العقلية العربية ومهالك الربيع العبري
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
العقلية العربية ومهالك الربيع العبري
الدكتور محمد رقية
بعد مرور ثلاث سنوات على ما أسموه الربيع العربي ( أي الربيع العبري لأن كل ماجرى فيه يصب في خدمة الكيان الصهيوني ) توضحت مجموعة من الحقائق الناصعة وأهمها:
1- ثبت بالدليل القاطع أن معظم العقول العربية لم تصل بوعيها إلى مرحلة المواطنة وبناء الدولة . فتتنازعها الإنتماءت القبلية والطائفية والعشائرية والعرقية والدينية والمذهبية , التي تتفوق على أي انتماء آخر . وتحول الكثير من هذه العقول إلى ثقافة القتل والتدمير وتخريب الأوطان وإلغاء الآخر نتيجة انتشارالفكر الوهابي التكفيري والفكر الاخواني التآمري , المرتبط أساسا"بتوجيهات أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية .
2 -ان معظم الذين يسمون انفسهم مثقفين عرب هم نتاج هذه العقلية المتعفنة و يعملون بتوجيه المخابرات الغربية و الصهيونية و مستعدين لتدمير بلادهم و حرقها في سبيل المصالح الشخصية الأنانية و مصالح مموليهم وموجهيهم .
3- ان معظم الذين يسمون أنفسهم شيوخ و علماء دين ينفذون بتفكيرهم وفتاويهم وتوجيههم للشعوب العربية ما يروجه الفكر الأخواني التآمري والفكر الوهابي التكفيري المرتبط مع توجهات الصهيونية العالمية وأكثرهم بلوة عميل الموساد الصهيوني القرضاوي, الذين دربوه و علموه و هيؤوه وسلموه أعلى المراتب الدينية في العالم الأسلامي و فسحوا له أكثر المجالات الأعلامية شهرة على مدى عشرات السنين ليقطفوا الثمار حاليا. فهو حقا و فعلا ((مفتي الناتو النتن)).
4- ان معظم وسائل الأعلام العربية بمختلف أشكالها المقروءة و المسموعة و المرئية مأجورة ومرتهنة للغرب تعمل ضد مصالح الشعوب العربية وأدت إلى تدمير معظمها ,بفضل هذه الأجندات الغربية , وإن الهجمة الاعلامية التي تعرضت لها سورية خلال هذه السنوات لم يتعرض لها بلد في العالم في تاريخ البشرية كلها ومع ذلك فشلت في تحقيق أهدافها .
ولكن لماذا وصل الحال إلى هذا المآل؟
لو عدنا إلى خمسينات وستينات القرن الماضي لوجدنا بأن هذه المرحلة كانت مرحلة التحرروالمد القومي والوحدوي , واستمرت حتى نهاية حرب تشرين التحريرية , التي استطاع فيها القائد الخالد حافظ الأسد تجييش معظم الدول العربية للمساندة في هذه الحرب ضمن إطار التضامن العربي , وتحقيق انتصارات تشرين الشهيرة , التي قلبت المعادلة مع العدو الصهيوني . وكان ذلك ضربة كبيرة للأعداء . فحاولت الدوائر الاستعمارية الغربية والصهيونية إيقاف هذا المد القومي التحرري وإجهاض هذا الانتصار فاشتغلت على محورين :
الأول : هو الاتفاق مع الرئيس المصري أنور السادات بشكل منفرد , الذي أراد من الحرب تحريك القضية ليصل إلى هذه الخواتم وتوج ذلك بزيارة اسرائيل عام 1977 وتوقيع اتفاقية كامب ديفد مع العدو الصهيوني في 17 أيلول عام 1978, وبالتالي عزل مصر عن العالم العربي وإخراجها من معركة الصراع مع العدو الصهيوني .
الثاني: تأسيس ودعم وتطويرالحركات التكفيرية التي تعتمد على الفكر الوهابي والاخواني المدعوم من السعودية ودول الخليج واعداد مراكز تدريب عديدة لهذه الحركات . وقد استخدم تأثير هذه الحركات في البداية بسورية من خلال حركة الخوان المسلمين, بعد توقيع السادات اتفاقية كامب ديفيد, ورفض سورية لهذه الاتفاقية والعمل على محاربتها , لإجبار سورية على الإلتحاق بالسادات وتوقيع اتفاقية مشابهة مع العدوالصهيوني وإنهاء القضية الفلسطينية, واستشهد نتيجة الأعمال الإرهابية في ذلك الوقت العديد من المواطنين الآمنين عبر السيارات المفخخة وسلاح الغدر وفشلوا بعد عدة سنوات من الإرهاب على سورية رغم الدعم الغربي الكبير لهم .
ثم استخدموا هذه الحركات التكفيرية في أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفياتي , ونحجوا في ذلك بإسقاطه عام 1991 وكانت ضربة كبرى للمعسكر الاشتراكي وكل قوى التحرر في العالم . وأصبحت أمريكا مع اللوبي الصهيوني القطب الأوحد في العالم , وبدأوا بتطوير الحركات التكفيرية ودعمها ماديا من خلال المال الخليجي وأخذوا باستقطاب العديد من المواطنين من كل الدول العربية والاسلامية واستغلالهم وتغذيتهم بالفكر الوهابي التكفيري وغسل أدمغتهم , وتدريبهم واستخدامهم كدعاة ليعودوا إلى بلادهم وينشروا هذه الأفكار الجديدة من خلال استعمال الجوامع والمعاهد الدينية والبيوت السرية , ودعمهم ماديا وماليا بشكل كبير من خلال العديد من الجمعيات الخيرية والدعم المباشر . مما أدى إلى تشكل تيار تكفيري في العديد من الدول العربية والاسلامية لايؤمن بالآخر ويسعى للقضاء عليه بشتى الوسائل . وقد استخدموا هذه الحركات ودعموها بكل الوسائل في الشيشان للإنفصال عن روسيا الإتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي .
وقد ازداد التركيز على هذه الحركات بعد حرب تموز في لبنان عام 2006 , التي انتصرت فيها المقاومة بشكل لم يكن يتوقعه العدو. واقتناع الأعداء بأنه لايمكن الانتصار في أي حرب جديدة مباشرة مع محور المقاومة في المستقبل. لذلك ازداد تركيزهم على هذه الحركات التكفيرية ودعموها بشكل كبير على مدى خمس سنوات بعد حرب تموز , وذلك لضرب الدول العربية من الداخل وخاصة دول محور المقاومة وتحويلها إلى كنتونات تقودها أمريكا والعدو الصهيوني ضمن ماعرف بالشرق الأوسط الجديد . وفي سورية كان الأخوان المسلمين ودعاة السلفية التكفيرية ، وهم من أكثر التنظيمات الإسلامية في العالم حقدا"وعنفاً، ، ممن عملوا وعاشوا وتدربوا في مهالك الخليج، يتحركون في المساجد المنتشرة بكثرة في سورية وفي البيوت السرية ويعملون على غسل عقول البسطاء والفقراء وخاصة في مناطق الأرياف الفقيرة وأماكن السكن العشوائي في المدن بهذه الأفكار الجهنمية ،مبعدة إياهم عن الإنتماء للبلد مما شكل بيئة حاضنة لهذه الأفكار التكفيرية في هذه المناطق وهي في أغلبها تجهل الهدف الأساس من ذلك لأنها تتحرك بقناعات وليدة مشروع مذهبي عمل عليه أعداء سورية لسنوات طويلة .
لقد بدأ الأعداء بالربيع العبري من النقطة الأضعف في تونس ثم انتقلوا إلى مصر ثم ليبيا واليمن , وقد ضحوا بعميلهم الرئيسي في مصر حسني مبارك لكي يصلوا إلى سورية , وبالتالي القضاء على أي نوع من المقاومة إلى الأبد . وكان عمادهم في ذلك الحركة الإخوانية العالمية بقيادة أردوغان وقطر , وعلى الحركة الوهابية التكفيرية ومفرداتها بقيادة آل سعود .
لكن المفاجأة الكبرى كانت بصمود سورية على مدى أكثر من ثلاث سنوات وانكشاف المخطط برمته . مما ساعد على إسقاطهم في مصر من خلال إبعاد الإخوان عن السلطة وضرب كل من أردوغان وقطر في الصميم .
وكانت النتائج في ليبيا واليمن وتونس كارثية على هذه الدول التي تشرذمت وتقطعت أوصالها وعلى شعوبها التي تعاني الأمرّين بدأ" من الأمان وانتهاء" بالإقتصاد ( قتل , خطف , تهجير ,إغتيالات , تدمير , اقتتال , بؤس , شقاء , انعدام الأمن والأمان والحياة السليمة , تشكل كانتونات مناطقية متقاتلة فيما بينها على كل شيء ,والشعب معفوس بين الأرجل ) . بفضل هذا الفكر التكفيري النتن.
لازالت المؤامرة مستمرة على سورية ولا زال الدفع بقطعان الوهابية مستمرا"من أكثر من 86 دولة , علهم يحصلون على شيئ يمكن أن يؤسسوا عليه في المستقبل . لكن هذا الصمود الاسطوري لسورية ومحور المقاومة في المنطقة قطع عليهم الطريق وسيلقون هزيمة كبرى تؤسس لمستقبل جديد لسورية ومنطقة بلاد الشام . وارتداداتها ستكون كبيرة على جميع الأعداء بدءا" من اسرائيل وأمريكا وانتهاء" بمهالك وإمارات الخليج .
إن انتصار سورية النهائي ومحورها المقاوم هو الذي سيحدد مستقبل هذه المنطقة لسنوات عديدة قادمة .
ويجب الاشارة هنا إلى ضرورة اقتلاع الفكر الوهابي التكفيري والفكر الإخواني التآمري ومموليه وداعميه نهائيا"من المنطقة وبدون ذلك سيكون الانتصار مؤقت ويمكن أن تعاد الكرة مرة أخرى في المستقبل .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» اليهود من الربيع العربي إلى الربيع الديني لتحريف القرآن الكريم بعد تدمير الدول العربية .
» من قنوات الربيع العبري
» هذا حال اصحاب الربيع العبري
» الشيخ شمس الدين و حقيقة وضع الربيع العبري
» الربيع العبري:عقاب الوقت للحقراء فينا نصيب
» من قنوات الربيع العبري
» هذا حال اصحاب الربيع العبري
» الشيخ شمس الدين و حقيقة وضع الربيع العبري
» الربيع العبري:عقاب الوقت للحقراء فينا نصيب
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 2:13 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف عكا وكريات شمونة ومحيطها والاحتلال يعلن عن إصابات وأضرار في المباني
اليوم في 2:10 pm من طرف larbi
» كتاب عن النسوان ممنوع في جميع الدول العربية
اليوم في 11:23 am من طرف larbi
» الديانة الابراهيمية وحكم الردة في الاسلام - الشيخ محمد بن زايد نموذجا
اليوم في 11:21 am من طرف larbi
» مقاتلو حزب الله يوجّهون رسالة لأمينهم العام الجديد "نعيم قاسم"
اليوم في 11:18 am من طرف larbi
» الفصائل العراقية تقصف اهداف عسكرية في العمق الاسرائيلي
أمس في 9:09 pm من طرف larbi
» حزب الله يقصف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية ويكثف استهدافه لصفد ونهاريا وتجمع الكاريوت
أمس في 9:08 pm من طرف larbi
» كيف جاءت التعليقات الإسرائيلية بعد استهدافات حزب الله لقاعدة تقتنية ومصنع عسكري؟
أمس في 9:06 pm من طرف larbi
» ترياق الهَذَر
أمس في 3:57 am من طرف larbi
» القسام توقع "ميـ ـركافا"بكميـن بجبـاليا وتـدمرها..والسرايا تفـ ـجر مسار آليات وتستهدفها بصليات رصـاص
أمس في 12:49 am من طرف larbi