حينما تتقاطع مصالح دول الاستعمار القديم مع الجديد == الجزء الثاني:

حينما تتقاطع مصالح دول الاستعمار القديم مع الجديد
==========================
الجزء الثاني:

افادت المعلومات المستقاة من التقارير الاستخباراتية الغربية خاصة الفرنسية والأمريكية منها بوجود أكثر من مائتي مجموعة مسلّحة في ليبيا يتكون أفرادها من جنسيات مختلفة وصفت بالخطيرة تسعى في المرحلة القادمة لتأسيس تشكيل ارهابي يرمي الى إقامة دولة تشمل ليبيا وجزء من مالي ومناطق من الجنوب الجزائري والتونسي.

ويرى مراقبون غربيون بأن امريكا ودول حلف الناتو فتحوا على أنفسهم والمنطقة باسرها عش دبابير بحربهم التي شنوها على نظام العقيد معمر القذافي واقامتهم لدولة فاشلة تسيطر عليها ميلشيات مسلحة.

وقال الخبير الامريكي في شئون الإرهاب ديفيد روس في شهادته امام الكونغرس مؤخرا بأن تدخل حلف “الناتو” في ليبيا ترك بلدا يقع تحت وطأة ألا استقرار وحكومة غير قادرة على السيطرة على الأوضاع.

وأضاف بأن هذا التدخل كان له اثرا سلبيا ليس على استقرار ليبيا فقط وانما على الجيران المباشرين مثل الجزائر وتونس ومصر وشجع الجهاديين على السيطرة على شمال مالي مما استدعى تدخلا عسكريا فرنسيا.

ويرى المراقبون أيضا بأن الادارة الامريكية نفضت يدها كليا من الحكومة الليبية ويأست من قدرتها على ضبط الاوضاع والحفاظ على وحدة البلاد وتماسكها والحيلولة دون تقسيمها وسقوط بعض اجزائها في ايدي الجماعات الاسلامية المتشددة ولهذا تفكر بالقيام بتدخل عسكري مباشر في ليبيا

وفي هذا الإطار تعكف لجان في الكونغرس الامريكي هذه الايام على دراسة فرص نجاح التدخل العسكري الأمريكي لتصفية جماعات جهادية ليبية خاصة ما يسمى بتنظيم أنصار الشريعة المتهم بالوقوف خلف الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي وقتل السفير الامريكي وثلاثة خبراء امنيين.

ويضيف المراقبون يأن احتمالات التدخل العسكري الغربي أصبحت كبيرة رغم كل المخاطر التي ستواجهه لان هناك مصلحة امريكية واوروبية لضبط الاوضاع الامنية على الارض ومحاربة الجماعات الاصولية ومنع الهجرة غير الشرعية التي تنطلق نحو اوروبا من الشواطئ الليبية.

ويرى الفرنسيون بأن لهم وللأميركيين نفس الأهداف في أفريقيا وبأن التعاون مع الجانب الأميركي لا بد منه في مجال الاستطلاع الإلكتروني والمراقبة والإمداد والتخطيط وتبادل المعلومات والتجهيزات والإمكانيات اللوجيستية وبالتالي فإن باريس تعول في خطتها على تعاونها مع واشنطن مثلما تم بينهما في العمليتين العسكريتين اللتين خاضتهما القوات الفرنسية في مالي ووسط أفريقيا.

وفي إطار تنفيذ الشق الثاني من الخطة الفرنسية فإن واشطن بالإضافة الى سفن الاسطول السادس بالبحر المتوسط ستنشر عدد (2000) ألفي جندي وعدد غير معروف من القوات الخاصة في القاعدة التي اقامتها في إرماده شمال شرق تطاوين بالجنوب التونسي بالقرب من الحدود التونسية الليبية.

إضافة إلى ذلك يتواجد عدد (2000) ألفي جندي آخرين متواجدين في القاعدة الأميركية بجيبوتي التي تستوعب حتى خمسة آلاف جندي، وستبدأ العمليات العسكرية الامريكية بقصف من البحر والجو تمهيدا لتدخل بري انطلاقا من قاعدتها المشار اليها في تونس.

وبينما أوكلت مهمة الجنوب الليبي للقوات الفرنسية المنتشرة بالدول المشار اليها في الجزي الأول من هذه المقالة، فإنه يبدو جليا بالنسبة الشرق الليبي بأن المهمة أوكلت للجيش المصري.

فيا أبناء القبائل الليبية المجاهدة ... يا أنصار الراية الخضراء ... يا أحفاد المجاهدين واباء وإخوة وأبناء الشهداء الذين واجهوا حلف 42 دولة وعملائهم على الأرض لمدة ( أشهر دون غطاء جوي ... رصوا صفوفكم استعدادا لزحف جماهيري موحد لتطهير كافة مدن وفرى وأرياف الوطن من الدنس والانجاس والخونة والعملاء ... ولتصدي للحملة الصليبية الجديدة دفاعا عن ليبيا والعروبة والإسلام ... والله أكبر والنصر لنا بإذن الله ... والمجد والخلود لشهدائنا الابرار ... والخزي والعار على الخونة والعملاء ذيول الاستعمار.

استمروا في المقاومة .... والى الامام من اجل الوطن.
=============================
علي رداد ـ 13 / 5 / 2014 ف