غسيــــــل عقــــــــول

كثيرا من المصطلحات البراقة في المعنى والخطيرة في المضمون . التي تم تهذيبها لغويا وتسريبها للعامة عن طريق وسائل الأعلام لتصبح في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب . وكأنها لاتعني حقيقة ذلك الجرم الخطير والكبيرة المنهي عنها شرعا وقانونا .
بدون شك لم يحدث ذلك بمحض الصدفة . ولكن كان ضمن خطة ممنهجة ومعدة بدقة مصاحبة لمؤامرة الربيع العربي . حيث تم دراسة المجتمع وثقافته جيدا . ومعرفة كيف يكسر ذلك الحاجز الديني والأخلاقي الذي يرفض بعض المصطلحات ولايقبل بعض الأفعال . في ظل غياب كامل لوسائل التوجيه العامة . من غياب دور الأسرة بعد أن أستأسد عليها أبنائها الذين تحولوا فجأة من مقاعد الدراسة الى مسلحين وثوار وقادة ميدانيين . مرورا بتحجيم دور الشيوخ والعقلاء الذين أصبحوا خارج دائرة التأثير بأنتشار الرعب والخطف والتهديد . وصولا الى تغيير بوصلة الأعلام والصحافة والثقافة التي كان مقصودا منذ البداية أن تتم السيطرة عليها وتوجيهها لتناول البرامج التافهة بعيدا عن قضايا المجتمع الهامة والخطيرة . فتم قتل وسجن ونفي المثقفين والمصلحين . وتحول الاعلام لساحة خصام ومعارك يقودها متخلفين مأجورين يتكلمون حسب قيمة العطايا . ويرقصون لمن يدفع . وفي الأتجاه الذي يريد . وتحولت المؤسسة الدينية التي كان يجلها المجتمع الى كشك يبيع الفتاوي حسب أهواء وأمزجة رجال المال والسياسة والحرب .
فاصبحت مثلا مصطلحات التمشيط والتطهير والتحرير . تمر علينا مرور الكرام . بل ونضحك عندما نتعاطاها في جلساتنا أو تعليقاتنا . وكأنها لاتطوى بداخلها جرائم وكبائر خطيرة تهدد المجتمع بالوقوع في مستنقع من الرذيلة والفساد والردة . ويصبح فيها الحرام حلال . والكبائر مجازة .
فالتمشيط هو مصطلح يعني الأنتشار العسكري في منطقة محددة وتأمينها . وقد تحول بفضل أعلام مؤامرة الربيع لمصطلح يدل على الأشياء التي يتم سرقتها ونهبها عنوة من المؤسسات ومنازل الناس . وتحول هذا الفعل من جرم محرم الى مبعث فخر وشرف يباهي به فاعليه . وعلى قدر تمشيطك يحترمك الأخرون .
والتطهير الذي يعني أرجاع الأمان . وأشعار المواطنين بالطمأنينة بالقبض على مثيري الشغب والفوضى . تحول الى معنى للرعب والدم والموت بحشد العصابات لكل أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة ودك المدن والمناطق بشكل عشوائي وقتل أطفالها ونسائها وشيوخها وتدمير المنازل وهتك الأعراض ونشر الفساد والخمور والرذيلة وفتح السجون والتعذيب والخطف والأبتزاز والرشوة وشراء الذمم .
وبذلك اصبح هذا المصطلح اليوم يحوي في حقيقته كل الكبائر التي حرمها الله على عباده . والتي تقود الى جهنم وبئس المصير
والتحرير الذي يعني الفرح والعزة والشرف والكرامة بطرد الأجنبي المحتل عن أرض الوطن . تحول الى مصطلح يعنى الحزن والألم والذلة والهوان بجلب الأجنبي وتسليمه السيادة والأدارة ومقاليد القرار والحكم . والركوع له . والسمع والطاعة له . بحجة التعاون . وخدعة البناء والتطور . وكذبة الديمقراطية وحقوق الأنسان . وبذلك أصبح هذا المصطلح يحوي معاني الخيانة لله والدين والوطن .
هكذا كان مخطط المؤامرة . التي بدأت بمصطلح الربيع العربي . الجميل في شكله والمدمر في جوهره . والذي خلف دول مدمرة ومخربة . وملايين اللاجئين . وأقتصاد منهار . ونسيج أجتماعي مفكك . وحرب أهلية وطائفية . وتشويه للدين والقيم والأخلاق .
وهكذا نحن أبتلعنا الطعم بشعارات التغيير والحرية والديمقراطية . التي في حقيقتها حصدت أرواح مئات الألاف من الشباب العربي الذي كنا نعده لتحرير الأمة العربية من الأحتلال الأجنبي وبناء الأمة وتقدمها ونشر الأسلام الصحيح . وهكذا غرر بنا الاعلام فدمرنا مؤسساتنا وخونا وقتلنا جيشنا وأمننا وشرطتنا الذين كانوا يسهرون على حمايتنا ويوفرون لنا الأمان والطمأنينة .
وهكذا ضحكوا علىنا بأسم التعددية لنصبح شيعا وأحزابا كل حزب بما لديهم فرحون . وهكذا سربوا لنا حرية الأعلام لفتح عشرات القنوات التي تضرب القيم والأخلاق وتنشر الأنحلال والأنحراف . وتتناول ثقافة الأبراج وقراءة الكف والشعوذة . والديكور والمطبخ والأزياء وملكات الجمال وصيحات التجميل والوسامة ودعايات السيارات والهواتف . وتقدم لنا كارازيات تافهة لاتفقه في علوم السياسة والأدارة . لتزرع ثقافة مشوهة في عقول أجيال الغد .
هكذا كان .. وهكذا كنا .. فهل يفيقنا نهر الدم من غيبوبتنا . وهل يدفعنا جرح الوطن وأحتضاره لصحوة عقولنا . وهل يحرك الدمار والخراب ضمائرنا .. وهل الموت والأخرة والحساب يحيي نبض قلوبنا ؟؟ .. الفــــــــــــــارسغ

حياك الله اخي الفارس و شكرا لك لما تقدمه ايها المناضل الحر....نعم اخي و هذا اصبح حال الدول العربية كلها دون استثناء
.................................................
وهكذا ضحكوا علىنا بأسم التعددية لنصبح شيعا وأحزابا كل حزب بما لديهم فرحون . وهكذا سربوا لنا حرية الأعلام لفتح عشرات القنوات التي تضرب القيم والأخلاق وتنشر الأنحلال والأنحراف . وتتناول ثقافة الأبراج وقراءة الكف والشعوذة . والديكور والمطبخ والأزياء وملكات الجمال وصيحات التجميل والوسامة ودعايات السيارات والهواتف . وتقدم لنا كارازيات تافهة لاتفقه في علوم السياسة والأدارة . لتزرع ثقافة مشوهة في عقول أجيال الغد .
هكذا كان .. وهكذا كنا .. فهل يفيقنا نهر الدم من غيبوبتنا . وهل يدفعنا جرح الوطن وأحتضاره لصحوة عقولنا . وهل يحرك الدمار والخراب ضمائرنا .. وهل الموت والأخرة والحساب يحيي نبض قلوبنا ؟؟

جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان جرذان الخير جاي معهم اصبروا الخير جاي