بعد سيطرته على مرصد الـ45... الجيش السوري يبدأ معركة الحسم

بدأت القوات العسكرية السورية، منتصف ليل الاثنين، بعملية اقتحام واسعة على الجبهة الشمالية من ريف اللاذقية، تنتهج استراتيجية الأرض المحروقة. وذلك بعد يوم حافل بالقصف الصاروخي والمدفعي، تلت الغارات التي نفذها سلاح الجو بواسطة الـ"ميغ 23 و سوخوي 24"، ضد دشم الجهاديين على محاور عدة.
وبعد أن حرر الجيش السوري مرصد الـ45 بالكامل، بأن أعاد آلياته وجنوده إليه، بدأت تفاصيل بعض العمليات تظهر إلى الإعلام. وقال مصدر عسكري لـ"عربي أونلاين"، أن سلاح الجو السوري نفذ غارات غاية في الدقة ضد دشم المسلحين وأماكن تواجد الأعداد الأكبر منهم، وذلك بناءً على إحداثيات دقيقة، حصلت عليها الجهات المختصة.
وقال المصدر أن الغارات الأهم هي ثلاث، الأولى في الممر الكبير بين جبل النسر وتلة البدروسية، حيث استهدفت العشرات من الجهاديين الذين كانوا يحاولن الالتفاف من مرصد الـ45، فكانت الإصابة محققة، وأوقعت جلهم قتلى.
والثانية استهدفت قافلة ضخمة للمسلحين، وذلك بين نبع المر والنبعين، أدت لتدمير جميع آلياتهم العسكرية والذخيرة التي ينقلونها، ومقتل معظمهم.
أما الثالثة فقد استهدفت سهلاً بين الدلبة والنبعين، حيث كان رتلاً آخراً يحاول الالتفاف من ذلك المحور الشمالي الشرقي لكسب، وأدت أيضاً إلى قتل العشرات منهم، وتدمير كل معداتهم وآلياتهم.
وبالعودة للعملية العسكرية البادئة في كسب ومحيطها، يستعد الجيش السوري مدعوماً بالدفاع الوطني، ومجموعات متطوعة أخرى، لاقتحام المدينة بعملية استراتيجية سرية، ستظهر نتائجها الأولية مع ساعات الفجر الأولى.
وفي الأمس سقط في محيط مطار جبلة عدد من صواريخ نوع "غراد"، أطلقت من قرية خلف "غمام"، ولم تسفر عن أضرار. سرعان ما رد عليها الجيش بقصف مروحي، ودمر منصة الإطلاق المتحركة، وقتل عناصرها.
أما شعبياً، فقد تغير المزاج الشعبي العام في اللاذقية وقراها، وانتقل من الارتياب الذي شكلته بداية المعارك في كسب، إلى الغضب الذي تمخض عنه نفيراً عاماً. إذ نظمت النساء أنفسهن، وشكلن فرق للطبخ في أواني كبيرة، لإرسالها للمقاتلين على الجبهة، وقمن بإرسال متطوعات للإسعافات الأولية، وتجهزن لأي طارئ قد يحدث. فيما تتوافد أفواج المتطوعين إلى الجبهة، ليتطوعوا في القتال الذي يعتبرونه قضية وجودية.
وخلال رصد "عربي أونلاين" لصفحات "الثورة السورية"، شوهد تغير كبير في ماهية الأخبار العاجلة والمنشورات التعبوية، ونحت منحى "الدعاء والاستغفار" وطلبات "التكبير"، وفي الكثير من الأحيان مناشدة فصائل أخرى لدعم الجبهة اللاذقانية، بعد أن كانت تتحدث، منذ أقل من 48 ساعة، عن تقدم لمقاتليها على جبهات عدة.