......في وحشـة الدربِ......{ الموسيقار }

في وحشـة الدربِ
================
في مطارات دول المهجر التي اختارها الاحرار الليبيين قصراً بعد ان تحولت بلادهم الى جحيم ، ترى مشاهد تدمي القلب ومأساة يصعب وصفها بالعبارات ، عجائز وشيوخ قادمون من ليبيا لرؤية اولادهم الذين غابوا عنهم فى زمن صعب ، تراهم يحملون الحقائب و اكياس الطعام وكل ما استطاعوا جلبه لتخفيف حده تكاليف الغربة على ابنائهم ، اباء وأمهات حملوا بمسئوليات كبيرة في وقت هم احوج فيه للصلاة والدعاء والراحـة ترى مشاهد اللقاء والبكاء بحرقة وآلم وترى مشاهد الوداع والبكاء وانكسار الخاطر .
اطفال يطلبون من ابائهم ان يرجعوا معهم كما في الماضي ويتساءلون لماذا اختار ابائهم الحياة بعيدآ عنهم ، قصـة كبيرة تدور في عقولهم و اجابات يعجز الاباء عن التصريح بها ، هذا هو ثمن واجب الدفاع عن الوطن وهذه هي الوطنية ، كم غالي هو الوطن الذي يسكن في قلوبنا ولا نذهب اليه ، كل يوم ندفع في سبيله الثمن الباهظ ولازال ما يدفع لا يعادل قيمة الوطـن ، الشيوخ والعجائز اقتصر دعائهم على عودة ابنائهم على الاقل خوفا من ان يفاجئهم الموت في لحظة تكون فيها امانيهم رؤيـة فلذة اكبادهـم .
نعيش لنتألم ونشعر بفداحـة فوات فرصـة الشهادة في اخر معاقلها بالحي رقم 2 في سـرت ، وطن يحكمه القتلي ويزوره اللصـوص وحثالة البشر من كل مكان ويحرم الشريف من العودة اليـه ، وطن كهذا كم يريد من الثمن لكى يرضى عنا ، وكم لدينا لكي نعطي له ، اذا اراد حياتنا فليأخذها فالحياة خارجه كتلة من الالم ، وطن جعله معمر القذافي كبير القيـمة وغالي الثمن ويجب ان نتحمل كل ذلك وفاء للرجل الذي لم يبخل عليه بشيء ، ليستمر دفع الثمن حتى نعطي هذا الوطن حقـه ويعرف الجميع اى رجل هو معمر القذافي و اى رجال هم انصـاره ، اعذرونا ايها الاباء والأمهات ما تعلمنا هذه التضحيات إلا من تربيتكم و اصالتكم و اصلكم الشـريف ، ولسوف نلتقي مجدداً فالحـر لا يخلف وعـداً قطعه عن نفسـه ودرباً سلكه باختياره بالرغم من صعوباته ووحشتـه .
======================
ولازال عزف الرصاص مستمراً
{ الموسيقار }