امريكا تستعد للتدخل عسكريا في ليبيا

رغم سقوط نظام العقيد المعمر القذافي وتصفية زعيمه واحد ابنائه ووزير دفاعه بطريقة همجية بشعة، واعتقال اثنين من ابنائه ومعظم قادة اركانه السياسيين والعسكريين، ما زالت الولايات المتحدة الامريكية التي ترأست تدخل قوات “الناتو” وحملاته الجوية في ليبيا تحوم حول مكان الجريمة، وتشعر قيادتها ان مهمتها لم تنته بسقوط النظام، ولا بد من العودة بطريقة او باخرى لهذا البلد تحت عنوان محاربة الفوضى، والقضاء على الجماعات الارهابية.

بالامس وافق مجلس النواب الامريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون على تشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات على منشآت ومقار دبلوماسية امريكية في مدينة بنغازي في ايلول (سبتمبر) عام 2012 من قبل متشددين اسلاميين وقتلوا السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة امريكيين آخرين،
وتعكف لجان في الكونغرس الامريكي هذه الايام على دراسة فرص نجاح تدخل عسكري امريكي لتصفية جماعات جهادية ليبية، وخاصة تنظيم انصار الشريعة المتهم بالوقوف خلف الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي وقتل السفير الامريكي وثلاثة خبراء امنيين.

الخبير الامريكي المختص بالارهاب ديفيد غارتنشتاين روس القى مداخلة امام الكونغرس في هذا الاطار قال فيها ان تدخل حلف “الناتو” في ليبيا “ترك بلدا يقع تحت وطأة اللااستقرار.. وحكومة غير قادرة على السيطرة على الاوضاع″، واضاف “ان تدخل حلف الناتو كان له اثرا سلبيا ليس على استقرار ليبيا فقط وانما على الجيران المباشرين مثل الجزائر وتونس ومصر وشجع الجهاديين على السيطرة على شمال مالي مما استدعى تدخلا عسكريا فرنسيا”.

وذهب هذا الخبير الى ما هو ابعد من ذلك في شهادته المذكورة آنفا الى درجة القول ان تدخل حلف “الناتو” شجع على “تسريع الاحداث في سورية وتفجير حرب مأساوية ادت الى مقتل 150 الف شخص”.

الادارة الامريكية نفضت يدها كليا من الحكومة الليبية ويأست من قدرتها على ضبط الاوضاع والحفاظ على وحدة البلاد وتماسكها، والحيلولة دون تقسيمها وسقوط بعض اجزائها في ايدي الجماعات الاسلامية المتشددة، ولهذا تفكر بالقيام بتدخل عسكري مباشر في ليبيا من خلال قصف من البحر والجو، وتمهيدا لتدخل بري انطلاقا من قاعدة لها اقيمت بالسر في جنوب تونس بمحاذاة الحدود الليبية.

التدخل العسكري الامريكي لو جرى تنفيذه فعلا لن يساهم في اعادة الاستقرار الى ليبيا بل ربما سيؤدي الى تفاقمه، لانه سيواجه مقاومة شرسة من الجماعات الاسلامية على غرار ما حدث في العراق وافغانستان، وما يحدث حاليا في سورية.

احتمالات التدخل كبيرة، ورغم كل المخاطر التي ستواجهه، لان هناك مصلحة امريكية واوروبية لضبط الاوضاع الامنية على الارض ومحاربة الجماعات الاصولية ومنع الهجرة غير الشرعية التي تنطلق نحو اوروبا من الشواطيء الليبية التي يزيد طولها عن الفي كيلومتر تقريبا، ولا تحظى باي حماية نتيجة غياب الدولة وخفر سواحلها بالتالي.

امريكا فتحت على نفسها والمنطقة باسرها، عش دبابير بغزوها الجوي لليبيا، ولا تعرف الآن كيف تتعاطى مع تبعات هذا العمل الخطير جدا، واقامت دولة فاشلة تسيطر عليها الميلشيات المسلحة، وباتت حقول النفط الليبي تحت سيطرتها، حيث انخفض الانتاج من 1.6 مليون برميل يوميا الى اقل من ربع مليون برميل في افضل الاحوال.

نظام العقيد معمر القذافي لم يكن ديمقراطيا، ولكن النظام الذي حل مكانه لم يكن افضل حالا، ولعل توصيف السيد محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا الاسبق الوضع في ليبيا هو الادق عندما قال في احدى مقابلاته الصحافية “لا توجد في ليبيا دولة حتى نقول عنها فاشلة او غير فاشلة”.

عارفكم انتم من انتم

خلي يبدا فيه تنوع بشري بعد القطريين والسعوديين والاماراتيين خلي ياخذوا نصيبهم جهاد النكاح الذي ليس حكاراً على العرب فقط بفضل الربيع العربي... مبروك الحرية ياجرذان الدعارة