وفي العراق من تراه يعلم ماذا يحدث في الرمادي والفلوجة وما هي انعكاسات الاوضاع هناك على المشهد العام في البلاد؟
هل نصدق ما تؤكده مصادر ديبلوماسية عربية من ان ما دفعته بعض الدول العربية لتقويض النظام في سوريا لامس الستة مليارات دولار. هذا المبلغ الهائل هو الذي انتج العصابات، ومئات التنظيمات التي لكل واحد منها اميرها ونهجها العقائدي (مع توصيفات مختلفة للحوريات)، لا بل انه هو الذي دمر سوريا، وفتت شعبها، وانهك جيشها، ودفع بالنظام الى القبول بتفكيك الترسانة الكيمائية التي كانت تشكل فعلا نوعا من التوازن التكتيكي مع الترسانة النووية الاسرائيلية.
قلنا بالتفاؤل ولو لهنيهة. الثابت ان حجم الداعين الى اعادة النظر بالسياسات حيال سوريا يتسع، ولكن لم يصل الى حد زحزحة بعض المواقف التي لا تزال تراهن على مفاجآت، كما لو ان قواعد اللعبة (لعبة الامم) لم تتضح بعد، اذ ان ثمة متسعا امام اولئك السذج الذين يعتبرون ان الستار لم يسدل بعد عن ضربة اميركية للنظام او حتى عن ضربة اسرائيلية ما دام المشهد الاقليمي، ومعه المشهد الدولي، يزداد تعقيداً…
ولكن من يمسك بسوريا في هذه الحال؟ حملة السواطير لاحملة الشيكات و لا حملة الكوؤس. هذا الذي يجعل البعض يدعو، وبعيدا عن الضجيج، الى شيء من العقلانية لان الجميع قد يصبحون، بين ليلة وضحاها، في قبضة …حملة السواطير إياهم.
كتب خوسيه ساراماغو «حتى الموت يود، احيانا، لو يموت»!!
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:31 pm من طرف larbi
» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 793 من عناصره ونحو 6 آلاف مصاب
أمس في 9:30 pm من طرف larbi
» إعلام إسرائيلي: انفجار مسيرة في قاعدة عسكرية بمنطقة إلياكيم ووقوع إصابات
أمس في 9:21 pm من طرف larbi
» مسيّرة لحزب الله تراوغ دفاعات إسرائيل وتسقط في إلياكيم
أمس في 9:20 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية ومقاتلوها يواصلون اشتباكاتهم المباشرة في القطاع الغربي
أمس في 9:19 pm من طرف larbi
» النتن ياهو حزين وسموترتيش غاضب.. حزب الله يقتل 6 جنود من نخبة جيش الاحتلال
أمس في 9:18 pm من طرف larbi
» حزب الله: رسالة من الأمين العام نعيم قاسم إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:13 pm من طرف larbi
» يوم نوعي لحزب الله.. مسيرات وصواريخ تصل إلى مشارف تل أبيب وحديث عن استهداف مقرات عسكرية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:01 pm من طرف larbi
» حزب الله يهاجم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 7:59 pm من طرف larbi
» القسام تعرض مشاهد لمعارك مقاتليها في جباليا استهداف الجنود وتفجير الدبابات من مسافة الصفر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 3:07 pm من طرف larbi