ذكرى لن تموت

ضحوا بأرواحهم في سبيل استقلال وطنهم سورية،رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة،افتدوه بالغالي والنفيس من أجل أن يكون حراً كريماً مصاناً دونما تفكير في غنيمة أو مصلحة،إنهم شهدائنا الأبرار الذين نحتفل بعيدهم اليوم.
إنه السادس من أيار..اليوم الذي نقف فيه احتراماً وتقديراً وإجلالاً لكل شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن حرية مسلوبة وأفواه مكممة وإرادة مكبوتة ونفوس مقهورة وأياد مغلولة كبلها الاحتلال العثماني الذي جثم على صدورنا400سنة فكانت دماؤهم المسفوكة تروي ظمأ التواقين للانعتاق من أغلال القهر والظلم والاستبداد والاستعباد.‏

ما أشبه اليوم بالبارحة..فالسوريون هم السوريون مهما اختلف الزمان وتبدل المكان.‏

فعيد الشهداء هذا العام يأتي زاخراً بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها جنودنا البواسل في تصديهم للحرب القذرة التي تشنها جبهة العدوان والتآمر على سورية،لمحاولة النيل منها ومن شعبها الصامد،وإخضاعها لتبعية أميركا والغرب بعد أن عجزت طوال عقود طويلة عن تنفيذ مخططاتها وتمرير مشاريعها التقسيمية, ليقف جيشنا البطل اليوم كما في السابق سدا منيعا أمام شرور الأعداء ويقدم الغالي والنفيس في سبيل أن يبقى الوطن حرا أبياً ورايته عالية خفاقة.‏

ما يقدمه أبطالنا اليوم في تصديهم لعصابات الناتو التي استجلبتها القوى المتآمرة من كل بقاع الأرض إنما يعكس أصالة الشعب السوري وحبه المتجذر لوطنه،وتقديسه لترابه،فهو قد تربى منذ القدم على القيم النضالية،وحفر بدماء شهدائه الأبرار الانتصارات تلو الأخرى،وسطر أروع الملاحم البطولية ضد المستعمرين الغزاة،فردهم على أعقابهم وجروا وراءهم ذيول الخيبة والهزيمة،فغدت قوافل الشهداء عنوان عز وفخار لحماية الوطن،والحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدته الوطنية الصلبة.‏

فالسادس من أيار سيبقى نبراساً تهتدي به الأجيال القادمة،واستذكاراً لأرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن،والشعب السوري الذي ناضل وحقق النصر على المحتل العثماني والمستعمر الفرنسي مصمم اليوم على اجتثاث الإرهاب من جذوره, لتعود سورية كما كانت واحة في الأمن والاستقرار،وبلداً للمحبة والتسامح،ومهما حاول المستعمرون الجدد وأدواتهم الرخيصة من مستعربين وعثمانيين أن يزرعوا القتل والدمار في سورية إلا أنهم سيهزمون عاجلاً وليس آجلاً،فسورية كما انتصرت في السابق ستكتب نصرها اليوم على الإرهاب بوعي شعبها وصموده،وتضحيات جيشها العربي السوري البطل،الذي يؤكد كل يوم بأن أمن الوطن والمواطن خط أحمر لا يمكن لأحد أن يتجاوزه.‏