أخطاء تمنع خسارة الوزن: إحترم الهرم الغذائي

إذا كنت تعاني زيادة في الوزن وتفكر في إنقاصه فإننا نشد على يدك بقوة راجين التوفيق في هذه المهمة لأن تحقيقها يعني الحصول على مكاسب صحية في غاية الأهمية، خصوصاً على صعيد القلب والأوعية الدموية.

لكن تخسيس الوزن قد ينتهي بالفشل على رغم تكرار المحاولات، ويعود السبب بكل بساطة إلى ارتكاب أخطاء قد لا تخطر على البال، نحاول في السطور الآتية التعرف اليها:

1- عدم احترام الهرم الغذائي. المعروف أن الهرم الغذائي يضم خمس مجموعات غذائية يجب على كل شخص الإلتزام بها لأنها الضمانة الأكيدة لتأمين العناصر اللازمة لبناء الجسم ونموه، وأنه لا يمكن لأي مجموعة أن تحل محل أخرى، لأن لكل واحدة فائدة مختلفة. وعلى سبيل المثال، فإن حذف النشويات من الوجبات لاعتبارات مختلفة مبنية على اعتقادات خاطئة تقول إن النشويات تسبب السمنة، هو نهج غير صحيح لأن نقص استهلاك النشويات يرتبط بتداعيات صحية لا لزوم لها، مثل ضياع السوائل، وفقدان الأملاح المعدنية والفيتامينات، والجفاف، وسوء التغذية.

إن عدم الإلتزام بمجموعات الهرم الغذائي خلال فترة التخسيس يعني بكل بساطة إطاحة ثلاثة أمور أساسية لنجاح تخسيس الوزن، هي: التنويع والتوازن والإعتدال. فالتنويع هدفه تأمين مختلف المغذيات الضرورية لعمل كل خلايا الجسم، والتوازن يركز على الكميات التي يحتاجها الجسم من كل مجموعة في الهرم الغذائي. والإعتدال يعني الإكتفاء بكميات محددة من مجموعة من دون زيادة ولا نقصان.

2- التجويع. كثيرون يلجأون إلى وسيلة التجويع ظناً منهم أنها الطريقة المثلى لضياع الوزن، لكن هيهات أن يكون الأمر كذلك، فهذا السلوك يخلق بلبلة على صعيد العمليات الإستقلابية ويعرّض الجسم إلى نقص في الطاقة ما يدفع صاحبه إلى التهام كميات كبيرة من الطعام لاحقاً، بل إلى خلق رغبة عارمة لتناول المزيد من الدهنيات والسكريات التي تطلق سعرات حرارية عالية تفضي في نهاية الأمر إلى زيادة الوزن بدلاً من إنقاصه. وإذا كان التجويع كلياً فبؤس المصير، لأنه يترك تداعيات عضوية ونفسية قد تقود إلى حافة الهاوية. إذاً فالتجويع ليس حلاً لفقدان الوزن، لأن الجسم يرى في مثل هذه المحاولة تهديداً مباشراً له فيعمد إلى اكتناز الطاقة بدلاً من صرفها.

٣- تذوق الطعام أثناء اعداده، وهي عادة منتشرة على نطاق واسع. لا شك في أن تذوق الطعام خلال طهوه يهدف إلى تقديم الوجبة في أحسن صورة لها، لكن هناك من يبالغ فيأخذ ملعقة كبيرة من هنا وقطعة كبيرة من هناك، مراراً وتكراراً على مدار اليوم، ما يضيف سعرات حرارية إضافية لا تمنع ضياع الوزن وحسب، بل تساهم في إضافة المزيد من الوزن. لا مانع من تذوق الطعام، شرط أن يتم هذا الأمر في حده الأدنى بحيث لا يعرقل خطة إنقاص الوزن.

٤- تناول ما تبقى في صحون أفراد العائلة. يحرص كثيرون من الأهل على تناول ما بقي في صحون أطفالهم من الطعام بحجة أن رميه في سلة المهملات حرام! إن هذا السلوك خاطئ من أساسه لأنه يدفع بالمزيد من السعرات الى الجسم الذي ليس في حاجة إليها إطلاقاً فتكون المحصلة إعاقة انقاص الوزن وربما اكتساب فائض منه.

٥- تناول وجبات كبيرة الحجم. يميل بعض المصابين بالسمنة إلى تقليل عدد الوجبات الغذائية مع تناول وجبات كبيرة الحجم ظناً منهم أن الخسارة في الوزن ستكون على الموعد، لكن المفاجأة تكون بحصول زيادة في الوزن عوضاً عن نقصه، ناهيك عن التعرض لمشاكل هضمية لا لزوم لها ناجمة عن دك أنبوب الهضم بكميات كبيرة من الطعام تثقل كاهله. إن تناول عدة وجبات غذائية يومية صغيرة الحجم يريح المعدة، ويخفض الوزن، ويسمح بالسيطرة على الجوع، ويحسّن من مستوى السكر في الدم، ويمنع الإصابة بالإمساك. وأثبتت الدراسات أن تناول ٥ إلى ٦ وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم بدلاً من ٣ وجبات كبيرة يساعد الجسم على اطلاق مقادير قليلة من هرمون الأنسولين ما يبقي سكر الدم ثابتاً من دون تذبذبات.

6- استخدام أطباق كبيرة الحجم، كلما زادت كمية الطعام الموضوعة أمام الشخص بالغ في أكل كمية أكبر، بصرف النظر عما إذا كان جائعاً أو لا. لقد أظهرت الدراسات أنه كلما تضاءلت كمية الطعام الموجودة أمام الشخص قل استهلاكه من الطعام، لذا ينصح باستعمال أطباق صغيرة.

٧- شراء حصص كبيرة من الطعام خارج المنزل. يميل الناس إلى شراء الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة الكبيرة الحجم فيتناولونها كلها رغم عدم حاجتهم إليها كلها، وهذا لا يتناسب مع خطة تخسيس الوزن بأي شكل، من هنا يوصى بقوة بطلب حصص صغيرة من الطعام.

8- استبدال الماء بالعصائر والمشروبات الأخرى. لا بأس من شرب العصائر والسوائل الأخرى بكمية معقولة، لكن هذه لا تستطيع الحلول مكان الماء. إن الإعتماد على العصائر والمشروبات الغازية والسكرية بدلاً من الماء يعرقل مهمة تخسيس الوزن لأنها تحتوي على كثير من السعرات الحرارية التي تؤدي إلى زيادة في الوزن.

٩- الإفراط في استهلاك الأغذية والأشربة «لايت». من لا يعرف مصطلح لايت (أي خفيف) فقد أصبح من المصطلحات الشهيرة في مجتمعاتنا. كثيرون ينجرفون وراء الأغذية والأشربة لايت بحجة أنها خفيفة، ومن غير المستبعد أن تجد هؤلاء يفطرون ويتغدون ويتعشون لايت، اعتقاداً منهم بأن مثل الصنف من الأغذية هو طعام صحي وأنه سيساعدهم في انقاص الوزن، لكن سرعان ما يتبين لهم أن وزنهم بقي على حاله أو زاد عما قبل مع أنهم يأكلون لايت. إن عبارة لايت تشير إلى أن الغذاء فقير بالدسم أو بالسكريات لكنه ليس فقيراً دوماً بالسعرات الحرارية التي تعرقل انقاص الوزن لا بل تساهم في زيادته.

إضافة إلى هذا وذاك، إن كثيراً من المنتجات لايت المخصصة للريجيم يكتب عليها الصانعون عبارة «خالية من السكر»، فيظن أصحاب الريجيم أن بإمكانهم تناول كميات كبيرة منها من دون حساب، لكن على هؤلاء أن يعرفوا أنه تم استبدال السكر الطبيعي بسكر اصطناعي، وهذا الأخير بينت الدراسات أنه يطلق العنان للشهية وإلى تناول المزيد من الطعام.

١٠- الإسراف في تناول الفاكهة الغنية بالسكر. إن وضع الفاكهة ضمن أروقة نظام تخسيس الوزن أمر حيوي شرط أن يتم تناولها باعتدال. إن الفاكهة تحتوي على نسبة معتبرة من السكر لذا يجب عدم المبالغة في استهلاكها، خصوصاً تلك التي تحتوي على نسب عالية منه، مثل التين، والكمثرى، والأناناس.

11- تناول الوجبات الجاهزة. في شكل عام يمكن القول إن هذه المنتجات تحضر بطريقة غير صحية، فتكون عادة متخمة بالدهون الضارة، مملحة كثيراً، وتعج بالسكريات، وهذه كلها عدو للصحة.

12- عدم القيام بأي مجهود بدني. لا يكفي إنقاص الوارد من السعرات الحرارية لخفض الوزن، بل لا بد من اشراكه بالرياضة لأنها تساعد على حرق الدهون. ومن الضروري ممارسة التمارين الرياضية لمدة كافية من أجل تصريف الوزن الفائض، فالمشي مثلاً لمدة ٣٠ دقيقة فقط يساهم في الحؤول دون زيادة الوزن، في المقابل فإن المشي لمدة ٤٥ دقيقة يومياً كفيل بحرق المزيد من الدهون وبالتالي خفض الوزن.

وفي خضم الأخطاء التي ترتكب خلال مسيرة ضياع الوزن لا بد من الإشارة إلى ظاهرة «اليويو» التي تعني التذبذب في الوزن صعوداً وهبوطاً، فالدراسات المتعلقة بهذه الظاهرة كشفت أنه في حال زادت نسبة التذبذب في الوزن أكثر من ١٠ في المئة فإن أخطاراً كثيرة قد تنتظر صاحبها تفوق الأخطار الناجمة عن السمنة بحد ذاتها، ومن هذه الأخطار:

> مشاكل قلبية وعائية، خصوصاً لدى النساء بعد فترة سن اليأس.

> سقوط الشعر وترهل الجلد.

> الإصابة بالإمساك المزمن.

> نشوء حصيات والتهابات في المرارة.

> الإصابة بالقرحة الهضمية.

> حدوث الفتق الإربي والسري.

> ضياع الكتلة العضلية وترهل عضلات البطن والأطراف.

ولمحاربة ظاهرة اليويو في الوزن ينصح باتباع حمية غذائية تضم كل الأغذية بكميات معتدلة، والمحافظة على العادات الصحية بعد بلوغ الوزن المنشود، والحذر جداً من النقرشة بين الوجبات، والمثابرة على الرياضة المحببة.

في المختصر، إن نجاح النظام الغذائي في تخسيس الوزن والحفاظ عليه يتطلب التقيد بخطوات جوهرية تشمل:

- اتباع نظام غذائي صحيح يعطي الجسم كل ما يلزمه من عناصر القوة والحياة.

- عدم حذف أي مجموعة غذائية من النظام الغذائي.

- ضرورة تلازم النظام الغذائي مع النشاط الرياضي المناسب.