هل يحمل العسيري كلمة السر السعودية أم عناوين الاجندة الاقليمية الدولية؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
هل يحمل العسيري كلمة السر السعودية أم عناوين الاجندة الاقليمية الدولية؟
انطوان الحايك
انشغلت الساحة السياسية بعودة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى لبنان، في ظلّ علامة استفهام حول ما إذا كان يحمل معه كلمة السر السعودية أو أنه عاد لتسويق أجندة سعودية لتمرير الوقت المستقطع بانتظار نتائج المفاوضات الأميركية الإيرانية التي ستشهد جولة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة في نيويورك، علمًا أنّ نتائجها الايجابية أصبحت شبه محسومة نظرًا إلى الإشارات الصادرة عن المرجعيتين، وكان آخر معالمها الافراج عن المزيد من الاموال في إطار البدء بعملية رفع العقوبات تدريجيًا بانتظار التوقيع النهائي المتوقع في تموز المقبل.
في هذا الوقت، توقف مصدر متابع عند التزامن بين عودة العسيري وتصريح السفير الأميركي دايفيد هيل وهو الأول من نوعه حول ضرورة أن يكون الرئيس العتيد شريكا للولايات المتحدة، ملاحظًا أنّ العودة والتصريح جاءا عشية زيارة هيل إلى الرياض ما أعطى انطباعًا بأنّ الاستحقاق المحلي وُضِع على نار حامية بالرغم من أنّ الظروف الاقليمية والدولية لم تنضج بعد. فواشنطن على يبدو أعطت إشارة البدء بالسباق الفعلي إلى قصر بعبدا بعد أن حدّدت ثوابت التسوية وضروراتها على أن يكون الرئيس العتيد قادرًا على محاورة "حزب الله" ومحاكاة السنية السياسية، وهذا ما يفسّر الإرباك الحاصل في صفوف تحالف الرابع عشر من آذار، كما يشرّع الإشارات المتناقضة المتمحورة حول مفهوم الرئيس التوافقي والرئيس القوي، فواشنطن أفهمت السعودية بحسب مصادر قريبة من الخارجية الأميركية أنّ المرحلة الراهنة تقضي بانتخاب رئيس يطمئن المسيحيين والفاتيكان على حد سواء لا سيما أنّ لبنان تحوّل إلى خط الدفاع الأخير عن مسيحيي المشرق بعد النكسة التي تعرض لها المسيحيون في العراق وسوريا. وبالتالي، فإنّ المشروع الغربي يقضي بحماية الأقليات بعد تنامي موجات التكفير وتخطيها الخطوط الحمراء المرسومة لها.
إزاء هذا الواقع، كان يمكن القول أنّ الاستحقاق وُضِع على سكته وأنّ السفير العسيري يحمل معه كلمة السر السعودية المستوحاة من الإرادة الأميركية لولا الرأي الروسي والايراني الصارم في هذا المجال، فموسكو تراقب التحولات بهدوء بعد أن ثبّتت مواقعها ونجحت في لعب دورها من خلال إسقاط الأحادية في المنطقة العربية من البوابة السورية، وطهران تدرك تمامًا أنّ اتفاقها مع الغرب ومع واشنطن خصوصًا يشمل سلة متكاملة لا يمكن الفصل بين مكوناتها. وبالتالي، فإنّ الضوء الأخضر الممنوح لـ"حزب الله" في إدارة الاستحقاقات الكبرى نابع من هذه السلة. بيد أنّ واشنطن نفسها تعترف بأنّ أيّ رئيس جديد لا بد له من أن يحظى بموافقة "حزب الله"، أي أنه مُلزَم بدفتر شروط يلحظ في أولويات بنوده الحوار مع "حزب الله" أولاً ومع النظام السوري في مرحلة لاحقة.
وبانتظار بلورة الحراك السعودي من خلال مراقبة حركة العسيري ورصد اتصالاته المعلنة وغير المعلنة، يتوقف المراقبون عند غياب الدبلوماسية الخليجية عن الساحة المحلية ما يطرح علامة استفهام حول ما إذا كانت المملكة تحولت إلى الناطق الرسمي باسم المنظومة الخليجية ام أنّ سائر الدول أدركت حدود اللعبة والدور الايراني المتنامي في ظل براغماتية اميركية معروفة فانسحبت عن المسرح منتظرة نتائج الحرب الدائرة في سوريا بالتوازن والتكامل مع حرب باردة عادت لتضرب بقوة مفاصل الدول الاقل قوة.
انشغلت الساحة السياسية بعودة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى لبنان، في ظلّ علامة استفهام حول ما إذا كان يحمل معه كلمة السر السعودية أو أنه عاد لتسويق أجندة سعودية لتمرير الوقت المستقطع بانتظار نتائج المفاوضات الأميركية الإيرانية التي ستشهد جولة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة في نيويورك، علمًا أنّ نتائجها الايجابية أصبحت شبه محسومة نظرًا إلى الإشارات الصادرة عن المرجعيتين، وكان آخر معالمها الافراج عن المزيد من الاموال في إطار البدء بعملية رفع العقوبات تدريجيًا بانتظار التوقيع النهائي المتوقع في تموز المقبل.
في هذا الوقت، توقف مصدر متابع عند التزامن بين عودة العسيري وتصريح السفير الأميركي دايفيد هيل وهو الأول من نوعه حول ضرورة أن يكون الرئيس العتيد شريكا للولايات المتحدة، ملاحظًا أنّ العودة والتصريح جاءا عشية زيارة هيل إلى الرياض ما أعطى انطباعًا بأنّ الاستحقاق المحلي وُضِع على نار حامية بالرغم من أنّ الظروف الاقليمية والدولية لم تنضج بعد. فواشنطن على يبدو أعطت إشارة البدء بالسباق الفعلي إلى قصر بعبدا بعد أن حدّدت ثوابت التسوية وضروراتها على أن يكون الرئيس العتيد قادرًا على محاورة "حزب الله" ومحاكاة السنية السياسية، وهذا ما يفسّر الإرباك الحاصل في صفوف تحالف الرابع عشر من آذار، كما يشرّع الإشارات المتناقضة المتمحورة حول مفهوم الرئيس التوافقي والرئيس القوي، فواشنطن أفهمت السعودية بحسب مصادر قريبة من الخارجية الأميركية أنّ المرحلة الراهنة تقضي بانتخاب رئيس يطمئن المسيحيين والفاتيكان على حد سواء لا سيما أنّ لبنان تحوّل إلى خط الدفاع الأخير عن مسيحيي المشرق بعد النكسة التي تعرض لها المسيحيون في العراق وسوريا. وبالتالي، فإنّ المشروع الغربي يقضي بحماية الأقليات بعد تنامي موجات التكفير وتخطيها الخطوط الحمراء المرسومة لها.
إزاء هذا الواقع، كان يمكن القول أنّ الاستحقاق وُضِع على سكته وأنّ السفير العسيري يحمل معه كلمة السر السعودية المستوحاة من الإرادة الأميركية لولا الرأي الروسي والايراني الصارم في هذا المجال، فموسكو تراقب التحولات بهدوء بعد أن ثبّتت مواقعها ونجحت في لعب دورها من خلال إسقاط الأحادية في المنطقة العربية من البوابة السورية، وطهران تدرك تمامًا أنّ اتفاقها مع الغرب ومع واشنطن خصوصًا يشمل سلة متكاملة لا يمكن الفصل بين مكوناتها. وبالتالي، فإنّ الضوء الأخضر الممنوح لـ"حزب الله" في إدارة الاستحقاقات الكبرى نابع من هذه السلة. بيد أنّ واشنطن نفسها تعترف بأنّ أيّ رئيس جديد لا بد له من أن يحظى بموافقة "حزب الله"، أي أنه مُلزَم بدفتر شروط يلحظ في أولويات بنوده الحوار مع "حزب الله" أولاً ومع النظام السوري في مرحلة لاحقة.
وبانتظار بلورة الحراك السعودي من خلال مراقبة حركة العسيري ورصد اتصالاته المعلنة وغير المعلنة، يتوقف المراقبون عند غياب الدبلوماسية الخليجية عن الساحة المحلية ما يطرح علامة استفهام حول ما إذا كانت المملكة تحولت إلى الناطق الرسمي باسم المنظومة الخليجية ام أنّ سائر الدول أدركت حدود اللعبة والدور الايراني المتنامي في ظل براغماتية اميركية معروفة فانسحبت عن المسرح منتظرة نتائج الحرب الدائرة في سوريا بالتوازن والتكامل مع حرب باردة عادت لتضرب بقوة مفاصل الدول الاقل قوة.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32946
نقاط : 67999
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» بعد مغامراتها الاقليمية ....السعودية.. إلى أين؟
» العسيري: السعودية مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية ضد "داعش" في سوريا
» معركة كباني.. نحو «إمارة» الجولاني الإدلبية.....جنيف: رهان على السلاح وكلمة السر السعودية
» «الحرب الجهادية» الثانية في إدلب... كلمة السر تركيّة
» صيد ثمين للجيش السوري: كلمة السر (ياسيد الشهداء ) و النميري في قبضة الاستخبارات السورية
» العسيري: السعودية مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية ضد "داعش" في سوريا
» معركة كباني.. نحو «إمارة» الجولاني الإدلبية.....جنيف: رهان على السلاح وكلمة السر السعودية
» «الحرب الجهادية» الثانية في إدلب... كلمة السر تركيّة
» صيد ثمين للجيش السوري: كلمة السر (ياسيد الشهداء ) و النميري في قبضة الاستخبارات السورية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد