بوتين على طريقة بطل الاتحاد السوفييتي القناص فاسيلي يصيب أمريكا بمقتل!

يمشي القيصر ذو العينين الثعلبيتين متباهياً بأمجاد أمته، فستالين وأبطال المنجل والمطرقة لا زالت أصواتهم خلال معاركهم ضد النازية تعبق في ذاكرة الروس، لعلّ توقيت زيارة فلاديمير بوتين مع ذكرى انتصار أمته على النازية، من اجل زيارة القرم لها دلالة كبيرة ورسالة قوية خاصةً لأمريكا وحلفائها.

هو ذكر بأن الأمة الروسية ساعدت أوروبا في التخلص من الفاشية، وأعاد للأذهان بطولة السوفييت ضد القوى العظمى في ذلك الوقت، عندما لم تكن الولايات المتحدة قوةً تُذكر بين الكبار.

بوتين قال خلال زيارته أن روسيا باتت أقوى بالقرم وشعبها الذي قرر الوقوف جنباً إلى جنب معها، والإخلاص للحقيقة التاريخية وذاكرة أجدادنا. ومعاً سنتغلب على كل الصعاب.

إذاً فإن عامل الانتماء والقومية والهوية يعود بقوة إلى الروس، الذين عانوا التفكك والضعف منذ أيام غورباتشوف والانحطاط أيام يلتسين، هم الآن يعودون مع بوتين إلى أمجاد الماضي القريب.

هذه الزيارة لم ترق الأمريكيين والأوروبيين، لأنها من جهة تأكيد على عودة القوة الروسية وتحدي الغرب، ومن جهة أخرى تُعتبر استفزازاً لهم، ومن جهة ثالثة قد تكون هناك خشية من تكرار هذا السيناريو باللعب على عامل التوحد والقوة والعظمة لكل الشعوب التي انتمت يوماً ما إلى الأمة السوفييتية الكبيرة، وما أكثر تلك الجمهوريات والبلدان المعنية بذلك، بالتالي هناك مخاوف أوروبية من تكرار سيناريو القرم في مناطق أخرى.

الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن وصف من تالين عاصمة أستونيا الزيارة بأنها "غير لائقة" مكرراً عدم تلقيه تأكيداً ملموساً لانسحاب قوات روسية من حدود أوكرانيا، أما واشنطن المغتاظة فاعتبرت أن النتيجة الوحيدة للزيارة ستكون تصعيداً للتوتر!

لعّل زيارة بوتين للقرم في هذا التوقيت تندرج تحت بند الرد الروسي القاسي على أمريكا وأوروبا بسبب العقوبات الأخيرة على موسكو ومسؤولين فيها، الروس وقتها حاولوا التعامل مع الأمر بمرونة ودماثة واحتواء، لكن واشنطن لا زالت مصرة على التعامل في ميدان السياسة وكأنها القادرة على فرض ما تريد كما كانت سابقاً! ولعّل أكثر ما يغيظها هو أنها كانت السبب في هذا النصر الروسي بإعادة شبه جزيرة القرم إلى الحضن الأم السوفييتي، وكما كان بطل الاتحاد السوفييتي فاسيلي زايتسيف يقتنص الفرص لتصيد ضباط النازية بالأمس، هاهو بوتين اليوم قناص للفرص السياسية يعرف متى تحين اللحظة للضغط على زناد السياسة الروسية وإصابة الخصم بمقتل.